استهدف تفجير ثان منطقة الربوة في دمشق اليوم (الأربعاء)، بعد أقل من ساعتين من تفجير انتحاري نفسه داخل قصر العدل القديم في العاصمة، وفق ما نقلت وسائل إعلام متصلة بالنظام.
وكان انتحاري قد فجّر نفسه في مبنى قصر العدل القديم في وسط العاصمة دمشق اليوم، موقعًا 25 قتيلاً على الأقل وفق الشرطة، في وقت يدخل النزاع السوري عامه السابع في ظل تعثر الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى تسوية سياسية للحرب المدمرة.
وقال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية، في مكان الحادث، إن القوات الأمنية فرضت طوقا أمنيًا حول المبنى المستهدف المحاذي لسوق الحميدية الشهير في وسط دمشق. كما قطعت الطرقات كافة المؤدية إلى المنطقة.
وقالت محامية كانت موجودة في القصر أثناء حدوث التفجير للوكالة: «أُصبنا بهلع شديد، كان صوت الانفجار عاليًا في البهو وهرعنا للاحتماء في المكتبة في الطابق العلوي». وأضافت: «كان المشهد داميا».
وهذا الانفجار هو الثاني الذي يستهدف العاصمة السورية خلال أيام معدودة؛ إذ قتل يوم السبت 74 شخصًا، غالبيتهم من الزوار الشيعة العراقيين في تفجيرين استهدفا أحد أحياء دمشق القديمة وتبنتهما «هيئة تحرير الشام» (تضم جبهة النصرة سابقا وفصائل أخرى متحالفة معها).
وتزيد هذه الاعتداءات من تعقيدات النزاع الذي يكمل الأربعاء عامه السادس، بعدما انطلق باحتجاجات سلمية غير مسبوقة ضد النظام السوري، واجهتها قواته بالقمع، وسرعان ما تحولت إلى نزاع مسلح تسبب في مقتل أكثر من 320 ألف شخص.
ويعرب عدد من المدنيين المعارضين للنظام عن خيبة أملهم مما آلت إليه الأوضاع اليوم.
ويقول مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «الإدارة الدولية تريد إنهاء الحرب، والشعب يبحث عن حل، إلا أن الحروب في الداخل ستبقى مستمرة ولن تعود سوريا كما كانت في المدى القريب». ويوضح أنه «عندما تتحول مطالب الشعب السوري بالديمقراطية والحرية إلى حرب دينية وعرقية نكون أمام طريق طويل للحل».
ويدفع السوريون يومياً ثمنا للحرب وتحصد الغارات والمعارك أرواح الأبرياء.
وأسفر قصف جوي «يرجح أنه روسي» فجر اليوم، على مدينة إدلب عن مقتل «تسعة مدنيين بينهم أربعة أطفال»، وفق «المرصد».
وشردت الحرب السورية أكثر من نصف سكان البلاد داخل البلاد وخارجها؛ إذ فر نحو 4.9 مليون من البلاد، وخصوصًا إلى الدول المجاورة، حيث يعيش نحو 90 في المائة منهم تحت عتبة الفقر، حسب الأمم المتحدة.
واعتبر المفوض السامي لحقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة، زيد رعد الحسين أمس، أن سوريا بأسرها تحولت إلى «غرفة تعذيب» وإلى «مكان للرعب الوحشي وعدم الإنصاف المطلق».
وكشفت دراسة جديدة لباحثين بينهم أعضاء في «الجمعية الطبية السورية الأميركية» أن عام 2016 كان «الأخطر» على العاملين في القطاع الصحي في سوريا.
وحسب الدراسة، فإن 814 من أفراد الطواقم الطبية، قتلوا منذ بدء النزاع.
وفي تعليق أُرفق بالدراسة، تعترف منظمة الصحة العالمية بأن الحرب في سوريا هي حاليا «أكبر أزمة إنسانية».
وأطلقت منظمتا العفو الدولية و«هانديكاب إنترناشيونال» اليوم، حملتين منفصلتين من أجل «وقف المجزرة» في البلاد.
عشرات القتلى في تفجيرين استهدفا دمشق
دراسة تفيد بمقتل 814 من أفراد الطواقم الطبية منذ بدء الحرب السورية
عشرات القتلى في تفجيرين استهدفا دمشق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة