«داعش» يواجه التحديات بالتظاهر بالانشقاق والهرب إلى أوروبا

قيادة مجلس مدينة الباب حذّرت الفصائل من ضم منشقين عن التنظيم

منظر عام لمدينة الباب في نهاية مارس الماضي حيث بدأت تستعيد حياتها الطبيعية بعد تحريرها من تنظيم {داعش} (أ.ف.ب)
منظر عام لمدينة الباب في نهاية مارس الماضي حيث بدأت تستعيد حياتها الطبيعية بعد تحريرها من تنظيم {داعش} (أ.ف.ب)
TT

«داعش» يواجه التحديات بالتظاهر بالانشقاق والهرب إلى أوروبا

منظر عام لمدينة الباب في نهاية مارس الماضي حيث بدأت تستعيد حياتها الطبيعية بعد تحريرها من تنظيم {داعش} (أ.ف.ب)
منظر عام لمدينة الباب في نهاية مارس الماضي حيث بدأت تستعيد حياتها الطبيعية بعد تحريرها من تنظيم {داعش} (أ.ف.ب)

لا يزال تنظيم داعش الذي يتلقى الخسارات المتتالية، إن كان في العراق أو سوريا، والذي يستعد لمعركة أخرى خاسرة في معقله في مدينة الرقة، يبحث عن خطط لمواجهة التحديات القائمة حالياً، وعن بدائل لمنطق «الدولة» التي شارفت على الانهيار الكلي. وقد فعّل التنظيم المتطرف، بحسب أكثر من مصدر يُتابع حركته عن كثب، خطة تقضي بتظاهر عدد من عناصره بالانشقاق، للانضمام إلى فصائل أخرى، سواء «هيئة تحرير الشام» أو مجموعات «الجيش الحر»، كما أفيد بتوجه العشرات من العناصر الآخرين إلى دول أوروبا، في إطار موجة جديدة فرضتها الخسارات المدوية التي يتعرض لها التنظيم، سواء في الموصل أو في دير الزور أو الطبقة أو غيرها من المناطق.
وأعلنت القيادة العامة لمجلس مدينة الباب، التي سيطرت عليها الفصائل التي تتبع «درع الفرات» في شهر فبراير (شباط) الماضي، أنها ستحاسب أي جهة تقوم بضم عناصر أعلنوا انشقاقهم عن تنظيم داعش. وذكر بيان صادر عن القيادة أن «عناصر من التنظيم بدأوا بالتظاهر بأنهم انشقوا عنه، واتجهوا للتسلل إلى صفوف الفصائل الثورية، الأمر الذي سيهدد أمن المنطقة، ويزعزع استقرارها، ولذلك سيتم محاسبة أي جهة تقوم بضمهم إلى صفوفها».
وفي حين أكد رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن معظم من يعلنون انشقاقهم عن التنظيم كانوا موظفين سابقين في الإدارات المدنية التي كانت تابعة لـ«داعش»، ولم يكونوا مقاتلين في صفوفه، أوضح أبو محمد الرقاوي، الناشط في حملة «الرقة تذبح بصمت»، أن العدد الأكبر من المنشقين هم من السكان المحليين للباب وأطرافها، وليسوا من العناصر الأجانب، منبهاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» من خطورتهم، باعتبار أنّه في الآونة الأخيرة كثرت عمليات الاغتيال، وتفاقمت ظاهرة السيارات المفخخة، مما يعزز فرضية اعتماد «داعش» بشكل أساسي على أسلوب «التظاهر بالانشقاق».
من جهته، أشار مصطفى سيجري، رئيس المكتب السياسي لـ«لواء المعتصم»، وهو جزء من غرفة عمليات «درع الفرات»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن عمليات التظاهر بالانشقاق عن «داعش» تتكرر بريف إدلب ومناطق الساحل، وقد أدّت في كثير من الأحيان لافتعال مشكلات داخل الفصائل، وإلى عمليات اغتيال وتفخيخ سيارات، لافتاً إلى أن الجيش الحر يقوم بجهد كبير لضمان بقاء مناطق «درع الفرات» بمنأى قدر الإمكان عن عمليات مماثلة. وأضاف: «يمكن أن نؤكد ألا وجود لأي حالة في المنطقة، وأن الأمر تتم متابعته على أعلى المستويات».
ولا تقتصر خطط «داعش» لاستيعاب الضربات المتتالية التي يتعرض لها، إن كان في سوريا أو العراق، على عمليات الانشقاق التي نشطت كثيراً في الآونة الأخيرة، وفق ما يؤكده أحمد الرمضان، الناشط في حملة «فرات بوست» التي تتابع أوضاع منطقة دير الزور، شرق سوريا، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنّه وبعد تحرير مدينة الباب، والضغوط التي يتعرض لها «داعش» في الموصل وريف دير الزور الغربي والطبقة بريف الرقة، بات البعض ينشق حقيقة، وآخرون يتظاهرون بالانشقاق. وأضاف: «رصدنا هرب العشرات أخيراً إلى دول أوروبا، وهي عملية مستمرة ما دامت الأموال موجودة، وكلنا يعلم أن موارد (داعش) المالية كبيرة، وبالتالي قدرته على خرق كل الإجراءات المتخذة في دول أوروبا كبيرة أيضاً».
وأشار أحمد إلى أن عناصر «داعش» يعتمدون بشكل أساسي على جوازات سفر مزورة للتوجه إلى أوروبا «وقد رصدنا سفر البعض إلى ألمانيا وهولندا وغيرها من البلدان، إن كان براً أو بحراً أو جواً». وأضاف: «أما الهدف من توجههم إلى هناك، فلا يقتصر على نية بعضهم القيام بعمليات أمنية، بل يتعداه لمحاولة البعض ترسيخ فكر التنظيم، وتجييش الأشخاص، ومحاولة حثّهم على التوجه إلى جبهات القتال، إن كان في سوريا أو العراق». وفيما رجّح أبو محمد الرقاوي أن يكون عناصر «داعش» الذين توجهوا أخيراً إلى أوروبا من دون تأثير يُذكر لأن أعدادهم لا شك قليلة، أكد رامي عبد الرحمن أن العناصر الذين ينجحون في الوصول إلى تركيا يتوجهون مباشرة إلى أوروبا، وقال: «كما أن هناك عوائل لعناصر التنظيم تعيش حالياً في مخيمات أعزاز، ومعظمها يحمل جنسيات غير سورية».
وأعلنت حملة «الرقة تذبح بصمت»، قبل أيام، أن «داعش» قام بسحب المزيد من مقاتليه من المدينة، ونقل مجموعة من غير الرقاويين نحو ريف دير الزور، فيما يحضّر القسم المتبقي منهم للانسحاب، لافتة إلى أن عمليات الفرار لم تقتصر على العناصر فقط، بل شملت عائلتهم وبصورة شبه سرية، حيث قُدر عدد من تم نقلهم بالمئات ليستقروا في مدينة الميادين والخط الشرقي لدير الزور. أما مقاتلي التنظيم المحليين، فقد عمدوا إلى إجلاء عائلاتهم نحو ريف الرقة، مستغلين النزوح الكبير لأهالي المدينة باتجاه مناطق الريف. كما توافد الأسبوع الماضي قرابة 200 مقاتل من التنظيم، قادمين من ريف دمشق وريف حمص والسويداء، وقالت «الرقة تذبح بصمت» إنّهم كانوا بـ«حالة مزرية للغاية، وغالبيتهم مصابين، بعد تعرضهم لهجوم تسبب بانسحابهم بطريقة عشوائية، وتحت نيران الاشتباك».



