خليل الزياني: «الأداء الشامل» سيقود الأخضر للمونديال

خبراء الكرة السعوديون أجمعوا على نجاح أسلوب مارفيك الفني

من مباراة السعودية والعراق الأخيرة في التصفيات الآسيوية (تصوير: عدنان مهدلي)
من مباراة السعودية والعراق الأخيرة في التصفيات الآسيوية (تصوير: عدنان مهدلي)
TT

خليل الزياني: «الأداء الشامل» سيقود الأخضر للمونديال

من مباراة السعودية والعراق الأخيرة في التصفيات الآسيوية (تصوير: عدنان مهدلي)
من مباراة السعودية والعراق الأخيرة في التصفيات الآسيوية (تصوير: عدنان مهدلي)

أكد خليل الزياني عميد المدربين السعوديين أن الفوز الذي حققه المنتخب السعودي على ضيفه العراقي في التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال روسيا, جاء ثمرة العمل على الجانبين الفني والنفسي بنفس الدقة والاهتمام, مشيرا إلى أن نتائج الأخضر أمام اليابان وأستراليا شكلت ضغطا نفسيا كبيرا على اللاعبين الذين بات عليهم الفوز ولا غيره حتى تبقى حظوظهم أقوى في التأهل.
وأضاف: من الناحية الفنية, أجاد المدرب مارفيك في تطبيق أسلوبه الفني وركز على عدم الاندفاع وامتصاص الحماس العراقي ودراسة نقاط الضعف والقوة قبل السعي للتسجيل في الشوط الثاني وهذا ما حدث فعلا من خلال اللاعب يحيى الشهري.
وزاد: المدرب سار على نهج واضح منذ بداية التصفيات النهائية وهو عدم الاندفاع للإمام ولذا لوحظ أن عظم أهداف المنتخب السعودي تأتي في الشوط الثاني.
وقال الزياني إن المدرب مارفيك نجح في تنظيم خط الدفاع الذي يعتبر أهم خطوط المنتخب, وكان التنظيم مميزا بقيادة لاعب الخبرة أسامة هوساوي وبجانبه عمر هوساوي أو حتى معتز في المباراة قبل الماضية, وأنهى مارفيك مشكلة الاحتفاظ بالكرة من قبل المدافعين في مناطق الخطر بحيث يتم تسليمها للمحور عبد الملك الخيبري الذي بدوره يقوم بتسليمها للاعبي خط الوسط الدفاعي وأقربهم سلمان الفرج وتيسير الجاسم ومن ثم بدء هجمة سريعة في ظل التفاهم الكبير بين اللاعبين في وسط الميدان.
وشدد الزياني على أن الأسلوب الفني الذي ينهجه المدرب يمكن أن يمثل اللعب الشامل الذي يعرف عن الكرة الهولندية وهذا يناسب الكرة السعودية لوجود لاعبين أصحاب مهارة وسرعة.
من جانبه قال المدرب عبد العزيز الخالد إن المدرب مارفيك لم يغير كثيرا في الأسلوب الفني الذي ينتهجه في الملعب من خلال التصفيات التي يتولى من خلالها قيادة المنتخب منذ الجولة الأولى في النهائيات بل ركز على طريقة مناسبة ولديه الأسلحة الفنية التي يعتمد عليها ولذا كان منذ قدومه يعد بأن يقود المنتخب السعودي للمونديال, والآن أقترب الحلم كثيرا.
وأضاف الخالد: مارفيك زرع الثقة في خط الدفاع وشكل خطا قويا ومتفاهما سواء في اللاعبين بمتوسط الدفاع عمر وأسامة أو حتى معتز مع الظهيرين منصور الحربي وياسر الشهراني وأمامهم لاعب متمكن جدا في المحور ممثلا في عبد الملك الخيبري.
وبين أن هناك دورا كبيرا يقوم به خط الهجوم ممثلا باللاعب محمد السهلاوي الذي يشغل المدافعين عن مرماهم ويفتح مساحات جيدة للاختراقات سواء في العمق أو في الأطراف وخصوصا في حال تقدم أي من الظهيرين في المنتخب السعودي وهذا ما يجعل الأخضر في وضع قوي هجوميا.
وأشار الخالد أن هناك تأثيرا كبيرا للجانب النفسي حضر في مباراة العراق خصوصا أن نتائج الجولة السابعة وتحديدا مباراتي أستراليا ضد الإمارات, واليابان ضد تايلاند لم تخدم المنتخب السعودي ولذا كانت الضغوط كبيرة وقد تخلص منها اللاعبون جراء الثقة والدعم الكبير من قبل الجمهور الذي آزر اللاعبين وشد من أزرهم وكان له دور معنوي كبير في تجاوز صعوبة هذه المباراة.
