تشهد المناطق الكردية من سوريا توتراً ملحوظاً بين الأحزاب المنضوية في المجلس الوطني الكردي بمواجهة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الـ«بي واي دي» (الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني التركي المعارض). وتشتكي قيادات وأعضاء الأحزاب غير المتحالفة معه في الإدارة الذاتية، من حملات إغلاق مكاتبهم أو حرقها، واعتقال عدد كبير من أعضائها وقياداتها. بينما كشف قيادي كردي مقرب من «الاتحاد الديمقراطي» أن ما أقبل عليه الحزب من عمليات ضد معارضيه، جاءت استجابة لمطلب من النظام الإيراني.
وقال الناشط السياسي الكردي السوري وليد عبد القادر لـ«الشرق الأوسط»: «منذ الصدام العسكري الذي وقع بين وحدات حماية سنجار التابعة لحزب العمال الكردستاني (تركيا) وبيشمركة روج آفا (بيشمركة كردستان سوريا) في مدينة سنجار غرب الموصل، وإدارة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري تمارس ضغوطاً رهيبة على أحزاب المجلس الوطني الكردي ومنظماتها الشبابية والنسائية، طالت حتى المعاهد والمكاتب المهتمة باللغة الكردي».
وبحسب مصادر في الحسكة بسوريا، بدأت قوات الآسايش (الأمن) التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي منذ مستهل الشهر الحالي، حملة اعتقالات واسعة تجاوزت 70 معتقلا، ومداهمة وحرق أكثر من 15 مكتبا ومقرا، وتحطيم محتوياتها. ويؤكد عبد القادر لـ«الشرق الأوسط»، أن «الآسايش» أغلقوا، جميع المقرات بما فيها مقرات مؤسسات ثقافية واجتماعية، بحجة عدم الترخيص، «بينما لم يمسوا مقرات نظام الأسد وحزب البعث الحاكم في سوريا».
واعتبر عبد القادر أن ما أقدم عليه «الاتحاد الديمقراطي»، يعد تهديدا للسلم الأهلي في المناطق الكردية في سوريا، ويفضح التصعيدات التي تشهدها تلك المناطق يومياً. ويضيف: «أطلق (بي واي دي) العنان لمؤسسة الشهداء ومنظمة ستار والشبيبة الثورية التابعة له، ومنحها غطاء فوق قانوني، لارتكاب جرائم الخطف والحرق ضد منافسيه. كذلك طرد كل موظف له أخ أو ابن في قوات بيشمركة روج من وظيفته، وبدأ بطرد تلك العائلات من مساكن الرميلان في محافظة الحسكة، ويتخوف الأهالي من معلومات مسربة عن وجود قوائم للاغتيالات بحق المعارضين لاتحاد الديمقراطي الكردستاني، تطال حتى من هم في الخارج».
واعتبر عضو الهيئة السياسية للائتلاف السوري المعارض، حواس عكيد، أن سياسة «بي واي دي» لا تخدم بأي شكل من الأشكال أهداف الشعب الكردي في سوريا، بل إنها تتبنى مخططات وأجندات انتهجها النظام منذ عقود ضد الشعب الكردي، واليوم هناك تفريغ لكردستان سوريا من شبابها. ويردف بالقول: «لا بد من دخول قوات (بيشمركة روج) إلى المناطق الكردية في سوريا، فهي الضامن الأساسي لحماية السلم الأهلي في المنطقة والتعايش المشترك، والحد من الاستبداد والفردية والديكتاتورية التي ينتهجها حزب الاتحاد الديمقراطي». أما القيادي في «حركة الشباب الكردي»، محمود لياني، فيقول إن «هذا الحزب عمل ومنذ انطلاقة الثورة السورية على فض مظاهرات الحركة ضد نظام الأسد، واستخدم منظماته الشبابية لضرب المتظاهرين من النشطاء والسياسيين، ما أدى إلى حالة تشرذم كبيرة في المجتمع الكردي في سوريا دفع بشكل مباشر إلى هجرة الشباب».
أما القيادي في حزب يكيتي الكردي وممثل الحزب في المجلس الوطني الكردي، نواف رشيد، فدعا حزب «بي واي دي» إلى مراجعة سياساته في النفي وإلغاء الآخر، والابتعاد عن النظام السوري ومحور إيران، والعمل لمصالح السوريين بشكل عام والأكراد بشكل خاص. ويُشدد بالقول: «يجب أن يحسن حزب الاتحاد الديمقراطي العلاقة مع دول الجوار ومع إقليم كردستان العراق، والمعارضة السورية بكل مكوناتها، ويقطع ارتباطه مع العمال الكردستاني في تركيا، والعودة إلى الاتفاقيات التي أبرمت بينها وبين المجلس الوطني الكردي بإشراف رئاسة إقليم كردستان».
وكانت المنظمة الآثورية قد أدانت، مؤخراً، إغلاق مقراتها في مدينة الحسكة، من قبل الإدارة الذاتية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، واصفة ما تعرضت له بـ«السلوك المشين». وقالت المنظمة في بيان، إن دوريات مسلحة من «الآسايش» التابعة للإدارة الذاتية التي تدار من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي، داهمت، يوم 16 مارس (آذار) الجاري مقر المنظمة الآثورية الديمقراطية بمدينة الحسكة، وأغلقته بالسلاسل وبالشمع الأحمر، تنفيذاً للمرسوم رقم 5 الصادر من قبل الإدارة المذكورة.
الأحزاب الكردية المعارضة لـ«بي واي دي» تنتقد سياساته الأمنية في سوريا
قالت إنه أطلق العنان لمؤسساته {لارتكاب جرائم الخطف والحرق} ضد منافسيه
الأحزاب الكردية المعارضة لـ«بي واي دي» تنتقد سياساته الأمنية في سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة