إسرائيل تقصف غزة رداً على إطلاق صاروخ من القطاع

إسرائيل تقصف غزة رداً على إطلاق صاروخ من القطاع
TT

إسرائيل تقصف غزة رداً على إطلاق صاروخ من القطاع

إسرائيل تقصف غزة رداً على إطلاق صاروخ من القطاع

على الرغم من نشر حركة حماس عشرات الحواجز في الأسابيع القليلة الأخيرة في مناطق قريبة من الحدود وفي شوارع رئيسية تربط محافظات القطاع بعضها بعضاً، بهدف إحباط أي محاولات لإطلاق صواريخ من قطاع غزة تجاه إسرائيل، فإن مسلحين أطلقوا من القطاع صاروخاً صباح أمس تجاه المجلس الإقليمي لمدينة عسقلان المجاورة لشمال القطاع، مما دفع الجيش الإسرائيلي لإطلاق 3 قذائف مدفعية تجاه نقطة رصد تابعة لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قبل أن تصعد من هجومها بإطلاق 3 صواريخ تجاه موقع لقوات بحرية القسام شمال غربي قطاع غزة، وهو ما أدى لإحداث دمار هائل داخل الموقع، وأنذر بتصعيد محتمل.
وتدرك «حماس» والإسرائيليون أن الجماعات التي تستلهم نهج «داعش» تسعى لإحراج الحركة بإطلاق مزيد من الصواريخ تجاه مستوطنات وبلدات إسرائيلية في محيط القطاع، كرد فعل على اعتقال مئات من عناصرها في سجون حماس.
وتبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات، إذ قال متحدث عسكري إسرائيلي إن حركة حماس ستتحمل المسؤولية عن أي هجمات تنطلق من قطاع غزة، على الرغم من عدم وقوفها خلف عمليات إطلاق الصواريخ، ومن جهتها، ردت الحركة محملة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن أي تصعيد جديد.
وقال حازم قاسم، الناطق باسم الحركة، في تصريح صحافي، إن الاحتلال الإسرائيلي «يتحمل تبعات مواصلته الاعتداء على القطاع. ومواصلة العدوان لن يوقف سعي شعبنا للحصول على حريته ومواصلة مشوار تحريره لأرضه من الاحتلال».
وبلغ عدد الصواريخ التي أطلقت من قبل مسلحين يعتقد أنهم من الجماعات المتشددة التي تناصر تنظيم داعش، منذ بداية العام الحالي، 6 صواريخ أطلقت تجاه بلدات ومستوطنات غلاف قطاع غزة، رداً على ما قالت عنه جماعة «أحفاد الصحابة» التابعة لتلك الجماعات في أحد بياناتها على «عمليات الاعتقال التي تشنها حركة حماس في صفوف الجهاديين وتعريضهم للتعذيب دون أي أسباب».
وتشير المعلومات إلى أن «حماس» تعتقل ما يقرب من 600 من موالي «داعش» في سجونها منذ 4 أشهر، بينهم قياديون حاول الجيش الإسرائيلي اغتيالهم في عمليات قصف استهدفتهم خلال السنوات السابقة، مما أدى لإصابتهم بجروح حينها. وتعهدت الجماعات المتشددة بالاستمرار في محاربة «حماس» حتى إطلاق سراح جميع معتقليها.
ومن جهته، قال مركز «ابن تيمية» الإعلامي التابع لتلك الجماعات في بيانات متتابعة له، إن «أسرانا في سجون الظلم الحمساوية. فحق لنا أن ننصركم بضرب اليهود بالصواريخ».
وتصاعد الموقف في الأيام القليلة الماضية، على الرغم من تعمد الجيش الإسرائيلي تخفيف حجم الرد الذي كان يتبعه في هجماته للرد على عمليات إطلاق الصواريخ من غزة في الأشهر الأخيرة، وذلك بعد تهديدات كتائب القسام على لسان ناطقها العسكري أبو عبيدة في 28 من فبراير (شباط) الماضي من أن أي عمليات قصف جديدة لن تقابل دون رد.
وقال القيادي خليل الحية في «حماس» إن الحركة لا تسعى لحرب. فيما تواصل الأجهزة الأمنية التابعة للحركة شن حملات لملاحقة المتشددين، ونشر مزيد من عناصرها وقواتها لمنع إطلاق الصواريخ في المناطق الحدودية، وتقوم بتفتيش السيارات التي تقترب من تلك المناطق، أو التي تمر عبر الشوارع الرئيسية التي تربط المحافظات بعضها بعضاً.
وقالت مصادر مطلعة إن أجهزة أمن الحركة نجحت في العثور على عشرات الصواريخ لدى معتقلين كانوا يعدون لإطلاقها تجاه مستوطنات ومدن إسرائيلية محاذية للقطاع.
وتعتقد «حماس» أن قطاع غزة غير جاهز لحرب جديدة، خصوصاً أن كثيراً من ملفات الحرب في صيف 2014 لم تنجز بعد، ومن أهمها ملف الإعمار الذي أنجز منه نحو 60 في المائة فقط، حيث ما زالت عائلات كثيرة تنتظر أن يسمح لها بإعادة بناء منازلها في ظل تعنت الاحتلال بالموافقة على بيانات تلك العائلات بحجج أمنية تتخذ منها السلطات الإسرائيلية ذريعة لعدم إدخال مواد البناء إليها، بالإضافة إلى عدم التزام الدول المانحة بتعهداتها بشكل كامل، كما تم الاتفاق على ذلك في مؤتمر إعادة الإعمار الذي عقد في أعقاب الحرب بأشهر في القاهرة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.