الجزائر: اعتقال 4 أشخاص بشبهة التجنيد في صفوف «داعش» بسوريا

الجزائر: اعتقال 4 أشخاص بشبهة التجنيد في صفوف «داعش» بسوريا
TT

الجزائر: اعتقال 4 أشخاص بشبهة التجنيد في صفوف «داعش» بسوريا

الجزائر: اعتقال 4 أشخاص بشبهة التجنيد في صفوف «داعش» بسوريا

اعتقلت قوات الأمن الجزائرية 4 أشخاص بغرب البلاد، بشبهة تجنيد أشخاص لضمهم إلى التنظيم المتطرف «داعش» بسوريا.
في غضون ذلك، أعلن الجيش أنه اكتشف قنابل جاهزة للتفجير، زرعها متشددون مسلحون بإحدى المناطق الخطرة شرق العاصمة. وأفادت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أن 3 من المعتقلين تقل أعمارهم عن الثلاثين، بينما الرابع خمسيني يعد رأس الخلية. وتم اقتفاء أثر هذه المجموعة مدة طويلة، حسب المصادر نفسها، إلى غاية الإيقاع بها في كمين بغرب البلاد، على أيدي جهاز الشرطة القضائي. وأوضحت المصادر أن الخمسيني كان يشجع أشخاصا في مقتبل العمر على الالتحاق بصفوف المتطرفين بسوريا. وأوضحت أن بقية المعتقلين كانوا بصدد التحضير للسفر إلى سوريا جوا.
يذكر أن الرحلات بين الجزائر ودمشق تتم من دون تأشيرة. وكانت شبكة التواصل الاجتماعي، هي وسيلة التواصل بين أفراد الخلية. وصادرت الشرطة أجهزة للإعلام الآلي، وأشرطة مرئية مضغوطة تتضمن صورا تشيد بالإرهاب و«داعش»، وذلك في بيت بمدينة وهران (450 كلم غرب العاصمة)، كان يتردد عليه رأس الخلية. وأضافت المصادر أن التحقيقات جارية لمعرفة عدد الأشخاص الذين التحقوا بالمتشددين في سوريا، وما إذا كان يوجد آخرون يحضرون أنفسهم لمغادرة الجزائر للانضمام إلى صفوف الإرهابيين. وقدمت الشرطة أفراد الخلية الإرهابية إلى النيابة، التي يرجح أنها ستوجه لهم تهمتي «دعم الإرهاب» و«الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط بالخارج».
ويأتي اعتقال الأربعة بعد يوم واحد من قتل زعيم «داعش» بالجزائر، الذي كان يكنى «أبو الهمام».
وتواجه السلطات الأمنية منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003 ظاهرة سفر المتشددين إلى مناطق الصراع بالشرق الأوسط، وعاد كثير منهم؛ وبعضهم تمت إدانته بأحكام ثقيلة بالسجن، وقتل آخرون في مواجهات، فيما لا يزال العشرات ناشطين ضمن جماعات مسلحة. وتقول الجزائر إنها من بين أقل بلدان المغرب العربي «تصديرا» للمتطرفين إلى «داعش».
في موضوع ذي صلة، قالت وزارة الدفاع في بيان، إنه «في إطار مكافحة الإرهاب، وعلى أثر عملية بحث وتفتيش، تمكنت مفرزة للجيش الوطني الشعبي تابعة للقطاع العملياتي في تيزي ووزو (100 كلم شرق) يوم 26 مارس (آذار) 2017، من اكتشاف 4 ألغام تقليدية الصنع، وكمية من المواد المتفجرة ومعدات تفجير». ولم تذكر وزارة الدفاع من صاحب (أو أصحاب) القنابل، والمعروف أن تيزي ووزو منطقة نشاط «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، التي يقودها المتطرف الجزائري عبد المالك دروكدال، الشهير بـ«أبو مصعب عبد الودود».
وذكر البيان نفسه أنه «في إطار حماية الحدود ومحاربة الجريمة المنظمة، أوقفت مفرزة للجيش وعناصر الدرك الوطني بكل من معسكر وتلمسان (غرب)، 5 تجار مخدرات، وتمت مصادرة 29.6 كيلوغرام من مخدر الحشيش، ومركبتين». وأضاف: «وبكل من تمنراست وبرج باجي مختار وعين قزام (أقصى الجنوب)، ضبطت مفارز للجيش بالتنسيق مع مصالح الجمارك شاحنة ومركبتين رباعيتي الدفع، و9 أطنان من المواد الغذائية، و6 أجهزة كشف عن المعادن، و5 مطارق ضغط، و12 مولدا كهربائيا، وأجهزة كهرومنزلية». ويرجح أن هذا العتاد تملكه جماعة متطرفة بهذه المناطق الحدودية مع مالي، حيث الأوضاع الأمنية مضطربة. وتابع البيان أن أفراد الجيش والدرك، بأدرار وورقلة وعين قزام (جنوب) أوقفوا 13 مهاجرا سريا ينحدرون من جنسيات أفريقية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.