تحذيرات من تمهيد إرجاء الانتخابات لتمديد ثالث لمجلس النواب اللبناني

تحذيرات من تمهيد إرجاء الانتخابات لتمديد ثالث لمجلس النواب اللبناني
TT

تحذيرات من تمهيد إرجاء الانتخابات لتمديد ثالث لمجلس النواب اللبناني

تحذيرات من تمهيد إرجاء الانتخابات لتمديد ثالث لمجلس النواب اللبناني

أعلن وزير الإعلام ملحم الرياشي أن «تأجيل الانتخابات النيابية تقنياً واقع حتماً»، في وقت حذّر فيه البطريرك بشارة الراعي من أن يكون هذا الأمر باباً لتمديد ولاية المجلس النيابي.
وقال الرياشي إن «قانون الانتخاب قيد الدرس، ولن يكون هناك قانون انتخاب إلا ليصحح التمثيل ويجعل العدالة تعم جميع المكونات اللبنانية من دون استثناء».
وأضاف على هامش احتفال دار العناية في الصالحية بصيدا جنوب لبنان: «لا نريد تصحيح التمثيل المسيحي في مجلس النواب على حساب الآخرين وإلقاء الظلم عليهم، نريد تصحيح التمثيل، ونريد العدالة للجميع»، مشيراً إلى أن «القانون الأخير الذي تقدم به وزير الخارجية جبران باسيل لا بأس به، وهو قيد الدرس، وأعتقد أنه يتقدم باتجاه مراحل إضافية نأمل أن يخرج إلى العلن في وقت قريب».
في المقابل، دعا البطريرك الراعي المجلس النيابي والحكومة بـ«إقرار قانون جديد للانتخابات». وذكّر في عظة الأحد أنّ «مدّة المجلس النيابي الحالي كانت قد انتهت في 20 يونيو (حزيران) 2013، وقد تم تمديدها للمرة الأولى من دون مسوِّغ شرعي، حتى 20 نوفمبر (تشرين الثاني) 2014 وللمرة الثانية حتى 20 (يونيو) 2017، من دون سبب شرعي وبمخالفات متعدّدة للدستور».
وأعرب الراعي عن أمله في «ألا يصل بنا التواني في إقرار قانون جديد للانتخابات إلى تمديد آخر أو إلى واقع لا نعرف نتائجه الوخيمة، آملاً ألا يكون التأجيل، من شهر إلى آخر، وسيلة لتمديد ولاية السّادة النواب لمدّة أطول وأطول قدر ممكن»، واصفاً الأمر بـ«المعيب حقاً».
بدوره، أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل حق اللبنانيين في الخارج في إشراكهم بالعملية السياسية الانتخابية، مطالباً «بتعديل القانون المقبل لكي يتسنى لهؤلاء الانتخاب في أماكن وجودهم وعبر التصويت الإلكتروني وأيضاً أن يكون لهم نواب يمثلونهم. وأضاف: «وفي حال أردنا تطبيق اتفاق الطائف بشكل صحيح يجب أن يصار إلى تخصيص 20 نائباً للانتشار اللبناني وبالعدل».
وفي مؤتمر صحافي عقده أمس خلال زيارته أستراليا ونيوزيلندا، نفى أن يكون اسم القانون الجديد الذي تقدم به «قانون باسيل»، وقال: «إنه قانون (التيار الوطني الحر) الذي تقدم إلى الآن بـ5 قوانين»، واستبعد أن يصار إلى رفض أحد هذه القوانين. مضيفاً: «القانون الأخير الذي تقدمت به لا يزال قيد النقاش بين الأفرقاء، والجواب عليه لا يزال من (حزب الله) الذي سيعطي جوابه النهائي».
وشدد على أن «لا رغبة عند أكثرية السياسيين في أن يكون للمنتشرين اللبنانيين نواب يمثلونهم، لذلك اقترحنا أن يكون العدد 6 نواب، ثم نطرح الآن 20 نائباً وسنعمل على إنجاح الفكرة وسأبقى مصراً عليها».
من جهة أخرى، أعرب مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان عن «استبشاره خيراً بالعهد الجديد وبالأداء الحكومي الذي يضع الأزمات على طاولة البحث للوصول إلى حلول تريح كل اللبنانيين».
وخلال حفل تكريمي أقيم على شرفه بحضور وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وشخصيات دينية سياسية واجتماعية ومصرفية وإعلامية ودينية، قال دريان: «لقد سمعنا كثيراً عن قانون للانتخابات النيابية، هناك بعض التفاؤل في الوصول إلى توافق سياسي حول قانون الانتخابات، وهنا أقول إن اللبنانيين يريدون قانوناً جديداً وعصرياً تتفق فيه كل القوى السياسية لإجراء انتخابات نزيهة كما شهدنا في الانتخابات التي قام بها وزير الداخلية ليكون لنا بالنهاية مجلس نيابي جديد يحقق طموحات اللبنانيين كافة».
من جهته، قال المشنوق: «إن شاء الله نستطيع الحفاظ على استقرارنا وعلى هدوئنا وعلى تعقلنا لنصل إلى بر الأمان الذي قطعنا منه شوطاً كبيراً في وقت تمر فيه المنطقة بغليان وتغييرات لا يعلم أحد إلى أين تذهب لا بالشكل ولا المضمون، ولا حتى متى يأتي الاستقرار».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.