المعركة على دمشق خلال 5 سنوات

تخللها هجوم من المعارضة وصد وإلقاء النظام للغازات السامة

المعركة على دمشق خلال 5 سنوات
TT

المعركة على دمشق خلال 5 سنوات

المعركة على دمشق خلال 5 سنوات

قصفت قوات النظام السوري والفصائل الموالية لها، أمس، المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في دمشق بعد أن صدت هجوما حاولت خلاله الفصائل المسلحة الدخول إلى العاصمة.
فيما يلي التواريخ الرئيسية في القتال على دمشق وضواحيها الذي اندلع بعد عام من بدء النزاع السوري في 2011 بحسب ما أوردتها وكالة الصحافة الفرنسية:
- 17 يوليو (تموز) 2012: أعلن «الجيش السوري الحر» عن بدء «معركة تحرير دمشق».
اندلع قتال عنيف على مشارف العاصمة بين القوات النظام والفصائل المسلحة. وأطلق الجيش قذائف الهاون على الكثير من ضواحي دمشق التي تتحصن فيها المعارضة، ثم استخدم المروحيات.
- 18 يوليو 2012:
قتل أربعة مسؤولين سوريين كبار من بينهم آصف شوكت صهر الرئيس السوري بشار الأسد، في تفجير انتحاري استهدف مقر الأمن القومي.
- 23 يوليو 2012:
نشر النظام السوري وحدات نخبة من الجيش في دمشق، استعادت السيطرة على القسم الأكبر من العاصمة.
- من 20 - 26 أغسطس (آب):
شن الجيش هجوما واسعا على بلدة داريا على مشارف دمشق وقتل أكثر من 500 شخص.
- 21 أغسطس 2013:
قتل المئات في هجمات قالت فصائل المعارضة إن أسلحة كيماوية استخدمت فيها ضد معاقل المعارضة المسلحة قرب دمشق من بينها معضمية الشام. نفى النظام تلك التهم.
في أواخر أغسطس ألقى تقرير للاستخبارات الأميركية مسؤولية الهجوم على الحكومة السورية «بدرجة عالية من الثقة»، وقال إن 1429 شخصا قتلوا من بينهم 426 طفلا.
- 14 سبتمبر (أيلول) 2013
اتفقت الولايات المتحدة وروسيا على خطة للتخلص من أسلحة سوريا الكيماوية بحلول منتصف 2014، ما حال دون توجيه ضربات أميركية في سوريا.
بعد يومين قال تقرير للأمم المتحدة إن هناك دليلا واضحا على استخدام غاز السارين في هجوم 21 أغسطس.
- في عام 2012 قطعت قوات النظام السوري وحلفاؤها طرق الوصول إلى بلدتي الزبداني ومضايا المحاصرتين القريبتين من الحدود السورية مع لبنان.
وأدى حصار مضايا الذي أصبح كاملا بمنتصف 2015، إلى مقتل 60 شخصا بسبب سوء التغذية والمجاعة من بينهم أطفال، بحسب ما ذكرت منظمات إغاثة.
حوصرت مناطق أخرى تحت سيطرة الفصائل المسلحة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق.
- في أغسطس 2016 خرج آخر مقاتلي المعارضة من معقلهم السابق في داريا غرب دمشق بموجب اتفاق بين النظام والفصائل المسلحة بعد حصار النظام والقوات الموالية له للبلدة لمدة أربع سنوات.
- في أواخر يناير (كانون الثاني) 2017 استعاد جيش النظام السوري السيطرة على وادي بردى الذي يعد مخزن مياه العاصمة السورية. وحرم السكان من المياه لمدة تزيد عن الشهر، وألقى النظام بمسؤولية قطع الماء على الفصائل المسلحة.
في مارس (آذار) الجاري، قال تحقيق للأمم المتحدة إن قصف النظام لعين الفيجة في وادي بردى هو الذي تسبب في انقطاع المياه عن أكثر من خمسة ملايين شخص، واصفا ذلك بأنه «جريمة حرب».
- في 19 مارس هاجم مسلحون من فصائل معارضة معتدلة ومتشددة، بينها هيئة تحرير الشام، (النصرة سابقا)، مواقع للنظام في شرق دمشق في محاولة الوصول إلى مركز المدينة.
تمكنت قوات النظام من صدهم، وشنت غارات جوية كثيفة على الأحياء التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة في دمشق.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».