أمين عام الأمم المتحدة يتفقد أوضاع اللاجئين السوريين في «الزعتري»

غوتيريس زار مخيم الزعتري للاجئين السوريين شمال الأردن أمس واطلع على الأوضاع اليومية وبينها مدرسة للأطفال (أ.ف.ب)
غوتيريس زار مخيم الزعتري للاجئين السوريين شمال الأردن أمس واطلع على الأوضاع اليومية وبينها مدرسة للأطفال (أ.ف.ب)
TT

أمين عام الأمم المتحدة يتفقد أوضاع اللاجئين السوريين في «الزعتري»

غوتيريس زار مخيم الزعتري للاجئين السوريين شمال الأردن أمس واطلع على الأوضاع اليومية وبينها مدرسة للأطفال (أ.ف.ب)
غوتيريس زار مخيم الزعتري للاجئين السوريين شمال الأردن أمس واطلع على الأوضاع اليومية وبينها مدرسة للأطفال (أ.ف.ب)

استقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أمس، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في اجتماع تناول التطورات الإقليمية الراهنة، قبيل انعقاد اجتماعات القمة العربية التي تستضيفها المملكة الأردنية.
وركز اللقاء الذي جرى في قصر بسمان بعمان، على الجهود الإقليمية والدولية المستهدفة لتحريك عملية السلام، من خلال إعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، على أساس حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية.
كما تطرق إلى الأزمة السورية، وضرورة إيجاد حل سياسي لها، بما يضمن وحدة سوريا وتماسك شعبها.
وتم استعراض تداعيات أزمة اللجوء السوري على المملكة، وأهمية تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه الدول المستضيفة، وفي مقدمتها الأردن، لتمكينه من تقديم الخدمات الإغاثية والإنسانية لهم.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن تقديره لدور الأردن، في التعامل مع أزمات المنطقة ومساعيه لتحقيق الأمن والسلم الدوليين. ولفت إلى الجهود الكبيرة التي تقوم بها المملكة في استضافة اللاجئين السوريين، مما يتطلب قيام المجتمع الدولي بتنفيذ تعهداته تجاهها.
ويشارك الأمين العام للأمم المتحدة في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية التي تنطلق في منطقة البحر الميت غدا الأربعاء.
وكان غوتيريس تفقد أمس مخيم الزعتري للاجئين السوريين في محافظة المفرق بالأردن واطلع على أوضاعهم، للفت الانتباه نحو الاحتياجات الإنسانية المتزايدة للاجئي المخيم والمجتمعات المضيفة.
وأشار غوتيريس، خلال جولته الميدانية في المخيم، إلى ضرورة الاستمرار بمساعدة اللاجئين السوريين في الأردن من خلال مختلف المنظمات الدولية والإنسانية، لتقديم كل ما يلزم من أجل التخفيف من العبء الكبير على المملكة الأردنية في مواجهة تداعيات الأزمة السورية، منوها بجهود الأمم المتحدة لإنهاء الأزمة السورية.
وأشاد غوتيريس بالدور الكبير الذي يقوم به الأردن تجاه اللاجئين السوريين وتقديمه مختلف الخدمات لهم، للتخفيف من عبء الحياة عليهم، مشيرا إلى الوقفة الإنسانية للأردن تجاه اللاجئين.
من جانبه، أكد مدير شؤون مخيمات اللاجئين السوريين، العميد جهاد المطر، أهمية زيارة الأمين العام للأمم المتحدة التي جاءت لترسيخ العمل الإنساني والدعم الدولي للمملكة، كي يتسنى لها القيام بدورها في تحمل أعباء اللجوء السوري على أراضيها، والوقوف على تبعات اللجوء الذي تتحمله الحكومة والشعب الأردني في مختلف المجالات، مثل العمل والصحة والتعليم وغيرها من القطاعات التي ترزح تحت ضغوطات كبيرة.
وقدم العميد مطر للأمين العام للأمم المتحدة والوفد المرافق شرحا مفصلا حول الخدمات المقدمة للاجئين والمرافق الخدمية، والشراكة القائمة مع المنظمات الدولية العاملة في خدمة اللاجئين في المخيمات.
من جهته، أشار مندوب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن، ستيفانو سيفري، إلى الخدمات والدعم المطلوب لدعم الأردن، ليتمكن من القيام بواجبه الإنساني في جميع المجالات، مستعرضا أوضاع اللاجئين السوريين والخدمات المقدمة لهم على المستويات المعيشية، والغذائية، والتعليمية، والصحية، والبنية التحتية للمخيم، إضافة إلى أبرز احتياجاتهم.
وزار غوتيريس واحة المرأة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للمرأة والمركز الشامل للنساء والفتيات التابع لجمعية العون الصحي، وعددا من المدارس، ومركز التوزيع المشترك للمساعدات الإنسانية، والتقى عددا من اللاجئين السوريين الذين عبروا عن أملهم بسرعة حل أزمة بلادهم، واستمع منهم إلى أبرز معاناتهم، والإجراءات المطلوبة للتخفيف من آثار اللجوء.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».