غوتيريس للمؤثرين في الأزمة السورية: السلام واجب أخلاقي وسياسي

غوتيريس للمؤثرين في الأزمة السورية: السلام واجب أخلاقي وسياسي
TT

غوتيريس للمؤثرين في الأزمة السورية: السلام واجب أخلاقي وسياسي

غوتيريس للمؤثرين في الأزمة السورية: السلام واجب أخلاقي وسياسي

قال أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إن على الدول المؤثرة على الأطراف السورية أن تتجاوز خلافاتها لوضع حد للصراع الذي دخل عامه السابع، مشددا على ضرورة الاستفادة من اتفاق آستانة وتوصيل المساعدات للمحتاجين.
وقال غوتيريس في بيان صحافي، أمس، إن السلام في سوريا هو واجب أخلاقي وسياسي على حد سواء للشعب السوري وللعالم، وهو «حتمية لا تحتمل الانتظار».
وأضاف أنه «لمدة ست سنوات حتى الآن، استمر المدنيون في سوريا ضحايا لواحد من أسوأ الصراعات في عصرنا»، مضيفا أنه وفي الوقت الذي تدخل الحرب عامها السابع، فإنني أود «إطلاق اثنين من النداءات العاجلة لجميع الأطراف». ونص النداء الأول على ضرورة «الاستفادة القصوى من اتفاق 30 ديسمبر (كانون الأول) 2016 لوقف إطلاق النار الذي توصلت إليه (الدول) الضامنة لاجتماعات آستانة»، وشدد على «مواصلة تعزيز هذا التعاون، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين في سوريا من دون أي عقبات وعوائق». ونص النداء الثاني على دعوة «كل من لهم تأثير على أطراف النزاع، وجوب السعي جاهدين لتجاوز خلافاتهم والعمل معا لوضع حد للصراع، خصوصا المساهمة في إنجاح المفاوضات السورية السورية في جنيف على أساس بيان جنيف وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما فيها القرار 2254»
وبعد انقضاء ست سنوات على بداية الاحتجاجات التي تحولت إلى حرب أهلية في سوريا، أصبحت للرئيس بشار الأسد اليد العليا في ساحة القتال، غير أن الصراع أبعد ما يكون عن النهاية، بعد أن انقسمت سوريا إلى مجموعة من الجيوب يحكمها أمراء حرب وقيادات معارضة. وفي حين لا يعتقد سوى قلة قليلة من المراقبين المحايدين بإمكانية انتهاء الصراع قريبا، فلا أحد تقريبا يعتقد أن بوسع الأسد استعادة السيطرة على البلاد بأكملها. غير أنه لا أحد يتوقع التوصل لاتفاق سلام، إذ يبدو أن كل الأطراف الخارجية تأقلمت مع بقاء الرئيس السوري.
ويتوقع كثيرون على أحسن الفروض هدنة تخضع للمراقبة لفترة طويلة من الوقت في مساحة كبيرة من الأراضي السورية التي ستقسم فعليا بين القوى المتناحرة. وخلال مفاوضات متقطعة دارت على مدى خمس سنوات بين النظام والمعارضة تحت رعاية الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والآن برعاية روسيا وتركيا كان رحيل الأسد هو النقطة الشائكة.
أما الآن فقد أصبحت نقطة البداية هي بقاء الأسد. ونقلت «رويترز» عن روبرت فورد السفير الأميركي السابق لدى دمشق الذي استقال احتجاجا على تردد الرئيس السابق باراك أوباما في الشأن السوري، ولا يزال على اتصال بكثير من أطراف الصراع: «علينا أن نكون واقعيين. فهو لن يرحل». ويضيف: «بعد حلب لا توجد أي فرصة، فهذه هي نتيجة الانتصار العسكري الذي حققه».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.