حذرت دراسة مصرية من خطورة اندماج الجماعات والتنظيمات الإرهابية المتشددة الرئيسية في مالي في كيان واحد؛ حتى تتمكن من شن هجمات وتنفيذ عمليات إرهابية أشد قوة، مؤكدة أن «ذلك يمثل خطرا جديدا على العالم». في حين قال الخبير الأمني في مصر، اللواء السيد عبد المحسن: إن «تمدد تنظيم داعش الإرهابي نحو مناطق نفوذ تنظيم القاعدة أبرز عوامل لمّ شتات هذه الجماعات المتطرفة».
وأعلنت الجماعات المتشددة الرئيسية في مالي اندماجها مؤخرا تحت قيادة إياد غالي، الذي أعلن المقاتلون الموالون له المسؤولية عن الكثير من الهجمات على قوات مالي، وقوات لحفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، كما أعلنت الجماعة الجديدة البيعة لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وأمير «القاعدة ببلاد المغرب» أبو مصعب عبد الودود، وأمير حركة طالبان الملا هيبة الله.
وكان زعيم تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب» أبو مصعب عبد الودود، أعلن ترحيبه وتأييده لاندماج الجماعات المتشددة الرئيسية في مالي، ودعا منظمات أخرى إلى أن تحذو حذوها من أجل «تحقيق الوحدة»، قائلا في تسجيل صوتي: «هذه فرصة أغتنمها لأدعو كافة الجماعات الإرهابية، أن يتأسوا بإخوانهم في الساحل والصحراء فيسارعوا إلى لمّ الشمل وتحقيق الوحدة».
في السياق ذاته، أكدت الدراسة المصرية أن التنظيمات والجماعات التكفيرية والإرهابية يجمعها مبادئ واحدة عدة، تتمثل في اعتبار الحكومات والنظم السياسية القائمة أنظمة كفر - على حد وصفهم - كما أنها ترفض التعامل مع مؤسسات الدولة؛ على اعتبار أن ذلك سيؤدي إلى اعتراف وتقوية مؤسسات «الكفر»، معتبرة أن العنف هي الوسيلة الناجحة - من وجهة نظرهم - لإحداث تغييرات جوهرية في بنية الدول السياسية والاجتماعية والثقافية.
ويشار إلى أن الجماعة الجديدة التي اندمجت تحتها هذه الكيانات اسمها «جماعة نصرة الإسلام» وتضم جماعات «أنصار الدين»، و«كتائب ماسينا»، و«المرابطون»، و«إمارة منطقة الصحراء»، وتتوعد بشن هجمات أكثر دموية وقوة.
من جهته، قال اللواء عبد المحسن: إن «هذه التنظيمات تحاول من جديد لمّ الشمل بعدما اختلفوا وتفرقت صفوفهم»، مرجعا سبب محاولة العودة إلى قوة «داعش» وسحبه البساط من تحت جميع التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتهم «القاعدة».
وحذرت الدراسة المصرية التي أعدها «مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة» التابع لدار الإفتاء المصرية، من انتشار تلك الجماعات بشكل شبكي حول العالم، مؤكدة اشتراكها جميعا في بناء فكري شبه موحد، يشمل عدم الاعتراف بمفاهيم الوطن والمواطن.
لافتة إلى أن الجماعات والتنظيمات الإرهابية تستهدف الجميع، وأن هدفها الأول والأخير نشر الخراب والدمار في كل مكان، مشددة على أنه لا سبيل لمواجهة التطرف والإرهاب إلا التعاون على المستويات كافة بين دول العالم أجمع؛ لأن الإرهاب لم يعد مقتصرا على منطقة بعينها، بل أصبح يهدد الجميع.
ويقول مراقبون: إنه «على الرغم من وجود قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة يشن المتشددون هجمات متكررة في شمال مالي، ويستخدمونه قاعدة للعمليات في دول مجاورة، حيث أعلنت جماعة (المرابطون) التي يقودها المتشدد الجزائري مختار بلمختار مسؤوليتها عن تفجير انتحاري في هجوم على معسكر للجيش في شمال مالي في يناير (كانون الثاني) الماضي، قتل فيه ما يصل إلى 60 شخصا وأصيب أكثر من مائة آخرين».
ودعت الدراسة المصرية إلى ضرورة التنسيق والتعاون بين الدول كافة ودعم جهود محاربة الإرهاب ومواجهته على الصعد كافة، والعمل على تجفيف منابعه الفكرية والمذهبية، واستخدام الأدوات الحديثة في المواجهة، وبذل الجهود كافة من أجل استئصال هذه الحركات وأفكارها القاتلة.
دراسة: اندماج الجماعات الإرهابية بمالي في كيان واحد خطر جديد يهدد العالم
خبير أمني: تمدد «داعش» وتحجيم نفوذ «القاعدة» أحد عوامل لمّ شتاتهم
دراسة: اندماج الجماعات الإرهابية بمالي في كيان واحد خطر جديد يهدد العالم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة