البرازيل تحتفل بتأهلها المبكر للمونديال... والأرجنتين تنهار من دون ميسي

الأوروغواي تسقط أمام بيرو... وانتفاضة تشيلي وكولومبيا في تصفيات أميركا الجنوبية

نيمار يحتفل بهدفه وقيادة البرازيل للفوز على الباراغواي وقطف أول بطاقة للمونديال (أ.ف.ب)  -  لاعبو الأرجنتين منكسرين بعد الهزيمة أمام بوليفيا (رويترز)
نيمار يحتفل بهدفه وقيادة البرازيل للفوز على الباراغواي وقطف أول بطاقة للمونديال (أ.ف.ب) - لاعبو الأرجنتين منكسرين بعد الهزيمة أمام بوليفيا (رويترز)
TT

البرازيل تحتفل بتأهلها المبكر للمونديال... والأرجنتين تنهار من دون ميسي

نيمار يحتفل بهدفه وقيادة البرازيل للفوز على الباراغواي وقطف أول بطاقة للمونديال (أ.ف.ب)  -  لاعبو الأرجنتين منكسرين بعد الهزيمة أمام بوليفيا (رويترز)
نيمار يحتفل بهدفه وقيادة البرازيل للفوز على الباراغواي وقطف أول بطاقة للمونديال (أ.ف.ب) - لاعبو الأرجنتين منكسرين بعد الهزيمة أمام بوليفيا (رويترز)

