انفجار سان بطرسبرغ يثير المخاوف قبل انطلاق «كأس القارات»

الألمان يجددون مخاوفهم ويدعون إلى إلغاء المسابقة لعدم جدواها

ملعب سان بطرسبرغ الذي سيستضيف افتتاح «كأس القارات» (إ.ب.أ)
ملعب سان بطرسبرغ الذي سيستضيف افتتاح «كأس القارات» (إ.ب.أ)
TT

انفجار سان بطرسبرغ يثير المخاوف قبل انطلاق «كأس القارات»

ملعب سان بطرسبرغ الذي سيستضيف افتتاح «كأس القارات» (إ.ب.أ)
ملعب سان بطرسبرغ الذي سيستضيف افتتاح «كأس القارات» (إ.ب.أ)

أثار حادث الانفجار في أحد قطارات الأنفاق بوسط مدينة سان بطرسبرغ الروسية، الذي أسفر عن مقتل 14 شخصاً وسقوط 49 جريحاً، كثيراً من المخاوف في أوساط كرة القدم العالمية حول الإجراءات الأمنية خلال بطولتي «كأس القارات» الصيف المقبل و«كأس العالم 2018»، المقررتين في روسيا.
ورغم محاولة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، أمس، طمأنة الدول المشاركة في بطولة كأس القارات، المقررة في 17 يونيو (حزيران) المقبل، فإن كثيراً من الدول، وأبرزها ألمانيا، أبدت قلقها، بل وطالبت بإلغاء المسابقة لعدم جدواها.
وقال متحدث باسم الاتحاد الدولي، أمس: «(فيفا) واللجنة المحلية المنظمة لديهما ثقة تامة في الترتيبات والمفاهيم الأمنية الخاصة بالبطولتين المقبلتين». وأعرب الاتحاد الدولي عن تعازيه لأسر ضحايا الحادث الإرهابي، وقال في بيان له: «(فيفا) والعاملون به يبعثون بخالص تعازيهم لعائلات هؤلاء الأشخاص الذين قتلوا، وندعم أيضاً الجرحى الذين لا يزالون يتلقون العلاج».
وتعد سان بطرسبرغ، البالغ عدد سكانها 5 ملايين نسمة، واحدة من 4 مدن روسية تحتضن مباريات كأس القارات 2017، ومنها مباراة الافتتاح المقررة في 17 يونيو المقبل، والمباراة النهائية في الثاني من يوليو (تموز)، بينما تقام منافسات كأس العالم في العام المقبل في 11 مدينة روسية.
وبالإضافة إلى المباراة الافتتاحية، تستضيف سان بطرسبرغ 3 مباريات أخرى في البطولة على ملعبها الرئيسي الذي يقع في جزيرة ريستوفيسكي، ببحر البلطيق، و7 مباريات خلال «مونديال 2018».
وسيشارك في بطولة كأس القارات 8 منتخبات وزعت على مجموعتين؛ الأولى تضم روسيا ونيوزيلندا والبرتغال والمكسيك، والثانية تضم الكاميرون وتشيلي وأستراليا وألمانيا.
وكان وفد من الاتحاد الدولي قد زار أخيراً المدن الروسية، وأعرب عن رضاه بشأن الملاعب والمنشآت التي ستحتضن مباريات كأس القارات.
وكان رينهارد غريندل، رئيس الاتحاد الألماني، قد سبق أن طالب بإلغاء كأس القارات، ليس بسبب القلق من الإجراءات الأمنية، بل لأنه يرى أن اللاعبين الدوليين يحتاجون إلى قدر أكبر من الوقت للتعافي بين الموسم والموسم الذي يليه.
ويشارك المنتخب الألماني في كأس القارات بوصفه بطلاً للعالم، لكن غريندل يرى من الضروري إعادة التفكير في جدوى البطولة التي دائماً ما توصف بأنها بروفة تعكس مدى استعداد الدولة المستضيفة لكأس العالم.
وأوضح غريندل أن زيادة المباريات أدت إلى زيادة الضغوط على عاتق اللاعبين، وأن الأندية في حاجة إلى مزيد من الوقت لإجراء عمليات إحلال وتجديد، «خصوصاً عندما نفكر فيما بعد 2017؛ هناك حاجة لاتخاذ قرار فيما يتعلق ببطولة كأس القارات».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».