محمد بن سلمان والطاقة... أدوار عدة لتأثير الشخصية الأولى عالمياً

مجلة بريطانية تضعه على رأس القائمة في مجال نقل النفط والغاز

الأمير محمد بن سلمان
الأمير محمد بن سلمان
TT

محمد بن سلمان والطاقة... أدوار عدة لتأثير الشخصية الأولى عالمياً

الأمير محمد بن سلمان
الأمير محمد بن سلمان

تربّع الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي، على قائمة أكثر الشخصيات تأثيرا في مجال الطاقة لعام 2017. وفقا لما أصدرته مجلة (لويدز) البريطانية العريقة، المتخصصة في مجال نقل النفط والغاز.
وقالت المجلة الأسبوعية التي تأسست في عام 1734، إنه تم اختيار الشخصيات الأكثر تأثيرا في عالم نقل النفط والغاز طبقا لمعيارين، يتمثلان في ثقل تلك الشخصيات في الأسواق، والنفوذ الذي تتمتع به في السوق.
صفحات عدة في مسار تأثير الأمير محمد بن سلمان، الذي يرأس المجلس الأعلى لشركة «أرامكو» الكبرى في مجال النفط، ووفقا للمجلة فقد برز هذا التأثير في الدور الذي قام به في اتفاق «أوبك» الأخير الخاص بتخفيض الإنتاج، الهادف إلى إعادة ضبط الأسعار في السوق العالمية، وكذلك في طرح 5 في المائة من أسهم شركة «أرامكو» في عملية اكتتاب تعد الكبرى، التي تنتظرها السوق العالمية.
سبتمبر (أيلول) الماضي، كان نقطة تطور في سوق الطاقة، حيث كانت الأنظار تتجه إلى قمة مجموعة العشرين التي استضافتها الصين، وحفل هامشها باجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والأمير محمد بن سلمان (رئيس وفد بلاده في القمة)، وكان ذلك الاجتماع ضابطا لإيقاع السياسة النفطية العالمية، وحمل تباشير ضبط أكبر في الأسعار، لما في ذلك من تأثير على المنتج والمستهلك.
بعد الاجتماع، تمخض الحدث الكبير عن بيان مشترك تم التوقيع عليه بين البلدين، إذ جرى التوقيع بين وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، ونظيره الروسي، ألكسندر نوفاك، على بيان مشترك يقضي باتخاذ إجراءات مشتركة بهدف تحقيق استقرار سوق النفط، ومن بعده كانت الاجتماعات ولقاءات المعنيين بسوق الطاقة العالمية، حافزا لضبط إيقاع سوق النقط بهدف تحقيق التوازن بين العرض والطلب.
كذلك توالت الاجتماعات في عدد من المدن العالمية، بعد أن اتفقت الرياض وموسكو على تشكيل مجموعة عمل لمراجعة العوامل الأساسية في سوق النفط وتقديم توصيات بخصوص الإجراءات والخطوات اللازمة لضمان الاستقرار في سوق الخام، وبموجبه اتخذت تدابير عدة للتنسيق مع المنتجين الآخرين للنفط في العالم، للحفاظ على استقرار أسعار النفط، التي هبطت بأكثر من 60 في المائة منذ عام 2014.
دورٌ من الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنموية، حمل الأسعار التي كانت مستوياتها في القاع، نحو مستوى أكثر استقرارا انعكس على كثير من الدول لسلامة الاقتصاد العالمي، إضافة إلى التأثير السعودي الكبير في الدول المنتجة للنفط، وعلى إثر تلك التطلعات السعودية، لوقف فوضى الإنتاج والأسعار، كان اتفاق الجزائر التاريخي في سبتمبر الماضي، معيدا لضبط القواعد المرتبة لحركة العرض والطلب، وعلى إثره تم تخفيض الإنتاج.
وعززت تلك الأدوار السعودية الكبرى من مراقبة شاملة خاصة تجاه إيران، لمنع استغلال طهران تذبذب الإنتاج والأسعار لخرق اتفاق الجزائر الداعي إلى خفض الإنتاج، وهو ما أنهى أي محاولة لتكتلات جديدة عوضا عن التحالفات التقليدية التي تشكّل «أوبك»، نبض سوق نقل الطاقة وإنتاجها، وهو ما دفع الأسعار أيضا إلى الارتفاع بعد خفض الإنتاج الجمعي.
«أرامكو»، عملاق الطاقة، وإحدى أكبر شركات النقل البحري الوطنية، التي يرأس الأمير محمد بن سلمان مجلسها الأعلى، تستعد والسوق معها لمرحلة اكتتاب تاريخية لنسبة لا تتجاوز 5 في المائة في السوق العالمية، وقال الأمير محمد في لقاء قبل عام إنه يتوقع تقييم «أرامكو» كبرى شركات الطاقة في العالم بأكثر من تريليوني دولار، وإنه يريد تحويلها إلى شركة قابضة ذات مجلس إدارة منتخب. وذلك أمر تخطط معه البلاد أن تصبح السوق الرئيسية في المنطقة لكونها لاعبا رئيسيا عالميا، بفضل العوامل التي تؤهلها لذلك، سواء من حيث الحجم أو السيولة أو البيئة التنظيمية التي تخطط لها وتمتلك مزايا منها اليوم، في «رؤية 2030».