بات المنتخب البرازيلي لكرة القدم أول المتأهلين لنهائيات كأس العالم المقررة العام المقبل في روسيا عقب فوزه على ضيفه الباراغوياني 3 - صفر، وخسارة الأوروغواي أمام مضيفتها البيرو 1 - 2، فيما تعقد موقف المنتخب الأرجنتيني بخسارته 2 - صفر أمام بوليفيا في الجولة الرابعة عشرة من التصفيات الأميركية الجنوبية.
واستفادت البرازيل أيضا من خسارة الإكوادور أمام مضيفتها كولومبيا صفر - 2، فعززت موقعها في صدارة التصفيات برصيد 33 نقطة بفارق 11 نقطة أمام غريمتها الأرجنتين الخامسة.
ولحقت البرازيل بروسيا المتأهلة مباشرة باعتبارها البلد المضيف للعرس العالمي في الفترة من 14 يونيو (حزيران) إلى 15 يوليو (تموز) 2018.
في المباراة الأولى على ملعب أرينا دو ساو باولو، منح لاعب وسط ليفربول الإنجليزي فيليبي كوتينيو التقدم للبرازيل في الدقيقة 34 بتسديدة قوية من 20 مترا، إثر تمريرة من باولينيو صاحب ثنائية في مرمى الأوروغواي الخميس الماضي 4 - 1.
وتعرض نيمار دا سيلفا للعرقلة داخل المنطقة من طرف رودريغو باراس، فحصل على ركلة جزاء انبرى لها بنفسه، لكن الحارس أنطوني سيلفا تصدى لها في الدقيقة 53، لكن نجم برشلونة الإسباني عوض بعد 11 دقيقة عندما سجل الهدف الثاني من مجهود فردي، رافعا رصيده إلى 52 هدفا في 77 مباراة دولية.
وعزز نيمار موقعه في المركز الثالث على لائحة الهدافين التاريخيين لمنتخب السامبا بفارق 7 أهداف خلف روماريو الثاني، وكونه لا يزال في الخامسة والعشرين من عمره، فإن الرقم القياسي المطلق لبيليه (77 هدفا) ليس بعيدا عن متناوله.
وختم مدافع ريال مدريد مارسيلو المهرجان بالثالث في الدقيقة 85 بتسديدة رائعة، إثر لعبة مشتركة مع باولينيو.
وهو الفوز العاشر للبرازيل في التصفيات والثامن على التوالي، وهو إنجاز فريد من نوعه في تاريخ خوضها التصفيات، كما هو العدد ذاته من الانتصارات في المباريات الرسمية بقيادة مدربها الجديد تيتي الذي خلف كارلوس دونغا.
وتولى تيتي المهمة عندما كان المنتخب قابعا في المركز السادس برصيد 9 نقاط فقط من ست مباريات، لكن مدرب كورينثيانز السابق قلب وضع منتخب السامبا رأسا على عقب، وقاده إلى ثمانية انتصارات متتالية، وهو رقم قياسي للبرازيل في تصفيات كأس العالم (الرقم السابق كان 6 متتالية تحقق في تصفيات مونديال 1970 بقيادة الأسطورة بيليه).
ويملك المنتخب البرازيلي متسعا من الوقت لإعداد العدة لمونديال روسيا، حيث يسعى لمحو خيبة الخسارة المذلة والتاريخية في مونديال 2014 على أرضه أمام ألمانيا 1 - 7.
ومن المؤكد أن الوضع الحالي للمنتخب المتوج بطلا للعالم في خمس مناسبات مختلف تماما عما كان عليه في 2014، حين ودع النهائيات التي احتضنها من الدور نصف النهائي، أو حتى عما كان عليه العام الماضي في النسخة الستين لبطولة كوبا أميركا، حيث انتهى مشواره عند الدور الأول، وبالنظر إلى عروضه الراهنة فإن طموحه سيكون أكبر في روسيا، ولن يتنازل عن الظفر باللقب السادس في تاريخه.
في المقابل، منيت الباراغواي بخسارتها السادسة، وتراجعت إلى المركز الثامن، بعدما تجمد رصيدها عند 18 نقطة بفارق الأهداف خلف البيرو التي عمقت جراح ضيفتها الأوروغواي وألحقت بها الخسارة الثالثة على التوالي والخامسة في التصفيات 2 - 1 في ليما.
وكانت الأوروغواي البادئة بالتسجيل عبر كارلوس سانشيز أركوسا في الدقيقة 30، لكن البيرو ردت بعد 5 دقائق، وأدركت التعادل بواسطة هداف بايرن ميونيخ وهامبورغ الألمانيين السابق وفلامينغو البرازيلي حاليا باولو غيريرو في الدقيقة 35، قبل أن يسجل إديسون فلوريس هدف الفوز في الدقيقة 62. وتعمقت جراح الأوروغواي في الدقيقة 76 بطرد لاعب وسطها جوناثان أوريتافيسكايا لتلقيه الإنذار الثاني.
وكانت كولومبيا بين أبرز المستفيدين في هذه الجولة بفوزها الثمين على مضيفتها الإكوادور في كيتو بثنائية نظيفة سجلتها في الشوط الأول عبر نجم ريال مدريد الإسباني خاميس رودريغيز ولاعب وسط يوفنتوس الإيطالي خوان كوادرادو.
