تسابقت كثير من السيارات السوبر والرباعية على خطف الأضواء في معرض جنيف الدولي هذا العام كما ساهمت أكثر من شركة بنماذج كهربائية عملية سوف تدخل الأسواق تباعا بداية من العام المقبل. ونجحت نخبة من السيارات السوبر في إثارة اهتمام الإعلام الدولي بتغطية مكثفة أثناء المعرض؛ ولكن القطاع الرباعي الرياضي ما زال يقود الأسواق من ناحية المبيعات. وتدخل التقنيات الكهربائية الجديدة مجال التطبيق العملي وإن كانت لم تسيطر بعد على مجمل الاهتمام الشعبي والإعلامي.
في القطاع السوبر تألقت نخبة من السيارات أهمها فيراري 812 سوبر فاست التي تنطلق بأقوى محرك في المعرض على الإطلاق وهو بقدرة 800 حصان وسعة 6.5 لتر ومكون من 12 أسطوانة. ويحقق المحرك هذه القدرة من دون شحن توربيني. وتقول الشركة إن طراز 812 هو أقوى طراز يخرج من خط إنتاجي في الشركة. ويستثنى من ذلك الفئة الخاصة لـ«فيراري» التي تصل قوة المحرك ونظام الهايبرد فيها مجتمعة إلى نحو 949 حصانا. وعلى رغم قوانين نظافة التشغيل الأوروبية التي تشترط تزويد المحركات الكبيرة بنظم هايبرد أو شحن توربيني فإن فيراري تؤكد أن محركها الكبير سوف يستمر من دون شاحن توربيني ويستخدم في نماذج مستقبلية من الشركة.
ونافست فيراري على نجومية معرض هذا العام عدة سيارات سوبر أخرى، أهمها «لامبورغيني أوراكان برفورمانتي» التي حضرت إلى المعرض تسبقها سمعتها الفريدة في كسر الرقم القياسي للسرعة على الجناح الشمالي لمضمار نوبرغرنغ الألماني الشهير، الذي يوصف بأنه «الجحيم الأخضر» لصعوبته ووقوعه في منطقة غابات خضراء.
والسيارة نسخة معدلة من طراز أوراكان السابق تدشينه من الشركة ويأتي بمحرك سعته 5.2 لتر بعشر أسطوانات. ونظرا لخفة وزن السيارة واعتمادها تقنية الانسيابية الفعالة فإن أوراكان تنطلق إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في 2.9 ثانية فقط وإلى سرعة قصوى تصل إلى 325 كيلومترا في الساعة.
من ناحيتها، كشفت شركة «أستون مارتن» عن قطاع رياضي جديد في الشركة أطلقت عليه اسم «إيه إم آر» وهو مستعار من تاريخها الحافل على المضمار. وكشفت الشركة عن فئتين تجريبيتين في معرض جنيف هما «رابيد إيه إم آر» و«فانتاج إيه إم آر برو». وسوف يتولى قسم «كيو» للتجهيزات الخاصة في الشركة الإشراف على إنتاج فئات «إيه إم آر». وساهم هذا القسم من قبل في إنتاج سيارات مرموقة مثل فولكان وفانتاج جي تي 12. ولتجربة هذه السيارات على مضمار نوربرغرنغ الألماني افتتحت الشركة فرعا لها بالقرب من المضمار.
ومن أجمل السيارات السوبر التي عرضت في جنيف هذا العام كانت ماكلارين 720 إس التي تحقق سرعة قصوى تبلغ 212 ميلا في الساعة (341 كيلومترا في الساعة) وهي تنطلق بقدرة 710 أحصنة ويبلغ ثمنها ربع مليون دولار.
من السيارات السوبر الأخرى التي لفتت الأنظار كانت بورشه 911 جي تي 3 وبنتلي كونتننتال جي تي سوبر سبور ومرسيدس بنز «إيه إم جي - جي تي» وباغاني هويرا وأستون مارتن فالكيري.
قمة المبيعات
وفيما تلتف نظرات الإعجاب حول السيارات السوبر، فإن السيارات الرباعية الرياضية (SUV) هي التي تقود المبيعات في الأسواق حاليا. ففي السوق الأوروبية الخاملة بيعت في العام الماضي ثلاثة ملايين سيارة من هذا النوع بزيادة 22 في المائة على العام السابق. ويحتل هذا القطاع ربع حجم الأسواق الأوروبية ارتفاعا من نسبة 17 في المائة.
هذا العام ظهرت في جنيف أفخم سيارات هذا القطاع من بنتلي في صيغة السيارة بنتايغا مولينر، وهي فئة خاصة من طراز بنتايغا تدخل عليها تعديلات قسم التجهيزات الشخصية في الشركة لكي تحولها إلى واحدة من أفخم وأقوى السيارات الرباعية الرياضية في العالم. من التعديلات الخارجية عجلات بقطر 21 بوصة وعتبات مضيئة وإمكانية اختيار الطلاء بلونين. أما الفخامة الحقيقية فهي داخل السيارة التي تحتوي على براد للمشروبات واختيار إضاءة تناسب مزاج السائق والركاب من بين 15 لونا مختلفا. ويمكن تدفئة أو تبريد السيارة عن بعد ومن دون تشغيل المحرك.
أما أجمل النماذج الرباعية الرياضية فكانت السيارة الجديدة رينج روفر فيلار، التي تأتي في حجم متوسط وبتصميم مبسط في الداخل تختفي فيه الأزرار. وهي تنافس في القطاع الذي يشمل بورشه ماكان وأودي كيو 5. وتعتمد النسخة العليا من فيلار على محرك بشاحن سوبر سعته ثلاثة لترات من ست أسطوانات يوفر لها قدرة 380 حصانا ويحقق لها سرعة قصوى محددة إلكترونيا قدرها 155 ميلا في الساعة. وهي تنطلق من الثبات إلى مائة كيلومتر في الساعة في 5.3 ثانية. وتحمل السيارة نظام «تيرين ريسبونس» الذي يختار منه السائق نوعية القيادة التي تلائم الطرق أو المناطق الوعرة.
وظهر كثير من السيارات الرباعية الرياضية الأخرى مثل فولفو «إكس سي 60» ومازدا «سي إكس 5» وميتسوبيشي إيكلبس ونيسان قشقاي وفولكسفاغن تيغوان أولسبيس.
تقنيات المستقبل
قدمت شركة بنتلي فكرة سيارة كهربائية تعتزم إنتاجها في حدود عام 2020. وقال فولفغانغ دورهايمر مدير الشركة التنفيذي إن نموذج «إي إكس بي 12 سبيد» صنع من أجل استطلاع آراء الجمهور في اعتماد الدفع الكهربائي في المستقبل في القطاع الرياضي الفاخر.
من ناحيتها، عرضت شركة جاغوار طراز «آي - بيس» ووعدت بأن يماثل إنجاز هذا الطراز ما تحققه سيارات تيسلا الكهربائية. كما قدمت شركة فولكسفاغن سيارة كهربائية مكعبة ذاتية القيادة قد تصلح كسيارة نقل ركاب في المدن أو حول المطارات.