مقتل 6 من قيادات «داعش» البارزين في غرب الموصل

العشائر العربية في المدينة تعلن تشكيل لواء جديد تابع لوزارة البيشمركة

جانب من مواجهة بين قوات الشرطة الاتحادية ومسلحي «داعش» في غرب الموصل أمس (رويترز)
جانب من مواجهة بين قوات الشرطة الاتحادية ومسلحي «داعش» في غرب الموصل أمس (رويترز)
TT

مقتل 6 من قيادات «داعش» البارزين في غرب الموصل

جانب من مواجهة بين قوات الشرطة الاتحادية ومسلحي «داعش» في غرب الموصل أمس (رويترز)
جانب من مواجهة بين قوات الشرطة الاتحادية ومسلحي «داعش» في غرب الموصل أمس (رويترز)

أعلنت قيادة عمليات «قادمون يا نينوى» التي تخوضها القوات العراقية لتحرير مدينة الموصل من تنظيم داعش أمس، أن الطائرات العراقية قتلت عددا من قادة التنظيم البارزين في غارة لها استهدفت إحدى مقراته في الجانب الأيمن من الموصل. وذكر بيان لخلية الإعلام الحربي العراقية، أنه «استنادا إلى معلومات مديرية الاستخبارات العسكرية طائرات القوة الجوية توجه ضربة جوية تسفر عن تدمير أحد مواقع إرهابيي (داعش) في حي التنك بالجانب الأيمن من مدينة الموصل، وتقتل عددا من القيادين البارزين في التنظيم»، لافتا إلى أن مسؤول الانغماسيين العرب وكذلك مسؤول تجنيد مسلحي أشبال الخلافة وأيضا مسؤول التفخيخ لولاية نينوى كانوا ضمن القيادات التي قُتلت في الغارة، دون أن تشير إلى أسماء قادة «داعش».
لكن مسؤول الإعلام في مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في الموصل، غياث سورجي، كشف لـ«الشرق الأوسط» أسماء قادة «داعش» القتلى، وقال: «قُتل خلال الغارة كل من حازم الجبوري الملقب بأبو قيس مسؤول ديوان حسبة (داعش) (شرطة التنظيم) في الجانب الأيمن، ومحمد البجاري الملقب بأبو شاهين مسؤول كتيبة الإسلام في التنظيم، وقيدار العقراوي الملقب بأبو سلمان الكردي المسؤول العسكري في التنظيم، ومجاهد العنزي مسؤول ديوان الزكاة في الجانب الأيمن من الموصل». وأضاف أن 11 مسلحا آخرين من التنظيم قُتلوا خلال تلك الغارة وأُصيب ثمانية عشر آخرون غالبيتهم من العرب غير العراقيين والأجانب. ويُطلق التنظيم اسم «الانغماسيين» على مسلحيه الذين يرتدون أحزمة ناسفة ويخوضون المعارك والاشتباكات المباشرة بالأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية ومن ثم يفجرون أنفسهم.
وتابع سورجي: «هناك نحو 700 مسلح تبقوا في الجانب الأيمن من الموصل وغالبيتهم من الأجانب والعرب غير العراقيين، وجميعهم من الانغماسيين»، كاشفا أن التنظيم يفتقر حاليا إلى المتفجرات والسيارات المفخخة بسبب انخفاض معداته ومواده، لكنه يستخدم الانتحاريين بكثافة في المعارك التي تدور في الجانب الأيمن الموصل حاليا. أما بالنسبة لعدد المسلحين في تلعفر، فيوضح سورجي: «هناك نحو ألفي مسلح».
بدوره، قال قائد قوات الشرطة الاتحادية في الموصل، الفريق رائد شاكر جودت، إن «قواتنا مستمرة في عملياتها العسكرية البرية، وتواصل بمدفعيتها وطائراتها المسيرة استهداف مقرات التنظيم الإرهابي ودفاعاته الثابتة والمتحركة»، مشيرا إلى استمرار التقدم باتجاه جامع النوري من ثلاثة محاور رئيسية، مبينا فتح ممرات آمنة لإجلاء السكان بالكامل من المدينة القديمة قبل الشروع بعمليات عسكرية واسعة. وأضاف أن مدفعية الشرطة الاتحادية وبإسناد من الطائرات المسيرة قتلت أول من أمس، اثنين من قيادات «داعش»، بينهم القيادي أبو مهاجر الروسي و6 من معاونيه، إثر ضربة مباشرة استهدفت مقرهم في المجمع الطبي قرب المستشفى الجمهوري في الموصل القديمة.
وتزامنا مع تقدم القوات العراقية في الجانب الأيمن من الموصل، يلتحق خلال الأيام المقبلة المئات من المتطوعين العرب بمعسكرات تدريب قوات البيشمركة لتشكيل لواء جديد من أبناء المناطق العربية من محافظة نينوى. وقال المتحدث الرسمي باسم العشائر العربية في نينوى، الشيخ مزاحم الحويت، لـ«الشرق الأوسط»: «وافق رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني على مطلب شيوخ العشائر العربية من مناطق البعاج والحضر وتل عبطة والجزيرة والمناطق الأخرى بالتطوع في صفوف قوات البيشمركة وتشكيل لواء ثان للعرب تابع لوزارة البيشمركة»، مضيفا أن اللواء الجديد يتألف من ألفي متطوع سيبدأون خلال الأيام القليلة المقبلة الالتحاق بمعسكرات تدريب البيشمركة للتدريب على خوض المعارك ومسك الأرض. وقال: «بعد إنهائهم التدريب سيوزعون على مناطقهم في محافظة نينوى».
وشهدت محافظة نينوى قبل نحو شهرين تشكيل لواء للمتطوعين العرب تحت اسم «لواء الجزيرة» تابع لوزارة البيشمركة، وتولت قوات البيشمركة تدريبها وتأهيلها وتجهيزها بالأسلحة والمعدات، ويتولى لواء الجزيرة حاليا واجباته في ناحية الربيعة الواقعة على الحدود بين العراق وسوريا.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.