تمثيل كردي في وفد العبادي إلى واشنطن

بارزاني: لا تراجع عن حق تقرير المصير

تمثيل كردي في وفد العبادي إلى واشنطن
TT

تمثيل كردي في وفد العبادي إلى واشنطن

تمثيل كردي في وفد العبادي إلى واشنطن

شدد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أمس على أن الشعب الكردي لن يتراجع عن تقرير المصير وتحقيق سيادته الكاملة، بينما بين مسؤول في رئاسة الإقليم أن رئيس ديوان رئاسة الإقليم فؤاد حسين يشارك كممثل عن إقليم كردستان في الوفد العراقي الذي يترأسه رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي التقى الرئيس الأميركي دونالد ترمب في واشنطن اليوم.
وقال بارزاني في رسالة وجهها للشعب الكردي بمناسبة حلول عيد نوروز العيد القومي الكردي ورأس السنة الكردية: «لا بد أن يكون لصمود وتضحيات شعب كردستان نتيجة ملموسة، ولا يمكن القبول بتأخر عجلة النضال والمكتسبات ولو بخطوة واحدة، بل ينبغي على شعب كردستان أن يصل إلى تحقيق سيادته الكاملة، وأن يكون صاحباً لقراره ومصيره». ودعا بارزاني الشعب الكردي إلى أن تكون آماله قوية بالمستقبل، مؤكدا «سيكون لصمودكم نتائج مثمرة بكل تأكيد».
من جانبه، دعا مسرور بارزاني، مستشار مجلس أمن إقليم كردستان والنجل الأكبر لرئيس الإقليم، في رسالة مماثلة، القوى والأطراف السياسية في كردستان إلى «أن تواجه جميع المخاطر بموقف موحد وإرادة موحدة وروح وطنية مبنية على حب الأرض والأمة لاجتياز هذه المرحلة وتحقيق ما سعى إليه (الشهداء) لبناء وطن حر وقوي». داعيا إلى الإسراع في الخطى نحو الاستقلال.
من ناحية ثانية، قال المستشار الإعلامي في مكتب رئيس إقليم كردستان، كفاح محمود، لـ«الشرق الأوسط»، عن التمثيل الكردي في الوفد الذي يرافق العبادي إلى واشنطن إنه «يعطي نتائج إيجابية عن العلاقة بين بغداد وأربيل، بل ويسهم في حلحلة كثيرا من الإشكاليات بين الطرفين». وأشار محمود إلى أن التنسيق العالي بين حكومة العبادي وإقليم كردستان وبين الجيش العراقي وقوات البيشمركة حقق كثيرا من الانتصارات المهمة في عملية تحرير الموصل. وأضاف: «وجود رئيس ديوان رئاسة الإقليم مع رئيس الحكومة الاتحادية في واشنطن يعطي رسالة للأميركيين بأن هناك تنسيقا عالي المستوى ورفيعا بين حكومة العبادي وإقليم كردستان»، موضحا أن تطوير العلاقات بين بغداد والولايات المتحدة الأميركية وبين أربيل وواشنطن سيكون في مقدمة الملفات التي سيناقشها الوفد مع إدارة الرئيس ترمب.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».