التعويض ورد الاعتبار يشعل موقعة النصر والهلال

يلتقيان اليوم في ربع نهائي كأس الملك

من آخر مواجهة جمعت النصر والهلال («الشرق الأوسط»)
من آخر مواجهة جمعت النصر والهلال («الشرق الأوسط»)
TT

التعويض ورد الاعتبار يشعل موقعة النصر والهلال

من آخر مواجهة جمعت النصر والهلال («الشرق الأوسط»)
من آخر مواجهة جمعت النصر والهلال («الشرق الأوسط»)

تتجه أنظار جماهير كرة القدم السعودية مساء اليوم السبت، صوب ملعب الملك فهد الدولي بالعاصمة الرياض، حيث تقام قمة مواجهات ربع نهائي بطولة كأس الملك بين النصر وغريمه التقليدي الهلال في صراع ملتهب على انتزاع بطاقة العبور نحو دور نصف النهائي ومواصلة المنافسة على أغلى البطولات السعودية.
ويتجدد الصراع بين قطبي العاصمة الرياض للمرة الثالثة هذا الموسم ليشمل كافة المسابقات السعودية، دوري المحترفين السعودي ومواجهة بطولة كأس ولي العهد في دور نصف النهائي التي كسبها النصر وطار للمباراة النهائية قبل أن يخسرها من أمام الاتحاد، وحاليا مواجهة كأس الملك، التي كان آخر لقاء بينهما في هذه البطولة في نهائي 2015 الذي خطفه الهلال.
ويدخل فريق النصر هذا اللقاء مدركا أهمية المباراة بالنسبة له ولجماهيره، حيث تعتبر هي الملاذ الوحيد لمصالحة جماهيره بعد خروجه من بطولة كأس ولي العهد وضعف أمله بتحقيق لقب دوري المحترفين السعودي الذي ينفرد فريق الهلال بصدارته بفارق نقطي كبير عن أقرب منافسيه فريق النصر بثماني نقاط.
وتلهب هذه المباراة أجواء المنافسة في كرة القدم السعودية بعد فترة التوقف الأخيرة التي امتدت قرابة الأسبوعين وذلك نظير خوض المنتخب السعودي الأول لمباراته في الجولتين السادسة والسابعة في تصفيات آسيا المؤهلة لمونديال 2018 المقررة إقامته في روسيا.
ويملك النصر تفوقا نسبيا في المواجهات المباشرة أمام غريمه التقليدي الهلال لهذا الموسم، حيث تعادل الفريقان في مواجهة الذهاب لدوري المحترفين السعودي بهدف لمثله، قبل أن ينجح الفريق الأصفر بتجاوز نظيره الهلال بهدفي محمد السهلاوي ومحترفه الكرواتي توماسوف في نصف نهائي بطولة كأس ولي العهد.
وبلغ النصر هذه المباراة بعد مشوار سهل، حيث واجه في مستهل مشواره فريق الفيحاء القادم من دوري الدرجة الأولى ونجح في تجاوزه برباعية نظيفة دون رد، ليطير لملاقاة فريق النهضة في دور الستة عشر هناك في الدمام وينجح في تجاوزه بهدفي مهاجمه المبتعد عن التسجيل لفترة طويلة نايف هزازي.
أما فريق الهلال فواجه في أولى مبارياته بهذه البطولة نظيره فريق القيصومة القادم من منافسات دوري الدرجة الأولى، حيث نجح في تجاوزه بهدفين لهدف، قبل أن ينجح في مواصلة مشواره بتحقيق فوز مريح من أمام الوحدة بثلاثة أهداف لهدفين للفريق المكي حضرت في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة.
ويدرك الفريقان أهمية هذا اللقاء الذي سيقودهم لنصف نهائي البطولة الذي تبدو فيه حجم المنافسة أسهل من أي نسخة مضت في ظل الخروج السريع لفرق الاتحاد والشباب من المنافسة، حيث سيقابل الفائز من مواجهة هذا المساء فريق التعاون الذي نجح في التأهل لهذا الدور بعد فوزه على الاتفاق عن طريق ركلات الترجيح.
ويبحث النصر من خلال مواجهة غريمه التقليدي الهلال إلى مواصلة عدم خسارته في المواجهات المباشرة بينهما لهذا الموسم، حيث يسعى إلى مصالحة جماهيره بعد خسارة نهائي كأس ولي العهد أمام فريق الاتحاد، والذي كانت الترشيحات تصب لصالحه في ظل أفضليته الفنية على حساب نظيره الاتحاد.
وينتعش فريق النصر هذا المساء بعودة لاعب محور الارتكاز إبراهيم غالب بعد غياب طويل بداعي الإصابة، حيث من المتوقع أن يستفيد مدرب الفريق الفرنسي كارتيرون من خدماته في تعزيز الجوانب الدفاعية لفريقه وإقفال كافة المنافذ من أمام خط وسط فريق الهلال الذي يعتبر من أقوى الخطوط.
ويملك النصر عددا مميزا من لاعبيه بقيادة المهاجم محمد السهلاوي رغم تراجع مستوياته في الفترة الأخيرة، إضافة إلى لاعب خط الوسط يحيى الشهري، وأحمد الفريدي الذي يملك مهارة فردية عالية، إضافة إلى المحترف الكرواتي توماسوف، وحسن الراهب كأحد أبرز الأوراق الرابحة في خط الهجوم.
وكان النصر فرط في لقب مسابقة كأس ولي العهد وتضاءلت حظوظه في التتويج بلقب الدوري الذي بات قريبا من منافسه. ولم يتبق له سوى هذه المسابقة لإنقاذ موسمه، وبالتالي سيسعى جاهدا لتخطي جاره والحفاظ على حظوظه كاملة في المنافسة على اللقب الذي خسره في نهائي آخر نسختين، الأول بركلات الترجيح أمام الهلال والثاني بهدف أشبه بالهدف الذهبي أمام الأهلي.
من جانبه يدخل فريق الهلال هذا اللقاء باحثا عن مواصلة حضوره في كافة منافسات هذا الموسم، حيث يبدو الفريق مرشحا بقوة لاقتناص اللقب الرابع عشر في تاريخه على صعيد دوري المحترفين السعودي، إضافة إلى حضوره في دوري أبطال آسيا وحاليا بطولة كأس الملك التي يسعى إلى بلوغ الدور القادم فيها.
ويسعى فريق الهلال إلى رد اعتباره أمام غريمه التقليدي النصر الذي أقصاه من بطولة كأس ولي العهد لهذا الموسم، متسلحا بعدة عوامل أبرزها قوة لاعبي خط الوسط بقيادة البرازيلي إدواردو ونواف العابد وسلمان الفرج، إضافة إلى خط الهجوم الذي يبرز فيه السوري عمر الخريبين والبرازيلي بوناتيني.
ويفتقد الهلال هذا المساء لخدمات مدافعه ياسر الشهراني الذي تعرض للإصابة في مواجهة المنتخب السعودي الأخيرة أمام العراق، مما يعني أن مدرب الفريق الأرجنتيني رامون دياز قد يضطر للزج بعبد الله الزوري العائد من الإصابة بعد فترة طويلة من الغياب.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».