نائبة عراقية: نسعى لاستنساخ برنامج المناصحة السعودي

نائبة عراقية: نسعى لاستنساخ برنامج المناصحة السعودي
TT

نائبة عراقية: نسعى لاستنساخ برنامج المناصحة السعودي

نائبة عراقية: نسعى لاستنساخ برنامج المناصحة السعودي

يسعى العراق إلى الاستفادة من التجربة السعودية في التعامل مع المتأثرين بالفكر الإرهابي ومناصحتهم، وفقاً لمسؤولة في البرلمان العراقي تزور السعودية حالياً، ذكرت أنها ستحمل إلى بلدها فكرة تدريب كوادر عراقية في السعودية على أساليب التعامل مع من تأثر بالفكر الإرهابي.
وأكدت النائبة العراقية عن محافظة نينوى، فرح السراج، لـ«الشرق الأوسط»، خلال زيارتها إلى الرياض أمس، وجود مبادرة عراقية للاستفادة من برنامج الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، في التصرف مع الأفراد الذين تأثروا بالفكر الإرهابي، واستنساخ مثل هذا البرنامج لتطبيقه في العراق، مؤكدة وجود رغبة حقيقية من قبل المسؤولين السعوديين في مد يد العون والمساعدة للعراق لتجاوز المحنة التي يمر بها.
ولفتت إلى وجود أصوات في الفترة السابقة كانت تسعى إلى تشويه صورة السعودية في الإعلام العراقي، وتحميل السعودية مسؤولية الإرهاب زوراً، وهو أمر منافٍ للحقائق والوقائع، إذ إن زيارة الوفد البرلماني العراقي إلى مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية عززت التأكيد أن السعودية ضمن الدول التي عانت من الإرهاب، كما هو حال العراق، وأن هناك مغرراً بهم انضموا لتلك الجماعات الإرهابية.
من ناحية ثانية، عزت النائبة إطلاق سراح عناصر تنظيم داعش الإرهابي من قبل الأجهزة الأمنية العراقية إلى «فساد مالي من ضعاف النفوس بالمؤسسات الأمنية الذين يساومون على بعض المبالغ من أجل إخراجهم من السجن، خصوصاً أن وزارة العدل العراقية لم تصدر أي تصريح حول أعداد المساجين وجرائمهم وجنسياتهم، وتتعامل بضبابية في هذا الملف»، مؤكدة اهتمام رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بهذا الشأن بشكل كبير.
وذكرت أن محافظة نينوى ليست ضامنة أن عناصر تنظيم داعش الإرهابي الذين يتم إلقاء القبض عليهم يبقون في السجون، إذ وصلت وثائق إلى المحافظة تثبت إطلاق سراح عناصر داعش بعد القبض عليهم من الأجهزة الأمنية العراقية، مبينة أن المحافظة تساند سكان نينوى بشأن إقامة دعوات قضائية لملاحقة المحررين من عناصر «داعش»، وإعادة ملاحقتهم قضائياً.
وأكدت النائبة وجود إرادة حقيقة من مجلس النواب لإحداث إصلاح شامل في الملفات الأمنية كافة، وخطوات للاستعانة بخبرات دولية تحاول اقتلاع الفساد ليتم جذب الاستثمارات إلى العراق. ولفتت إلى إمكانية وجود خلايا إرهابية نائمة تعاود نشاطها حتى ما بعد القضاء على تنظيم داعش الإرهابي في العراق.
وبالنسبة لمحافظة نينوى، أشارت النائبة إلى أن مجلس النواب العراقي خاطب السفارات والممثليات العاملة في العراق بخصوص مبادرة تشكلت تحت عنوان «مبادرة السلم المجتمعي»، تتكون من أعضاء بالبرلمان العراقي عن محافظة نينوى، وتركز على الدخول في حوارات داخل وخارج العراق لبحث قضايا السلم المجتمعي في نينوى بعد تحريرها من تنظيم داعش الإرهابي. وأضافت أن نينوى باتت موطناً للصراع الدولي نظراً لما تمتاز به من ثروات نفطية وموارد طبيعية ومقدرات زراعية هائلة.
وذكرت أن التباحث مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، شمل الاستفادة من وجود نواب في البرلمان العراقي يشغلون مناصب بمنظمات خيرية، لبحث تطوير مشاريع خيرية، متطلعة إلى تعاون بين السعودية والعراق في الجانب الإنساني والعمل الإغاثي وإيواء النازحين.
وبدت النائبة متفائلة إزاء عدم وجود أي عراقيل ستوضع في طريق إتمام إنشاء مجلس تنسيقي مشترك بين السعودية والعراق، لتعزيز العلاقات فيما بينهما، منوهةً إلى أن السعودية مدت يدها للعراق بشكل قوي، مع وجود حاجة ملحة وعاجلة للاستفادة من أنواع الدعم السعودي كافة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».