وتطرق الخالد إلى إصرار المدرب مارفيك على قائمة محددة من اللاعبين ليواصلوا مع الأخضر طريق المونديال رغم أن بعضهم كان احتياطيا في ناديه في الفترة الأخيرة أو لقي نقدا لاذعا أو حتى تشكيكا بالأحقية في الانضمام للمنتخب ولكن مارفيك في هؤلاء اللاعبين منحهم ثقة كبيرة وجعلهم يقاتلون بشكل أكبر لتأكيد أنهم لا يزالون يستحقون الثقة الممنوحة لهم مثل يحيى الشهري والسهلاوي وحتى الفرج والحربي وعدد من اللاعبين وهذا له أثر إيجابي كبير في النتائج التي تحققت.
وشدد على أهمية أن تتعزز الروح لدى اللاعبين ويدركون أنهم قادرون على الفوز على أستراليا في سيدني أو حتى التعادل الذي سيكون مرضيا وسيجعل المنتخب السعودي يضع وبشكل قوي قدما في مونديال روسيا.
من جانبه بين المدرب علي كميخ أن المدرب مارفيك لعب بالطريقة التي تحفظ التوازن الفني للمنتخب السعودي وتحميه من ولوج هدف يربك الأوراق مبكرا خصوصا أن المنتخب العراقي كان يبحث عن الفوز ولا سواه للبقاء في دائرة المنافسة ولو ببصيص الأمل ولذا كانت هجمات المنتخب السعودي حذرة جدا في الشوط الأول.
وأضاف: «في الشوط الثاني كالعادة ظهر المنتخب السعودي بشكل أقوى وهذا يؤكد أن مارفيك قرأ المنتخب العراقي، فكان هناك تنظيف للملعب السعودي أولا بأول من خلال صلابة المدافعين هوساوي وإبداع وثقة خيبري فيما كانت الثقة التي لعب بها نجوم خط الوسط سلمان الفرج والجاسم والشهري والعابد دور فعال في اللعب السريع والاختراقات، مع وجود انسحاب للسهلاوي من منطقة الجزاء العراقية لفت ثغرات أكبر يمكن من خلالها التوغل وهذا ما تكرر في الكثير من المباريات للمنتخب السعودي وآخرها أمام المنتخب العراقي.
من جانبه بين المحلل الفني حاتم خيمي أن السبب الرئيسي في فوز المنتخب السعودي على العراق ومواصلة نتائجه الإيجابية مع جولة الإياب في التصفيات يعود إلى حرص المدرب مارفيك على الاستقرار الفني على اللاعبين وعدم السماع للأصوات التي انتقدت ضمه بعض اللاعبين مثل محمد السهلاوي وسلمان الفرج أو الشهري حيث إن الأسماء التي لقيت نقدا كبيرا من مشجعي وإعلام أنديتها أبدعت مع الأخضر.
وأضاف: الاستقرار من قبل المدرب كان له الدور الأبرز في أن يظهر المنتخب السعودي بالصورة المطلوبة في هذه التصفيات، كما أن المتابع لمباريات المنتخب يلحظ أن الأخضر سجل هدفين فقط في الشوط الأول وبقية الأهداف كانت في الشوط الثاني وهذا يدل على القراءة الفنية لهذا المدرب الذي يعتبر من أفضل إنجازات الاتحاد السابق، وأعني التعاقد مع مارفيك، حيث أثبت المدرب أنه قارئ ممتاز للمنتخب المقابل وطريقته الفنية من خلال الشوط الأول.
وأوضح خيمي أن مارفيك وضع شخصية فنية مميزة للمنتخب السعودي جعلت قدرته على اختراق دفاعات الخصوم متشابهة إلى حد كبير بحيث يكون الدور الأكبر لخط الوسط في التسجيل على أن يكون الدفاع صلبا ولا يجازف بالاحتفاظ بالكرة في الملعب السعودي وينقل الكرة سريعا لخط الوسط الذي يقوده لاعبون مميزون يتقدمهم الخبير تيسير الجاسم الذي يستطيع أن ينوع اللعب والهجمات كما أنه يوفق في مساعدة المدافعين وكذلك المحور الثابت عبد الملك الخيبري على افتكاك الكرات وتحويل نهج اللعب بسرعة تجاه مرمى المنافس مما ساهم في تسجيل عدد وافر من الأهداف في هذه التصفيات النهائية.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».