الشرع يؤكد للسيسي حرصه على بدء صفحة جديدة من العلاقات مع الدول العربية

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع خلال القمة العربية الطارئة بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر 4 مارس 2025 (أ.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع خلال القمة العربية الطارئة بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر 4 مارس 2025 (أ.ب)
TT

الشرع يؤكد للسيسي حرصه على بدء صفحة جديدة من العلاقات مع الدول العربية

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع خلال القمة العربية الطارئة بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر 4 مارس 2025 (أ.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع خلال القمة العربية الطارئة بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر 4 مارس 2025 (أ.ب)

أكد الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حرصه على بدء صفحة جديدة من العلاقات مع الدول العربية وخاصة مصر، وذلك خلال لقاء جمعهما على هامش القمة العربية الطارئة بالقاهرة، اليوم (الثلاثاء).

من جهته، دعا الرئيس المصري إلى إطلاق عملية سياسية شاملة تضم كافة مكونات الشعب السوري خلال لقائه الشرع. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، إن السيسي أكد في لقائه مع الشرع حرص مصر على دعم الشعب السوري «ومراعاة إرادته واختياراته لتحقيق الاستقرار والتنمية». وأضاف أن السيسي شدد خلال الاجتماع على أهمية إطلاق عملية سياسية شاملة «لا تقصي طرفاً». وأوضح المتحدث أن الرئيس المصري شدّد على حرص مصر على وحدة الأراضي السورية وسلامتها وعلى «رفض مصر لأي تعدٍ على الأراضي السورية».

وذكرت الرئاسة المصرية أن الرئيس السوري أكّد حرصه على «بدء صفحة جديدة من علاقات الأخوة مع الدول العربية، وخاصة مصر».