الصين تتعهد بتحفيز الاقتصاد عبر زيادة الديون وتخفيض الفائدة

الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)
الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)
TT

الصين تتعهد بتحفيز الاقتصاد عبر زيادة الديون وتخفيض الفائدة

الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)
الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)

تعهدت الصين، يوم الخميس، بزيادة العجز في الموازنة، وإصدار مزيد من الديون، وتخفيف السياسة النقدية، للحفاظ على استقرار معدل النمو الاقتصادي، وذلك في ظل استعدادها لمزيد من التوترات التجارية مع الولايات المتحدة مع عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

جاءت هذه التصريحات في بيان إعلامي رسمي صادر عن اجتماع سنوي لتحديد جدول أعمال كبار قادة البلاد، المعروف بمؤتمر العمل الاقتصادي المركزي (CEWC)، الذي عُقد في 11 و12 ديسمبر (كانون الثاني)، وفق «رويترز».

وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية بعد الاجتماع المغلق للجنة الاقتصادية المركزية: «لقد تعمق الأثر السلبي الناجم عن التغيرات في البيئة الخارجية». ويُعقد هذا الاجتماع في وقت يعاني فيه ثاني أكبر اقتصاد في العالم من صعوبات شديدة، نتيجة أزمة سوق العقارات الحادة، وارتفاع ديون الحكومات المحلية، وضعف الطلب المحلي. وتواجه صادراتها، التي تعد من بين النقاط المضيئة القليلة في الاقتصاد، تهديداً متزايداً بزيادة الرسوم الجمركية الأميركية.

وتتوافق تعهدات اللجنة الاقتصادية المركزية مع اللهجة التي تبناها أكثر تصريحات قادة الحزب الشيوعي تشاؤماً منذ أكثر من عقد، التي صدرت يوم الاثنين بعد اجتماع للمكتب السياسي، الهيئة العليا لصنع القرار.

وقال تشيوي تشانغ، كبير الاقتصاديين في «بين بوينت أسيت مانجمنت»: «كانت الرسالة بشأن رفع العجز المالي وخفض أسعار الفائدة متوقعة». وأضاف: «الاتجاه واضح، لكنَّ حجم التحفيز هو ما يهم، وربما لن نكتشف ذلك إلا بعد إعلان الولايات المتحدة عن الرسوم الجمركية».

وأشار المكتب السياسي إلى أن بكين مستعدة لتنفيذ التحفيز اللازم لمواجهة تأثير أي زيادات في الرسوم الجمركية، مع تبني سياسة نقدية «مرنة بشكل مناسب» واستخدام أدوات مالية «أكثر استباقية»، بالإضافة إلى تكثيف «التعديلات غير التقليدية المضادة للدورة الاقتصادية».

وجاء في ملخص اللجنة الاقتصادية المركزية: «من الضروري تنفيذ سياسة مالية أكثر نشاطاً، وزيادة نسبة العجز المالي»، مع رفع إصدار الديون على المستوى المركزي والمحلي.

كما تعهد القادة بخفض متطلبات الاحتياطي المصرفي وبتخفيض أسعار الفائدة «في الوقت المناسب».

وأشار المحللون إلى أن هذا التحول في الرسائل يعكس استعداد الصين للدخول في مزيد من الديون، مع إعطاء الأولوية للنمو على المخاطر المالية، على الأقل في الأمد القريب.

وفي مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي، تحدد بكين أهداف النمو الاقتصادي، والعجز المالي، وإصدار الديون والمتغيرات الأخرى للعام المقبل. ورغم أن الأهداف يجري الاتفاق عليها في الاجتماع، فإنها لن تُنشر رسمياً إلا في الاجتماع السنوي للبرلمان في مارس (آذار).

وأفادت «رويترز» الشهر الماضي بأن المستشارين الحكوميين أوصوا بأن تحافظ بكين على هدف النمو عند نحو 5 في المائة دون تغيير في العام المقبل.

وقال تقرير اللجنة الاقتصادية المركزية: «من الضروري الحفاظ على نموٍّ اقتصادي مستقر»، لكنه لم يحدد رقماً معيناً.

التهديدات الجمركية

وأثارت تهديدات ترمب بزيادة الرسوم الجمركية حالة من القلق في المجمع الصناعي الصيني، الذي يبيع سلعاً تزيد قيمتها على 400 مليار دولار سنوياً للولايات المتحدة. وقد بدأ كثير من المصنِّعين في نقل إنتاجهم إلى الخارج للتهرب من الرسوم الجمركية.

ويقول المصدِّرون إن زيادة الرسوم الجمركية ستؤدي إلى تآكل الأرباح بشكل أكبر، مما سيضر بالوظائف، والاستثمار، والنمو. وقال المحللون إنها ستفاقم أيضاً فائض القدرة الإنتاجية في الصين والضغوط الانكماشية التي تولدها.

وتوقع استطلاع أجرته «رويترز» الشهر الماضي أن الصين ستنمو بنسبة 4.5 في المائة في العام المقبل، لكنَّ الاستطلاع أشار أيضاً إلى أن الرسوم الجمركية قد تؤثر في النمو بما يصل إلى نقطة مئوية واحدة.

وفي وقت لاحق من هذا العام، نفَّذت بكين دفعة تحفيزية محدودة، حيث كشف البنك المركزي الصيني في سبتمبر (أيلول) عن إجراءات تيسيرية نقدية غير مسبوقة منذ الجائحة. كما أعلنت بكين في نوفمبر (تشرين الثاني) حزمة ديون بقيمة 10 تريليونات يوان (1.4 تريليون دولار) لتخفيف ضغوط تمويل الحكومات المحلية.

وتواجه الصين ضغوطاً انكماشية قوية، حيث يشعر المستهلكون بتراجع ثرواتهم بسبب انخفاض أسعار العقارات وضعف الرعاية الاجتماعية. ويشكل ضعف الطلب الأسري تهديداً رئيسياً للنمو.

ورغم التصريحات القوية من بكين طوال العام بشأن تعزيز الاستهلاك، فقد اقتصرت السياسات المعتمدة على خطة دعم لشراء السيارات والأجهزة المنزلية وبعض السلع الأخرى.

وذكر ملخص اللجنة الاقتصادية المركزية أن هذه الخطة سيتم توسيعها، مع بذل الجهود لزيادة دخول الأسر. وقال التقرير: «يجب تعزيز الاستهلاك بقوة».