سلطات الاحتلال تغلق مزيداً من مخارط الحديد في الضفة بشبهة «تصنيع أسلحة»

أغلقت 55 ورشة منذ 2016 وصادرت 560 قطعة سلاح

سلطات الاحتلال تغلق مزيداً من مخارط الحديد في الضفة بشبهة «تصنيع أسلحة»
TT

سلطات الاحتلال تغلق مزيداً من مخارط الحديد في الضفة بشبهة «تصنيع أسلحة»

سلطات الاحتلال تغلق مزيداً من مخارط الحديد في الضفة بشبهة «تصنيع أسلحة»

قال الجيش الإسرائيلي إنه أغلق 3 معامل (مخارط) «استخدمت لصناعة أسلحة في منطقة الخليل، فجر أمس، في إطار حملة مستمرة ضد تجارة الأسلحة في الضفة الغربية».
وأكد ناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أنه في عملية مشتركة للجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك)، قام الجنود بمصادرة معدات وقطع غيار أسلحة من الورشات، قبل تشميع أبوابها، لكنها لم تعتقل أحدا.
والحرب على الأسلحة في الضفة الغربية حرب قديمة، بدأتها إسرائيل منذ الاحتلال، لكنها ضاعفتها في العامين الماضيين، باستهداف «مخارط» و«معامل» مدنية تقول إنها تستخدم في تصنيع أسلحة محلية.
وعلى مدار الأشهر القليلة الماضية، أغلقت إسرائيل عشرات «المخارط» التي اشتبهت في تصنيعها أسلحة أو تساعد في إصلاحها على الأقل.
وأوضح مسؤولون عسكريون أن الحرب خلال العامين الماضيين أصبحت تستهدف سوق الأسلحة في الضفة الغربية، بما يشمل صناع الأسلحة وبائعيها، بدلا من التركيز على أصحاب هذه الأسلحة، في محاولة للسيطرة على هذه السوق.
وبحسب بيانات للجيش الإسرائيلي نشرت أمس، فإنه في عام 2017 كشف عن 12 ورشة أغلقها الجيش بعد أن صادر 110 قطع سلاح منها. وفي العام الماضي، أغلقت القوات الإسرائيلية 43 ورشة محلية وصادرت 450 قطعة سلاح.
وينفي أصحاب الورشات أنها تستخدم لتصنيع أسلحة، ويقولون إنها لأغراض مدنية بحتة. وعلى الرغم من ذلك، فإن مسؤولي الجيش الإسرائيلي يعترفون بأن عملهم لم ينجح، حتى الآن، في الحد بشكل كبير من عدد هجمات إطلاق النار، ولكنه تسبب في رفع أسعار الأسلحة محلية الصنع على الأقل، حيث تضاعفت أسعارها 3 مرات خلال عام 2016 بحسب ما قاله الرائد ليرون فوكس، قائد وحدة الهندسة التابعة لـ«لواء الناحال» في الجيش، الذي قال: «نأمل أن يؤدي ارتفاع أسعار الأسلحة إلى ضرب قطاع صناعة السلاح الفلسطيني».
وقد وصل سعر رشاش «كارلو» (المحلي)، الذي يعتمد في تصميمه على رشاش «كارل غوستاف» عديم الارتداد، إلى ألفي دولار، بعدما كان 500 دولار فقط. أما السلاح الأكثر تطورا، فشهد ارتفاعا جنونيا.
وتشير الأرقام الفلسطينية والإسرائيلية، إلى ارتفاع سعر بندقية الـM4. التي كان ثمنها قبل أشهر 15 ألف دولار، إلى 22 ألف دولار، والـM16 التي كان ثمنها 10 آلاف دولار إلى 15 ألفا، والكلاشنيكوف التي كان سعرها 5 آلاف دولار إلى 8 آلاف. كما ارتفعت أسعار المسدسات بنحو ألفي دولار وأكثر، للمسدس الواحد، بحسب نوعه.
لكن هذه الأسعار العالية، لم تمنع كثيرين من طلاب الأسلحة من اقتنائها، على الرغم من الملاحقات الأمنية المزدوجة، من قبل السلطة، التي تفترض أن أي سلاح «غير شرعي» هو سلاح للفلتان الأمني، وإسرائيل التي تفترض أن أي سلاح غير مسجل لديها هو سلاح «مخربين»؛ أي سلاح «مقاوم».
وترصد الفصائل الفلسطينية الأموال الكثيرة من أجل شراء الأسلحة وتصنيعها، وتقتني العائلات الكبيرة المئات من هذه الأسلحة التي تستخدم في الحماية.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».