قالت الشرطة المصرية إنها ألقت القبض على خلية إرهابية، شرق القاهرة، تابعة لجبهة القيادي محمد كمال، قائد الجناح المسلح لجماعة الإخوان الإرهابية (قتل خلال عملية أمنية أخيراً)، تبنت تقويض مؤسسات الدولة، ونشر الفوضى والعنف، بينما قتلت مواطنة في تبادل لإطلاق النار مع عناصر الخلية الإرهابية. وقالت مصادر أمنية إن «الخلية خططت لاستهداف رجال الشرطة والجيش، والقيام بأعمال إرهابية على نطاق واسع في شبه جزيرة سيناء».
وتعتبر السلطات المصرية جماعة الإخوان تنظيماً إرهابياً، وتحملها مسؤولية معظم الأعمال الإرهابية التي وقعت في وادي النيل منذ عزل محمد مرسي (2013)، كما تحاكم أبرز قياداتها وتلاحق الباقين.
وخلال الأشهر القليلة الماضية، نفذت تنظيمات إرهابية عدة عمليات في القاهرة، كان أبرزها تفجير كنيسة بوسط القاهرة في نطاق المقر الباباوي، في عملية انتحارية تبناها تنظيم ولاية سيناء، فيما تقول السلطات المصرية إن «عناصر من جماعة الإخوان نفذت العملية، وغيرها من الاستهدافات الأخرى، بتعليمات من قيادات الجماعة في الخارج».
وقالت وزارة الداخلية، في بيان لها حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «عناصر الخلية الإخوانية اتخذت من مركز للدعاية والإعلان بمنطقة مدينة نصر، بالقاهرة، غطاءً لعقد لقاءاتهم التنظيمية، للتخطيط لتحركاتهم الخارجة عن القانون»، مضيفة: إن أجهزة وزارة الداخلية تمكنت من استهداف مقر المركز، حيث كانت العناصر تعقد لقاءً تنظيمياً الليلة قبل الماضية، لتدارس كيفية تصعيد الحراك المسلح في الفترة المقبلة، وإعادة تشكيل جناحهم العسكري.
وقال مراقبون إن «هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها السلطات المصرية تفاصيل ضبط خلية إرهابية للإخوان، دون تصفية عناصرها، وهذا يؤكد مراقبة السلطات لتحركات هذه الخلية منذ فترة طويلة، قبل تنفيذ مخططها».
وأكدت «الداخلية» على أنه تم توقيف 8 عناصر من الخلية، أبرزهم القيادي أحمد عبد المنعم (اسمه الحركي عاصم علي)، والباقون من مسؤولي التنظيم وكوادرهم بمحافظات القاهرة والمنيا والشرقية وكفر الشيخ والإسماعيلية، مشيرة إلى أنه عثر بحوزة المضبوطين على طبنجة، فضلاً عن أوراق تنظيمية خاصة بـ«التأصيل الشرعي للعمل المسلح، وحث عناصر التنظيم على الالتزام به... ونتائج رصد تحركات قوات الشرطة والجيش بمحافظة شمال سيناء».
وتابع بيان الوزارة: إنه «خلال ضبط المتهمين، حاول 2 منهما الهروب، بالقفز من إحدى شرفات مقر المركز المجتمعين فيه، مُطلقين أعيرة نارية على قوات الشرطة للتغطية على هروبهما، مما نتج عنه مقتل مواطنة مصرية».
وقالت مصادر أمنية إن «التحقيقات أكدت أن عناصر الخلية كانت ترصد عدداً من رجال الأمن في منطقة سيناء، لاستهدافهم بأعمال إرهابية على نطاق واسع خلال الفترة المقبلة، بهدف إضعاف روحهم المعنوية، ووقوع خسائر في صفوف الأمن بسبب الملاحقات الأمنية المتكررة بسيناء أخيراً، التي نجحت في ضبط كثير من الخلايا الإخوانية، وقتل البعض في مواجهات مسلحة معهم».
وتنشط جماعات إرهابية في شمال سيناء، أبرزها تنظيم ولاية سيناء الذي استطاع قبل عامين مد نطاق عملياته إلى الدلتا، وأعلن مسؤوليته عن تفجير مبنيي مديريتي أمن القاهرة والدقهلية، كما نفذ محاولات اغتيال مسؤولين كبار. وتشن قوات مشتركة من الجيش والشرطة حملة عسكرية موسعة ضد التنظيمات الإرهابية في شمال سيناء، التي أعلنت في مناطق بها حالة الطوارئ منذ أواخر عام 2014.
وكشفت تحقيقات الأجهزة الأمنية في مصر، أمس، عن أنه عقب مقتل القيادي الإخواني المعروف محمد كمال، عقدت القيادات الإخوانية الهاربة بالخارج اجتماعاً اتفقت فيه على التواصل مع أتباع كمال، وتكليفهم بمواصلة تشكيل لجان الحراك المسلح التي تعتمد عليها الجماعة بشكل أساسي في تنفيذ عملياتها الإرهابية في كثير من المحافظات، خصوصاً في العاصمة القاهرة.
ومنذ الإطاحة بجماعة الإخوان من السلطة، عقب ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013، تصدعت البنية التنظيمية للجماعة تحت وطأة الضربات الأمنية، وانقسمت إلى جناحين رئيسيين؛ جناح محسوب على القيادي التاريخي محمود عزت، نائب مرشد الإخوان القائم بأعماله منذ القبض على محمد بديع المرشد العام، وجناح محمد كمال الذي يتبنى أفكاراً راديكالية في مواجهة الأزمة الأكثر عنفاً في تاريخ التنظيم الذي يمتد لنحو قرن من الزمان.
وأشارت التحقيقات الأمنية إلى أن «هناك تكليفات صدرت بتوزيع منشورات وكتيبات على العناصر الإخوانية التي ستشارك في الأعمال الإرهابية، خصوصاً بالتأصيل الشرعي للعمل المسلح، وحث عناصر التنظيم على الالتزام به، وحثهم على زيادة الأعمال الانتحارية، اعتقاداً منهم بأن ذلك جهاد في سبيل الله، لتحفيز الشباب على مزيد من الأعمال التخريبية خلال الفترة المقبلة، واللعب على وتر الدين».
إلى ذلك، التقى الفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، واللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية، مقاتلي القوات المسلحة والشرطة من قوات التأمين بشمال سيناء، أمس.
في حين أكد وزير الدفاع على أنه «لا تهاون في حماية أمن مصر القومي، وتطهير أرض سيناء من جميع أشكال التطرف والإرهاب». وأشار وزير الداخلية إلى الجهود الأمنية المبذولة لتأمين وحماية الجبهة الداخلية، وإفشال المخططات الإرهابية التي تستهدف المساس بأمن الوطن واستقراره.
الداخلية المصرية تعلن مقتل امرأة في تبادل لإطلاق النار مع «خلية إخوانية»
مصادر: خططت للقيام بأعمال إرهابية في سيناء على نطاق واسع
الداخلية المصرية تعلن مقتل امرأة في تبادل لإطلاق النار مع «خلية إخوانية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة