الجزائر: رأس المعارضة العلمانية يطالب بإعادة هيكلة المخابرات

بذريعة إحداث قطيعة مع ممارسات «البوليس السياسي»

الجزائر: رأس المعارضة العلمانية يطالب بإعادة هيكلة المخابرات
TT

الجزائر: رأس المعارضة العلمانية يطالب بإعادة هيكلة المخابرات

الجزائر: رأس المعارضة العلمانية يطالب بإعادة هيكلة المخابرات

طالب أكبر أحزاب المعارضة في الجزائر بفتح نقاش عام في وسائل الإعلام والبرلمان بخصوص قضايا الدفاع والاستخبارات، التي تعد من القضايا التي يمنع تداولها؛ إذ لم يسبق أن نزل وزير الدفاع أو رئيس المخابرات إلى البرلمان للرد على انشغالات المواطنين وممثليهم البرلمانيين، حتى في عز الأزمات الأمنية.
ونشر «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية»، (علماني معارض)، أمس، أفكارا بخصوص هذا الموضوع، بمناسبة إعداد برنامجه الانتخابي تحسبا لاستحقاق البرلمان المرتقب في 4 مايو (أيار) المقبل، جاء فيها: «في بلدنا يُمنع الحديث عن المسائل المتعلقة بالدفاع والأمن التي توظّف عادة لأغراض معيّنة. وفي الوقت الذي تطرح هذه الإشكالية بحدة في بلدنا، بات من الضروري فتح النقاش حول هذا الموضوع في جو من الهدوء، نُبرز فيه حقيقة مفادها أن الدفاع الوطني قضية تهّم الجميع وتمس كل مواطن».
وكتب الحزب، الذي يرأسه محسن بلعباس، المترشح للانتخابات على رأس لائحة العاصمة أن «التحولات العالمية الجارية في مجال تكنولوجيات المعلومات الجديدة، وتدويل الإرهاب، وعولمة الاقتصاد والجريمة الإلكترونية، تستوجب منّا أن نجعل من الأمن الوطني أول الانشغالات في أعلى مستويات القرار السياسي»، مشيرا إلى أن «(التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية) يرى أنّه لا يمكن فصل قضية الأمن الوطني عن الوضع العام للمجتمع، وعن طبيعة الدولة والرهانات الاستراتيجية التي تقتضيها مصالحنا الوطنية».
وأشار الحزب إلى اعتداء إرهابي على منشأة غازية بجنوب الجزائر وقع مطلع 2013 وخلف مقتل 30 فنيا أجنبيا، قائلا إن الظروف التي ميزت العملية المسلحة و«فداحة الخسائر التي أسفرت عنها تدعونا لإعادة التفكير بعمق في كل هذه المسائل بدءا بالاستعلامات، كعنصر أساسي لضمان سلامة المواطنين وممتلكات المجتمع. ويقترح (التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية) في هذا الصدد إعادة تنظيم وتعزيز جهاز الاستعلامات بإطار قانوني مناسب، يحدد المهام والصلاحيات وطرق التعيين ومسؤوليات كل طرف في هذا القطاع».
وتبنى العملية تنظيم «الموقعون بالدماء»، المرتبط بـ«القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، وقتلت القوات الجزائرية الخاصة 29 من المعتدين خلال اقتحام المنشأة، وأثبتت التحقيقات الأمنية أن المتطرفين تسللوا من الحدود المالية، ويتحدرون من عدة جنسيات.
ويقترح الحزب أيضا «وضع مكافحة الإرهاب وحماية المنشآت الحيوية، ومكافحة الجريمة الاقتصادية ومراقبة الحدود الخارجية، على رأس المهام المنوطة بجهاز الاستعلامات، وإجراء إصلاح ثقافي في مجال الاستعلامات بما يضمن فك الارتباط بين عمل الأجهزة الأمنية، بخاصة منها جهاز الاستعلامات، وبين ترصد المواطنين ضمن المسعى الرامي لإحداث القطيعة مع ممارسات البوليس السياسي». كما دعا الحزب إلى «تشجيع العنصر النسوي في تولي المسؤولية داخل المؤسسات المكلفة الأمن والدفاع»، وطالب بـ«إنشاء هيئة دائمة لاستشراف وإحصاء الأزمات التي تهدد أمن البلاد، مثل تلك التي شهدتها ولا تزال تشهدها منطقة غرداية (تعيش بها أقلية عرقية) وبعض المناطق من شرق البلاد، على أن تتكوّن هذه الهيئة، بالإضافة إلى ممثلين عن الإدارة، من برلمانيين وعلماء اجتماع ومفكرين سياسيين، ومن غيرهم من ذوي الخبرة، الذين قد يساعد إسهامهم في دعم فعالية هذه الهيئة. وتُلحق هذه الهيئة بوزارة الداخلية».
وفي سياق إعادة هيكلة المصالح الأمنية، يقترح الحزب «منح صلاحيات الشرطة لسلك دائم من الجيش الوطني الشعبي، متخصص في مراقبة الحدود».
وحل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من موقعه وزير الدفاع والقائد الأعلى للقوات المسلحة عام 2015 «دائرة الاستعلام والأمن» (المخابرات العسكرية)، واستبدل بها ثلاثة أجهزة أمنية ألحقها بالرئاسة بعدما كانت هيكلا بوزارة الدفاع. وعزل في العام نفسه مدير المخابرات الجنرال محمد مدين بسبب خلاف حاد حول ملفات فساد طالت مسؤولين بارزين مقرَبين من الرئيس وشقيقه السعيد بوتفليقة، وهو في الوقت نفسه كبير مستشاريه.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.