مقتدى الصدر يتجه إلى حل ذراعه العسكرية

مسؤول في تياره لـ «الشرق الأوسط»: بادرة حسن نية تجاه الحكومة

مقتدى الصدر يتجه إلى حل ذراعه العسكرية
TT

مقتدى الصدر يتجه إلى حل ذراعه العسكرية

مقتدى الصدر يتجه إلى حل ذراعه العسكرية

قال مسؤول في «التيار الصدري» العراقي لـ«الشرق الأوسط»، إنه يتوقع أن يعلن زعيم التيار مقتدى الصدر حل «سرايا السلام»، الذراع العسكرية لتياره، خلال كلمة أمام أنصاره في وسط بغداد اليوم.
ويخاطب الصدر أتباعه المتظاهرين في ساحة التحرير وسط العاصمة للمطالبة بـ«الإصلاحات ومحاسبة المفسدين» قبل صلاة الجمعة. وقال المسؤول في التيار إن الصدر «يريد من خلال حل الفصيل التابع له، وَأْد فتنة مقبلة اسمها الحشد الشعبي». وأضاف أن هدف الإجراء المتوقَّع «دعم الحكومة، وإعلان حسن نيات تجاه مرحلة ما بعد (داعش)». وأشار إلى أن الصدر سيبقي «مجموعة تختص بموضوع المراقد الدينية، ويدعو إلى دمج بقية المسلحين في الجيش، ويبقي على فوج للتدخل السريع للأوضاع الطارئة».
و«سرايا السلام» إحدى الفصائل المسلحة المشتركة في الحرب ضد «داعش»، وتتمركز مقراتها في أجزاء من محافظة صلاح الدين وقضاء سامراء حيث مرقد الإمامين العسكريين. وأعلن الصدر عن تشكيلها في 10 يونيو (حزيران) 2014 بعد سيطرة تنظيم داعش على أجزاء واسعة من العراق. وقال حينها إن مهمتها «حماية المقدسات الدينية في العراق من المراقد والمساجد والحسينيات والكنائس ودور العبادة». وتتألف المجموعة من نحو 40 ألف مقاتل، ينضوي منهم ستة آلاف فقط تحت مظلة «الحشد الشعبي»، استناداً إلى مصادر في إعلام المجموعة.
وتتطابق توقعات إعلان الصدر حل «سرايا السلام»، مع ما أعلنه مقتدى الصدر في وقت سابق بشأن مصير فصائل «الحشد الشعبي» بعد انتهاء مرحلة «داعش»، إذ طلب في مبادرة «التسوية التاريخية» التي قدمها مطلع الشهر «إغلاق جميع مقرات الفصائل المسلحة أو تحويلها إلى مؤسسات ثقافية مدنية أو اجتماعية أو إنسانية».
ودعا الصدر إلى «السعي الحثيث والجاد» لدمج العناصر المنضبطة في «الحشد الشعبي» مع القوات الأمنية، بما يحفظ للأخيرة «استقلالها وقوتها وسيادتها من خلال إقرار نظام خاص بها». وشدد على جمع السلاح المتناثر في العراق وتسليمه إلى الدولة من خلال آليات واضحة وصارمة. ودرج الرجل منذ سنوات على انتقاد «الميليشيات الوقحة»، في إشارة إلى بعض الفصائل الشيعية الموجودة في «الحشد الشعبي»، لكنه لم يسمِّها بطريقة صريحة.
وتؤكد مصادر التيار أن الصدر سيحض في خطابه اليوم، أتباعه على الاستمرار في المظاهرات والمطالبة بالإصلاحات، ثم سيذهب ليؤدي صلاة الجمعة في مدينة الصدر، إحياءً لذكرى إقامتها في عام 1996 من قبل والده المرجع الديني محمد صادق الصدر الذي اغتاله نظام الرئيس السابق صدام حسين مع نجليه في فبراير (شباط) 1999، علماً بأن الشيعة لم يكونوا يقيمون صلاة الجمعة قبل ذلك التاريخ.
وقدم خلال اليومين الماضيين إلى بغداد من محافظات وسط العراق وجنوبه آلاف المنتمين والمتعاطفين مع التيار الصدري. وأتى بعضهم برفقة عائلاته للتظاهر في ساحة التحرير وسط بغداد. ويتوقع أن يشترك في المظاهرات آلاف من أنصار الصدر في بغداد.
ودرج الصدريون على التظاهر وسط بغداد منذ نحو سنة، مطالبين بـ«الإصلاحات ومحاربة الفساد»، واعتصموا أمام مجلس النواب واقتحموه نهاية أبريل (نيسان) 2016. وتقول مصادر التيار إن بعض عناصرها الأمنية انتشرت خلال الأيام الماضية قرب ساحة التحرير لتأمين الحماية اللازمة لمقتدى الصدر وجموع المتظاهرين.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.