السعودية تدرس تقديم مساعدات للنازحين واللاجئين في كردستان

السعودية تدرس تقديم مساعدات للنازحين واللاجئين في كردستان
TT

السعودية تدرس تقديم مساعدات للنازحين واللاجئين في كردستان

السعودية تدرس تقديم مساعدات للنازحين واللاجئين في كردستان

تدرس السعودية إمكانية تقديم مساعدات إغاثية للنازحين العراقيين واللاجئين السوريين المقيمين في إقليم كردستان العراق. وقال المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» الدكتور عبد الله الربيعة، إنه زار إقليم كردستان العراق أخيراً بهدف دراسة الأوضاع الإنسانية للنازحين واللاجئين وإمكانية مساعدتهم.
وأضاف الربيعة لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن «إقليم كردستان العراق يحتضن نحو مليوني لاجئ ونازح يحملون الجنسيتين العراقية والسورية، والتحدي الكبير الذي يواجه الإقليم هو توفير المعيشة لهم». وأشار إلى أن «السعودية تقدم دائماً أيادي العون والمساعدة للجميع»، لافتاً إلى أن «تقديم المساعدات إلى إقليم كردستان العراق لا يزال طور الدراسة في الوقت الراهن».
وأوضح أن «الرياض سبق أن قدمت مساعدات إلى العراق من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عبر إرسال طائرات تحمل مساعدات إغاثية للنازحين هبطت في بغداد»، منوهاً إلى أن «السعودية تدعم بشكل دائم الدول التي تواجه تحديات ومشاكل تتعلق بالجانب الإنساني، خصوصاً الدول المجاورة لها.
وشدد على أن «المركز يعمل بمهنية عالية للغاية ويحرص على أن يكون عمله الإغاثي مؤسسياً... المركز يحرص منذ تأسيسه على اتباع خطط منهجية مؤسسية تقوم على دراسة الاحتياجات، والتعرف على الأماكن الأكثر احتياجاً، مع اتباعه أساليب تتعلق بضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها، ولا ينظر المركز إلى أي اعتبارات إلا الاعتبارات الإنسانية».
وكان الربيعة قد التقى أخيراً في أربيل رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني. وأشار إلى أن الزيارة تأتي «امتداداً لوقوف السعودية مع العراق بأطيافه كافة واهتمامها بدعم اللاجئين والنازحين»؛ إذ دعمت برامج مكافحة الكوليرا وتقديم المساعدات الغذائية والإيواء لنازحي الأنبار أخيراً.
وتطرقت الزيارة إلى مجالات التعاون والجهود التي تقوم بها «مؤسسة بارزاني الخيرية» والبرامج الإغاثية والإنسانية، خصوصاً للاجئين السوريين والنازحين العراقيين في إقليم كردستان. والتقى الربيعة خلالها أيضاً مستشار أمن إقليم كردستان رئيس مجلس إدارة «مؤسسة بارزاني الخيرية» مسرور مسعود بارزاني، والمدير العام للمؤسسة موسى أحمد. وأطْلع مسؤولي المؤسسة على البرامج التنفيذية والجهود الإغاثية والإنسانية التي يقدمها المركز للتخفيف من معاناة المحتاجين والمنكوبين في 37 دولة، خصوصاً في اليمن وسوريا والعراق.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.