السودان يفك حظر التمويل العقاري للمغتربين والمهنيين

المؤتمر العربي الرابع للاستثمار والعقارات في الخرطوم الشهر المقبل

جانب من العاصمة السودانية الخرطوم (أ.ف.ب)
جانب من العاصمة السودانية الخرطوم (أ.ف.ب)
TT

السودان يفك حظر التمويل العقاري للمغتربين والمهنيين

جانب من العاصمة السودانية الخرطوم (أ.ف.ب)
جانب من العاصمة السودانية الخرطوم (أ.ف.ب)

وافق بنك السودان المركزي رسمياً على السماح بالتمويل المصرفي العقاري للمغتربين المقدر عددهم بنحو خمسة ملايين سوداني. كما وافق «المركزي» على التمويل المصرفي للإسكان الفئوي الذي يشمل المهنيين بمختلف تخصصاتهم.
وفرض السودان حظر التمويل العقاري لجميع القطاعات منذ 2004، وهو ما أسفر عن آثار سلبية على القطاع العقاري.
ووافق بنك السودان المركزي الشهر الماضي، على هامش الاجتماعات السنوية للمجلس الأعلى للجاليات والخبراء بالخارج، على ضمان تسلم تحويلات المغتربين السودانيين بالعملات الحرة التي حولت بها المبالغ. وشدد بنك السودان على البنوك التجارية في البلاد بالالتزام بالقرار.
وأوضح الدكتور غلام الدين عثمان، الأمين العام للصندوق القومي للإسكان، لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن قرار رفع حظر تمويل الإسكان الفئوي، سيساعد على تنفيذ مشروعات طموحة في مجال إسكان أساتذة الجامعات، مما يسهم في تشجيعهم على الاستقرار ويحد من هجرتهم، بجانب أن القرار سيساعد كذلك في توفير سكن لأسر المغتربين وتشجيعهم على دعم برنامج الدولة للعودة الطوعية للمغتربين.
وأكد د. عثمان أن توفير سكن للمغتربين يعني جذب مدخراتهم ومواردهم إلى داخل البلاد وضخها في الاقتصاد الوطني، مما يمنحهم فرصة للعب دور فاعل في هذا الشأن، مشيراً إلى أن سياسات بنك السودان المركزي لعام 2017 تضمنت استثناء تشييد السكن الشعبي والسكن الاقتصادي والسكن الفئوي عبر المحافظ التمويلية المُخصصة لهذا الغرض بواسطة الصندوق القومي للإسكان والتعمير، وتحسين المأوى في حدود مبلغ التمويل الأصغر.
وأضاف الأمين العام أن هذا القرار سيجعل قائمة الاستثناء من قرار حظر التمويل العقاري تشمل مشروعات الإسكان الشعبي والاقتصادي والفئوي التي يتم تشييدها تحت رعاية الصندوق عن طريق المحافظ المصرفية للتمويل، مبيناً أن قائمة الاستثناء بالتمويل كانت في السابق تضم فقط الإسكان الشعبي والاقتصادي، ومشيراً إلى أن القرار الأخير بضم الإسكان الفئوي يعد مكسباً لهذه الشرائح المستهدفة.
من جهة ثانية، تقرر تأجيل المؤتمر العربي الرابع للاستثمار والعقارات، المزمع عقده بالخرطوم إلى أبريل (نيسان) المقبل، الذي ينظمه الاتحاد العربي للاستثمار العقاري بالتعاون مع اتحاد العقاريين السودانيين، بحضور عدد كبير من شركات العقارات والمزادات والمساهمات العقارية في السعودية ودول الخليج، وذلك لمناقشة إنشاء مدن سكنية للمغتربين السودانيين بتمويل خارجي.
كما يبحث المؤتمر، بجانب أجندته الرئيسة، توحيد الرؤى والقوانين العقارية في الدول العربية، وفك الحظر المفروض على التمويل العقاري في السودان منذ عام 2014، ورفع سعر المتر في الخرطوم إلى سعر قياسي.
ويذكر أن الأمين العام لاتحاد المستثمرين والعقاريين العرب في زيارة للخرطوم الشهر الماضي قد بحث اختيار المقر الدائم للاتحاد، الذي فازت به الخرطوم، كما بحثت الزيارة الترتيبات لعقد الملتقى السنوي العقاري الاستثماري العربي، الذي يعول عليه في إحياء المفاهمات والاتفاقات التي تمت بين السودان والدول الأعضاء قبل رفع الحظر الاقتصادي عن السودان منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي.
وأوضح الدكتور أحمد آل سويدين، رئيس الاتحاد العربي للاستثمار والتطوير العقاري، لـ«الشرق الأوسط» حينها، أن المؤتمر العربي للاستثمارات العقارية سيحظى بمشاركة واسعة من صناديق التمويل العقاري في دول الخليج وشركات المساهمات العقارية السعودية، للنظر في البرامج والخطط والمشاريع التي أعدها الجانب السوداني، وتشمل الفرص الجاهزة في الإسكان والاستثمار العقاري، والتي اشترط الاتحاد أن تكون خالية من الموانع، وتأسيس آلية مشتركة بين الاتحاد العربي وقطاع الإسكان في السودان لتمويل مشروع مدينة سكنية للمغتربين من صناديق التمويل المصرفية العربية والعالمية، بجانب بحث مشاريع العقارات في السودان السكنية وبخاصة سكن ذوي الدخل المحدود.
وأضاف آل سويدين، أن قرار رفع الحظر الاقتصادي الأميركي على السودان سيسهم في توسيع فرص التمويل والتقنيات العالمية، مما يتطلب أن يكون هناك انفراج داخلي في عمليات التمويل المصرفي العقاري، حيث كان التمويل العقاري يستحوذ على 18 في المائة من حجم التمويلات في المصارف السودانية قبل منعه مع قطاع السيارات قبل 3 أعوام.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان في السودان أجاز خطة لعام 2017 تضمنت عدداً من المشروعات في مجالات الحكم والإدارة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتنفيذ عدد من المشاريع النموذجية في مجال الإسكان، منها السكن الريفي والتعاوني. كما أن للصندوق خطة لدعم محافظ التمويل المصرفية لمشروعات الإسكان وإنشاء محافظ جديدة، والسعي لتوفير الضمان مع وزارة المالية وبنك السودان لاستقطاب قروض أجنبية، بجانب العمل على تشجيع تنفيذ خطط موجهة بالولايات بغرض تحقيق الاستغلال الأمثل للأراضي واستخداماتها، وتنفيذ مشروعات استثمارية لتسيير وتسهيل أهداف المشروع القومي للمأوى.



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».