عودة المقاتلين من مناطق الصراعات تتصدر اجتماعات وزارية أوروبية في بروكسل

مراقبة المعلومات على الإنترنت من الموضوعات المطروحة للنقاش

عودة المقاتلين من مناطق الصراعات تتصدر اجتماعات وزارية أوروبية في بروكسل
TT

عودة المقاتلين من مناطق الصراعات تتصدر اجتماعات وزارية أوروبية في بروكسل

عودة المقاتلين من مناطق الصراعات تتصدر اجتماعات وزارية أوروبية في بروكسل

على هامش أول اجتماع لوزراء داخلية أوروبا، عقب الهجمات التي وقعت في مطار أورلي بفرنسا، وأمام البرلمان البريطاني في لندن، وفي وسط أنتويرب البلجيكية، قال كارميلو بايلا، وزير الداخلية والأمن في مالطة، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، إن تحقيق الأمن هو في بؤرة اهتمام كل الأوروبيين، ولا بد من زيادة مراقبة الحدود الخارجية للاتحاد ليس فقط في منطقة شنغن، ولهذا ستتم مناقشة تبادل المعلومات بين الدول الأعضاء حول دخول وخروج الأشخاص وتصاريح السفر، وخطوات أخرى في هذا الصدد.
وجاءت تصريحات الوزير رداً على سؤال حول فرص تشديد الإجراءات الأمنية الأوروبية في منطقة شنغن، عقب الهجمات الإرهابية الأخيرة التي وقعت في أوروبا. وأضاف الوزير في تصريحاته، على هامش مشاركته في اجتماعات وزراء الداخلية والعدل الأوروبيين، التي انطلقت أمس الاثنين في بروكسل، وتستغرق يومين، أن موضوع استخدام الفضاء السيبرائي ومراقبة المعلومات على الإنترنت هما من الموضوعات المطروحة للنقاش، منوهاً بأنه منذ 2015 كانت بداية التركيز على هذا الأمر، وجرت لقاءات مع المسؤولين في شركات الإنترنت، والآن لا بد من تطوير العمل المشترك بين الجانبين في هذا الصدد، والبناء على ما سبق الاتفاق عليه قبل عامين.
وفي الوقت نفسه، شدد الوزير على أن حماية خصوصية المواطنين أمر واجب، ولكن في الوقت نفسه يجب أيضاً حماية أمن المواطنين، وبالتالي لا بد من إيجاد الضمانات التي تحقق الأمرين وذلك من خلال العمل المشترك من جانب الدول الأعضاء وشركات الإنترنت، «وأعتقد أن الطرف الآخر يتفهم موقفنا جيداً في ضرورة حماية الخصوصية والأمن للمواطنين».
ويجري وزراء الداخلية والعدل في دول الاتحاد الأوروبي، نقاشات على مدى يومين في بروكسل، تركز على ملفات تتعلق بمكافحة الإرهاب، وفي هذا الصدد، سيجري التباحث بشأن مواجهة الفكر المتشدد، وتعزيز تبادل المعلومات الأمنية، وسجل للمسافرين للدخول أو الخروج من الأراضي الأوروبية، والمقترحات الأخيرة التي قدمتها المفوضية الأوروبية حول هذا الصدد. وسيقدم المنسق الأوروبي لشؤون مكافحة الإرهاب جيل ديكرشوف تقريراً للوزراء حول المستجدات التي تتعلق بملف المقاتلين العائدين من مناطق الصراعات في الخارج وخاصة من سوريا والعراق، وإمكانية استخدام بيانات وخدمات وكالة العدل الأوروبية «يوروغست» في هذا الموضوع. وقال المجلس الوزاري الأوروبي، إن الاجتماع سيبحث في أحدث التطورات المتعلقة باحتجاز البيانات والتعاون في مجال العدالة الجنائية في الفضاء السيبرائي، وكيفية استفادة المحققين ورجال الأمن من الأدلة الإلكترونية في تحقيقاتهم. وتتناول النقاشات كذلك ملف مواجهة أزمة تدفق المزيد من المهاجرين واللاجئين إلى دول الاتحاد، وإعادة من لا يستحق منهم الحماية الدولية، وإعادة توزيع الباقي على الدول الأعضاء وخاصة الذين تتوفر فيهم الشروط للحصول على فرصة للبقاء على أراضي التكتل الأوروبي الموحد.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».