وهو الفوز الثاني على التوالي لكولومبيا والسابع لها في التصفيات، فاستغلت خسارة الأوروغواي، وانتزعت منها المركز الثاني برصيد 24 نقطة.
وتراجعت الأوروغواي التي تنتظرها قمة نارية في الجولة المقبلة أمام ضيفتها الأرجنتين، إلى المركز الثالث بعدما تجمد رصيدها عند 23 نقطة بفارق الأهداف أمام تشيلي التي استعادت توازنها عقب خسارتها أمام الأرجنتين صفر - 1، وتغلبت على ضيفتها فنزويلا بثلاثة أهداف مقابل هدف.
وعمقت بوليفيا جراح الأرجنتين عندما تغلبت عليها بثنائية نظيفة سجلها خوان كارلوس أرتشي ومارسيلو مارتينيز مورينو في الدقيقتين 31 و52.
واستغلت بوليفيا المعنويات المهزوزة للأرجنتينيين الذين تلقوا ضربة موجعة قبل انطلاق المباراة بإعلان «فيفا» إيقاف قائدهم ونجمهم ليونيل ميسي 4 مباريات، بسبب شتمه الحكم المساعد لمباراتهم السابقة ضد تشيلي 1 - صفر الخميس الماضي.
وعادت الأرجنتين إلى المركز الخامس الذي كانت تحتله قبل الجولة الثالثة عشرة بعدما تجمد رصيدها عند 22 نقطة، وهو مركز لا يخولها التأهل المباشر للنهائيات، كون صاحبه يخوض ملحقا ضد بطل أوقيانيا، كما أنها باتت مهددة بشكل كبير من الإكوادور السادسة (20 نقطة) والبيرو والباراغواي (18 نقطة لكل منهما).
ورغم استفادة بوليفيا من غياب ميسي فإن جماهير الأولى شعرت بالإحباط لعدم رؤية النجم الموهوب في أرض الملعب. وقال بابلو أسكوبار، لاعب المنتخب البوليفي: «أبنائي كانوا يرغبون في رؤية ميسي، نحن نعتبره أيقونة، لقد طلبوا مني أن أحصل على قميصه».
وكان إليخاندرو تشوماسيرو، لاعب وسط منتخب بوليفيا، قد أعرب أيضا عن رغبته قبل اللقاء في تبادل قميصه مع ميسي، وقال: «إنه أفضل لاعب في العالم».
ومن جانبه، أعرب إيفو موراليس، رئيس بوليفيا، عن تضامنه مع ميسي، وقال: «لا أؤيد العقوبات ضد الأرجنتين، الخطأ حدث في حق ميسي، أعرب عن مساندتي لأفضل لاعب في العالم».
وعززت الهزيمة أمام بوليفيا الإحصائيات، التي تؤكد أن غياب ميسي عن المنتخب الأرجنتيني يعد بمثابة «كابوس».
ولعب المنتخب الأرجنتيني 14 مباراة في تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة لمونديال روسيا 2018، شارك ميسي في ست منها، حيث فاز الفريق في خمس منها، وتلقى الهزيمة في مباراة واحدة، مما يدلل على أن فاعلية نجم برشلونة وصلت إلى 83 في المائة بالنظر إلى عدد النقاط، التي حصدتها الأرجنتين في تلك المباريات.
وفي المباريات الثماني الأخرى التي غاب فيها، فازت الأرجنتين في واحدة، وتعادلت في أربع، وخسرت ثلاث، مما يعني أنها حصدت 29 في المائة من النقاط المحتملة.
وحصد المنتخب الأرجنتيني مع ميسي 15 نقطة من أصل 22 نقطة هي رصيده الحالي بعد مرور 14 مرحلة من التصفيات، أي بنسبة 18.‏68 في المائة.
ويظهر تأثير ميسي الكبير على المنتخب الأرجنتيني خارج إطار التصفيات أيضا، فقد خاضت الأرجنتين مؤخرا ثلاث بطولات كبيرة هي مونديال 2014، وكوبا أميركا عامي 2015 و2016، ووصلت إلى المباريات النهائية فيها بفضل ميسي. ولم يغب ميسي في تلك البطولات سوى عن المباراة الأولى للأرجنتين في دور المجموعات ببطولة كوبا أميركا 2016، وهي التي انتهت بفوز بلاده.
وفي الوقت الذي تبدو فيه المنافسة قوية على المراكز الثلاث الأخرى المؤهلة مباشرة إلى العرس العالمي في روسيا، فإن غياب «العبقري» ميسي قد يؤثر كثيرا على نتائج المنتخب الأرجنتيني.
وتبقت 4 مباريات للأرجنتين، حيث سيغيب ميسي عن رحلتها إلى مونتيفيديو لمواجهة الأوروغواي في 31 أغسطس (آب) المقبل، واستضافتها فنزويلا والبيرو في الخامس من شهرين سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) المقبل على التوالي.
وسيعود «البرغوث» إلى التشكيلة في العاشر من أكتوبر ومباراة الجولة الأخيرة ضد المضيفة الإكوادور، إذا لم ينجح الاتحاد الأرجنتيني في استئنافه ضد العقوبة أمام «فيفا» لإلغائها أو تخفيفها.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».