أحلام التميمي... العاشقة التي تحولت إلى مطلوبة للأميركيين

إعلان «إف بي آي» عن إدراج أحلام التميمي على قائمة أكثر الإرهابيين المطلوبين لدى واشنطن (أ.ف.ب)
إعلان «إف بي آي» عن إدراج أحلام التميمي على قائمة أكثر الإرهابيين المطلوبين لدى واشنطن (أ.ف.ب)
TT

أحلام التميمي... العاشقة التي تحولت إلى مطلوبة للأميركيين

إعلان «إف بي آي» عن إدراج أحلام التميمي على قائمة أكثر الإرهابيين المطلوبين لدى واشنطن (أ.ف.ب)
إعلان «إف بي آي» عن إدراج أحلام التميمي على قائمة أكثر الإرهابيين المطلوبين لدى واشنطن (أ.ف.ب)

إنه «الحب»، الذي قاد أحلام التميمي من فتاة حالمة صغيرة في الأردن إلى معتقلة لاحقا في السجون الإسرائيلية ثم إلى أسيرة محررة، فمطلوبة للدولة الأكبر والأقوى على رأس «إرهابيين» آخرين كما تصنفهم واشنطن، وإلى حد ما ربما أيضا «الحظ» الذي قاد 2 من حملة الجنسية الأميركية في طريق عز الدين المصري، وهو زميلها الذي أوصلته لتنفيذ عملية في القدس، عام 2001 خلفت 15 قتيلا بينهم الأميركيان.
بدأت قصة أحلام التي ولدت عام 1980 في مدينة الزرقاء بالأردن عندما قررت منتصف التسعينات الانتقال من الأردن إلى فلسطين، كي تكون أقرب ما يمكن إلى حلم بعيد المنال، وهو لقاء ابن عمها نزار التميمي الذي كان معتقلا في السجون الإسرائيلية آنذاك، ويمثل بالنسبة لها «فارس الأحلام»، فلسطيني ومناضل ومعتقل وابن عمها.
عندما اعتقل نزار عام 1993 كانت أحلام ما زالت طالبة في عمان، وفورا علقت صورة لابن عمها في غرفتها الصغيرة، وبعد أعوام قليلة انتقلت أحلام إلى الضفة الغربية لتدرس في جامعة بيرزيت، (تخصص إعلام)، على أمل تحقق في 10 ديسمبر (كانون الأول) 1998، عندما زارت نزار في سجنه في عسقلان لأول مرة، وهو اللقاء «الذي غير حياتها وحياته»، فظلا بعد ذلك يتبادلان الرسائل بانتظام، وأدى ذلك إلى تطور وتوطيد العلاقة فيما بينهما حتى حدث تطور مفاجئ.
بعد 3 سنوات فقط في 2001 اعتقلت أحلام التي كبر حبها لنزار متزامنا مع حب الوطن، لكنها بخلافه وهو الذي ينتمي لحركة فتح، انتمت أحلام لحماس، واعتقلت بتهمة المساعدة بتوصيل عز الدين المصري إلى مطعم «سبارو» في القدس حيث نفذ عملية تفجير أدت لمقتل 15 إسرائيليا من بينهم شخص يحمل الجنسية الأميركية.
حوكمت التميمي بالسجن المؤبد 16 مرة، لكن ذلك لم يشوش عليها الحب الأول الكبير.
كبر الحب بينها وبين نزار، ولم يجدا آنذاك سوى الاستمرار في تبادل الرسائل، من سجن إلى سجن. وفي 2005، قررا الزواج.
كان قرارا «مجنونا» مثل حلم صعب التحقيق. ولم يصدق أحد أن أسيرا محكوما بالمؤبد يريد أن يتزوج أسيرة محكومة بالمؤبدات، وفعلا ارتبطا عبر وكلاء في محكمة شرعية في رام الله، بعدما رفضت إسرائيل السماح لهما بالالتقاء وإتمام عملية عقد القران في السجن. بعد 5 سنوات سمحت إدارة السجون لنزار وأحلام بالالتقاء عبر الهاتف والزجاج المحكم. وتحدث الزوجان طويلا لكن من دون خصوصية.
بعد عام واحد في 2011 أطلق سراح الزوجين، نزار إلى رام الله وأحلام إلى الأردن، وظل حلم اللقاء الذي بدأ مع بداية التسعينات هاجسا كبيرا.
في 2012 سمحت إسرائيل لنزار بالسفر والتقى زوجته التي أخذت تشتهر أكثر مع تقديمها برامج تلفزيونية عن الأسرى.
قالت أحلام في عمان إنها غير نادمة على المساعدة في تنفيذ العمليات. وهي جملة لم ينسها الإسرائيليون، واستخدمتها جميع وسائل الإعلام ومحامون ساعدوا في تحريك الدعوى الأميركية ضدها.
واليوم بعد 5 أعوام مستقرة، أعلنت وزارة العدل الأميركية أنها تطالب الأردن بتسليم أحلام، التي شاركت في التخطيط والتنفيذ لعملية قتل فيها أميركيان.
قبل يومين فقط وصل ممثلو وزارة العدل الأميركية إلى إسرائيل بهدف إبلاغ عائلات ضحايا العملية حول قرار محاكمة التميمي بسبب مشاركتها في قتل الأميركيين.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.