الجيش الجزائري يشن حملة لمحاربة التهريب والجريمة المنظمة

الجيش الجزائري يشن حملة لمحاربة التهريب والجريمة المنظمة
TT

الجيش الجزائري يشن حملة لمحاربة التهريب والجريمة المنظمة

الجيش الجزائري يشن حملة لمحاربة التهريب والجريمة المنظمة

في إطار محاربة التهريب والجريمة المنظمة، أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية أن الجيش اعتقل متطرفا بأقصى جنوب البلاد، أول من أمس، يدعى «إ.علي»، من دون تقديم تفاصيل عن هويته ولا عن المجموعة المتشددة التي ينتمي إليها. وجرى الاعتقال في منطقة تعرف اضطرابات أمنية خطيرة منذ بداية الحرب الأهلية في ليبيا.
وذكرت الوزارة في بيان أنه «في إطار مكافحة الإرهاب تمكنت وحدة للجيش الوطني الشعبي تابعة للقطاع العملياتي من إلقاء القبض على الإرهابي المسمى (إ. علي)، إثر دورية استطلاعية بمنطقة واد إيسيين قرب الشريط الحدودي بالجنوب الشرقي للبلاد»، في إشارة إلى الحدود مع ليبيا، التي تشهد مخاطر وتهديدات، منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي عام 2011.
وعرفت المنطقة نفسها مطلع 2013 اعتداء إرهابيا، استهدف منشأة غازية حيث احتجز متطرفون عشرات الفنيين الأجانب والجزائريين، وانتهت العملية التي تبناها تنظيم «الموقعون بالدماء» (يقوده الجزائري مختار بلمختار)، بمقتل 30 فنيا أجنبيا أثناء مداهمة الجيش الجزائري المنشأة لتخليصهم، كما قتل كل المتطرفين البالغ عددهم 29 شخصا.
وتنشط بالمنطقة عدة مجموعات مسلحة، أهمها «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، زيادة على ظاهرة تسريب السلاح الليبي عبر الحدود وتسلل متطرفين من «داعش».
وذكرت وزارة الدفاع في البيان نفسه أنه في إطار محاربة التهريب والجريمة المنظمة، أوقفت وحدة للجيش الوطني الشعبي وعناصر الدرك الوطني، بالتنسيق مع مصالح الجمارك بعين تيموشنت (450 كلم غرب العاصمة)، ثلاثة تجار مخدرات كانوا على متن ثلاث مركبات سياحية مُحملة بـ44 كيلوغراما من الحشيش.
وأضاف البيان أن الجيش اعتقل بأدرار وبرج باجي مختار (أقصى الجنوب) وبشار (جنوبي غرب) 43 مهاجرا سريا يتحدرون من جنسيات أفريقية، وصادر 12 مولدا كهربائيا وست مطارق ضغط.
على صعيد آخر، أحبط حرس السواحل بعناية (600 كلم شرق) ووهران (450 كلم غرب) محاولة قام بها 26 شخصا للهجرة عبر قوارب تقليدية باتجاه الشواطئ الإيطالية، من بينهم 8 مهاجرين من جنسيات أفريقية مختلفة. ويدخل إلى الجزائر، من جنوبها، يوميا عشرات من الأفارقة من مختلف الأعمار، هاربين من الحروب وشظف العيش.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.