تمركز المعارضة في نقاط استراتيجية يمنع النظام من التقدم في شرق دمشق

انتشار الميليشيات العراقية في ساحة العباسيين بموازاة معارك ريف العاصمة السورية

صورة نشرها {جيش الاسلام} لمقاتلين في القلمون الشرقي الذي تم تحريره من {داعش}
صورة نشرها {جيش الاسلام} لمقاتلين في القلمون الشرقي الذي تم تحريره من {داعش}
TT

تمركز المعارضة في نقاط استراتيجية يمنع النظام من التقدم في شرق دمشق

صورة نشرها {جيش الاسلام} لمقاتلين في القلمون الشرقي الذي تم تحريره من {داعش}
صورة نشرها {جيش الاسلام} لمقاتلين في القلمون الشرقي الذي تم تحريره من {داعش}

لم تحقق القوات النظامية تقدماً ملموساً على جبهة حي جوبر، شرق دمشق، حيث ألزمها التصعيد العسكري من قبل المعارضة بأن تتحول إلى خطوط الدفاع. وأفاد معارضون بأن قوات المعارضة استهدفت 6 آليات عسكرية بصواريخ موجهة، بموازاة قصف جوي واسع وعنيف نفذته قوات النظام، استهدف مناطق في الغوطة الشرقية، فيما نشرت صور لمقاتلين من ميليشيات عراقية ينتشرون في المنطقة.
وفي الوقت نفسه، تواصلت الاشتباكات بين الفصائل المقاتلة من جانب، وتنظيم داعش من جانب آخر، على محاور في منطقة القلمون الشرقي، ضمن استمرار لمعركة «سرجنا الجياد لتطهير الحماد» التي أطلقتها الفصائل ضد التنظيم، وتمكنت من تحقيق تقدم واسع على حساب التنظيم، استكمل أمس بالتقدم إلى عمق البادية (المعروفة باسم بادية الحماد)، وترافقت الاشتباكات مع قصف متبادل بين طرفي الاشتباك.
وأعلنت فصائل المعارضة بريف دمشق الشمالي، أمس، استمرار ملاحقة عناصر تنظيم داعش في منطقة البادية التي تعد امتداداً لمنطقة القلمون الشرقي، وذلك بعد انتزاع المعارضة خلال اليومين الماضيين مساحات واسعة من التنظيم، شرق مدينتي الرحيبة وجيرود الخاضعتين لسيطرتها، ومنها سلسلة جبال البتراء، وبئري الأفاعي وزبيدة، وتلتي ضبع والضبعة ومكاسر المنقورة، وصولاً إلى منطقة المحسة في منطقة القريتين، جنوب شرقي حمص.
في هذا الوقت، تواصلت الاشتباكات بوتيرة عنيفة، بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من طرف، و«فيلق الرحمن» و«هيئة تحرير الشام» و«حركة أحرار الشام الإسلامية» من طرف آخر، في المنطقة الصناعية، شمال حي جوبر وشارع الحافظ بحي برزة عند أطراف العاصمة، حيث تسعى قوات النظام لمعاودة التقدم في المنطقة، واستعادة السيطرة على مواقع خسرتها في المنطقة الصناعية، كما تسعى لتحقيق تقدم في شارع الحافظ، وعزل حي برزة عن حي تشرين.
لكن النظام لم يستطع أن يحقق تقدماً ملموساً، كون فصائل المعارضة لم توقف هجماتها، ولغزارة النيران. وقال مصدر معارض بريف دمشق، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعارضة «تتحكم في مساحات واسعة لا يستطيع النظام الوصول إليها إلا بالغارات الجوية، وهو ما سهل لها تنفيذ قصف، وإطلاق الصواريخ الموجهة التي تمنع النظام من التقدم بالآليات إلى عمق الغوطة».
وأفاد «مكتب أخبار سوريا»، في دمشق وريفها، أن العارضة دمرت 6 آليات عسكرية، كما أسقطت طائرة استطلاع نظامية، خلال مواجهات على محور البانوراما، شمال شرقي العاصمة دمشق، وأشار إلى تدمير دبابة نظامية من طراز T72، على محور شارع العدوي، الواصل بين منطقة القابون ووسط العاصمة.
وقال المصدر إن النظام «احتوى الهجوم، ومنع تمدده أكثر باتجاه دمشق، لكنه لم يمنع القصف المدفعي، ولم يستطع التقدم في مناطق خسرها».
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الفصائل «فتحت نيرانها على مناطق في أوتوستراد الفيحاء، بينما سقطت عدة قذائف هاون على مناطق في أحياء الروضة والقصور والعباسيين، وسط العاصمة»، لافتًا إلى أن الاشتباكات تواصلت بوتيرة متفاوتة العنف، وسط قصف لقوات النظام بشكل متواصل على مواقع الاشتباك. وأشار إلى أن حي الجورة، بمنطقة القدم جنوب العاصمة، شهد قصفاً متبادلاً بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمعتدلة من جهة أخرى. كما دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين أيضاً على جبهة فارس خوري، إثر محاولة تقدم جديدة من قبل الثوار في المنطقة.
وفي الأثناء، تعرض حي جوبر لقصف مدفعي وصاروخي عنيف، كما سقطت قذائف مدفعية على أطراف بلدة جسرين، الخاضعة للمعارضة أيضاً في الغوطة الشرقية، مما أدى لأضرار مادية. وذكرت «شبكة شام» أن غارات جوية من قبل الطائرات الحربية استهدفت أحياء جوبر والقابون وتشرين وبرزة وبساتينها، بالتزامن مع قصف بصواريخ الفيل وقذائف الهاون والمدفعية.
وتحدثت «شبكة شام» عن انتشار لقوات من «حركة النجباء» العراقية في مناطق الاشتباك. ونقلت عن صفحات الميليشيات الشيعية صوراً لمقاتلين أثناء انتشارهم على عدة محاور في محيط حي جوبر، وذلك «في مسعى لإنقاذ الأسد من الهجوم المباغت للثوار، ضمن معركة (يا عباد الله، اثبتوا)»، كما قالت. وأضافت: «تبين الصور مقاتلين في ساحة العباسين والطريق الواصل بين الساحة والزبلطاني».
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن وتيرة الاشتباكات في شرق دمشق تراجعت خلال الساعات الماضية، وغابت أصوات الانفجارات والقصف، كما انخفض عدد الغارات الجوية للطيران الحربي، في ظل الأحوال الجوية والطقس الغائم الذي يمنع الطيران من التحليق، في حين لا تزال تسمع أصوات اشتباكات بأسلحة خفيفة ومتوسطة في منطقة القابون وبرزة وشمال جوبر.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.