قالت شرطة {اسكوتلنديارد} البريطانية، أمس، إن خالد مسعود منفِّذ هجوم وستمنستر تصرَّفَ بمفرده دون تخطيط مع آخرين، وإنه لا توجد معلومات تشير إلى أنه كانت هناك خطط لتنفيذ هجمات أخرى. وقال نيل باسو، مساعد مفوض شرطة اسكوتلنديارد إنه «يجب أن نقبل جميعاً أن هناك احتمالاً بأننا لن نفهم أبدا سبب تصرفه»، مضيفاً: «فهم السبب قد يكون قد مات معه».
وكان مسعود (52 عاماً) قد حاول بسيارته دهس المارة على جسر وستمنستر، الأربعاء الماضي، قبل أن يقتل طعناً بسكين الشرطي، كيث بالمر، من حرس البرلمان. وقد أطلقت الشرطة النار على مسعود فأصيب بجراح خطيرة توفي بسببها لاحقاً. وقتل أربعة أشخاص وأصيب 50 في الهجوم. وأكد المحققون أن الهجوم الذي نفذه مسعود انتهى خلال 82 ثانية فقط، في إشارة إلى سرعة تعامل الشرطة معه.
وكان تنظيم داعش قد أعلن أن مسعود «جندي من جنوده»، وأنه تصَرَّف تنفيذاً لطلب التنظيم المتطرف بشن هجمات على الدول المشاركة في التحالف الدولي الذي يحاربه في العراق وسوريا.
وقال باسو: «لا نزال نعتقد أن مسعود تصرَّف بمفرده في هذا اليوم، وليست هناك معلومات أو أدلة استخباراتية تشير إلى أنه كانت هناك هجمات أخرى مخطَّطَة». وأضاف: «حتى لو كان قد تصرف بمفرده في مرحلة الإعداد، فإننا نحتاج إلى أن نعلم بوضوح قاطع السبب الذي دفعه لأن يرتكب هذه الأفعال التي تعجز الكلمات عن وصفها كي نطمئن سكان لندن، ونقدم إجابات لأسر القتلى والضحايا والناجين من هذا العمل الوحشي». وأكد أنه «مع ذلك، نحن مصممون على معرفة ما إذا كان مسعود قد تصرَّف بمفرده متأثراً بالدعاية الإرهابية، أم أن هناك آخرين شجعوه وساندوه ووجهوه».
وكانت رئيس الوزراء البريطانية تريزا ماي قد قالت إنها تعتقد أن مسعود تأثر بـ«آيديولوجية متشددة»، وتعهَّد بأنه في حالة التأكد من أن آخرين شجعوه وساندوه ووجهوه «فإنهم سيواجهون العدالة».
وحث باسو أي شخص يعرف مسعود على أن يتعاون مع الشرطة. وقال باسو إنه حتى إذا تحرّك بمفرده فإن الشرطة بحاجة لتقديم أكبر قدر من الشرح لطمأنة سكان لندن، مضيفاً: «علينا أن نقبل جميعاً أن هناك احتمالاً ألا نفهم أبداً لماذا فعل هذا. قد يكون هذا الفهم قد مات معه».
إلى ذلك كشفت التحقيقات أن مسعود الإرهابي المنفِّذ لحادث لندن كان يستخدم «الواتساب» قبل تنفيذ العملية بدقيقتين فقط من قيادة سيارته باتجاه المارة، ثم النزول منها ليهاجم بسكين حراس البرلمان البريطاني في وستمنستر وسط العاصمة البريطانية.
إلى ذلك، قالت وزيرة الداخلية البريطانية أمبر راد، أمس، إن على شركات التكنولوجيا أن تتعاون بدرجة أكبر مع هيئات إنفاذ القانون، وإنه يتعين عليها التوقف عن توفير «مكان سري لتواصل الإرهابيين» باستخدام رسائل مشفرة.
وكانت وسائل إعلام محلية ذكرت أن خالد مسعود، البريطاني المولد، أرسل رسالة مشفرة قبل لحظات من قتله 4 أشخاص الأسبوع الماضي عندما انطلق بسيارته وسط المشاة ثم طعن شرطيا حتى الموت أثناء محاولته اقتحام البرلمان في هجوم استمر 82 ثانية وأثار حالة من الرعب في وسط لندن. وقد تكون هناك صعوبات في الضغط على شركات التكنولوجيا، ففي الولايات المتحدة حاول مسؤولون دفع شركات التكنولوجيا الأميركية لتقديم وسيلة لمواجهة التشفير في محادثات شهدت تكثيفا منذ حادث إطلاق النار الذي وقع في سان برناردينو وأودى بحياة عدد من الأشخاص. لكن راد قالت: «الوقت حان لوقف استخدام الإرهابيين مواقع التواصل الاجتماعي منصة لهم» وناشدت شركات تطبيقات الرسائل المشفرة مثل «واتساب» المملوكة لـ«فيسبوك» التعاون، متراجعة عن السعي لإصدار تشريع جديد. وقالت راد لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «هذا رأيي... إنه أمر غير مقبول على الإطلاق. يجب ألا يكون هناك مكان يختبئ فيه الإرهابيون. نحتاج إلى التأكد من أن مؤسسات مثل (واتساب)».
من جهة أخرى، قال وزيران بريطانيان أمس إن بلادهما ستراجع الإجراءات الأمنية في مقر البرلمان في رد على انتقادات بأن بوابة مخصصة للسيارات تُرِكَت مفتوحة لفترة ما أثناء الهجوم الدموي الذي وقع يوم الأربعاء.
ونشرت صحيفة «تايمز» لقطات تشير على ما يبدو إلى أن البوابة تُرِكَت دون حراسة فيما كان الشرطي يتلقى المساعدة، وهي رواية قالت الحكومة والشرطة إنها لا يمكن تأكيدها أو نفيها لحين استكمال التحقيق في الواقعة.
وقال ديفيد ليدينجتون رئيس مجلس العموم لـ«بي بي سي» إن السلطات شددت إجراءات الأمن في العامين الماضيين وإن مقر البرلمان يحظى بحراس مسلحين في كل الأوقات. وقال: «إذا كان التقدير الصادر عن خبرائنا الأمنيين هو أن هناك حاجة لوضع المزيد من الحراس المسلحين في أماكن بعينها فسيتم نشرهم وفقاً لذلك».
وأضاف: «لكن أعتقد قبل أن نقفز لاستنتاجات عن الدروس المستفادة من هجوم الأربعاء المريع فمن المهم أن نسمح للشرطة باستكمال مقابلة الشهود وضباطها أنفسهم».
{اسكوتلنديارد} لا تستبعد عدم معرفة دوافع منفذ هجوم لندن
المحققون يبحثون في احتمال وجود آخرين شجعوه وساندوه ووجهوه
{اسكوتلنديارد} لا تستبعد عدم معرفة دوافع منفذ هجوم لندن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة