يبدو أن إدارة الرئيس الأميركي ترمب لم تضع كوبا في رادار سياساتها في الوقت الحالي، والتي طالما كانت محور نقاش الحملة الانتخابية في السابق.
الرئيس الأميركي ترمب توعد في أكثر من مرة أثناء حملته الانتخابية تعديل الاتفاق المبرم مع هافانا، إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن ولا يوجد حتى حديث داخل أروقة السياسة الأميركية من وضع تعديلات أو الحديث في الأمر. وبعدما انتقد ترمب صراحة المهاجرين المكسيكيين والمهاجرين في ولاية فلوريدا ذات الغالبية الكوبية، توقع الكثيرون أن يتعاطف ترمب مع الكوبيين الذين يحاولون الفرار من نظام كاسترو. لكن ما لم نتأكد منه بعد هو موقف إدارة ترمب من المهاجرين الكوبيين القادمين إلى الولايات المتحدة.
لم يكن رحيل الزعيم اليساري فيدل كاسترو، ولا وجود الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترمب الدافع لتغيير سياسة هجرة الكوبيين إلى الولايات المتحدة. ولكن الحقيقة هي أن الرئيس السابق باراك أوباما هو من أنهى سياسة استقبال اللاجئين الكوبيين قبل رحيله عن البيت الأبيض بأيام، وهي السياسة التي كان يتلقى بمقتضاها سكان الجُزر الوافدون إلى الأراضي الأميركية معاملة خاصة.
وفي حال وضعت الإدارة الأميركية الإجراء الذي أعلنه أوباما قبل رحيله عن البيت الأبيض بأيام موضع التنفيذ، فلن تسمح سلطات الهجرة في المطارات والموانئ والمنافذ البرية بدخول الوافدين الكوبيين إلى الولايات المتحدة إن لم تكن بحوزتهم تأشيرة دخول سارية، إذ إن في الماضي، كان يسمح للكوبيين بالإقامة والتمتع بمزايا حكومية، كما كان هناك تيسير في شروط إقامتهم، وخصوصاً المعارضين للنظام الكوبي، الذي كانت تعتبره واشنطن نظاماً مارقاً.
أثّر قرار إلغاء استقبال المهاجرين الكوبيين على كثير ممن وصلوا بالفعل إلى الولايات المتحدة، لكنهم لم يجدوا الاستقبال نفسه الذي اعتادوا عليه في الماضي، فقد تعرضوا هذه المرة للترحيل إلى بلادهم. وطالب كثير من المنظمات الاجتماعية الأميركية بالسماح بدخول هؤلاء المهاجرين الذين وصلوا بالفعل وتعرقلت رحلتهم بسبب الإجراءات الجديدة. وعلى الرغم من كل تلك النداءات الداعية لتغيير السياسة الجديدة، فقد استمرت القيود على حالها. وأعلنت إدارة ترمب مراجعتها لسياساتها تجاه كوبا، في خطوة تبدو كأنها تستهدف العلاقات بين حكومتي الولايات المتحدة وكوبا، أكثر مما تستهدف المواطنين الكوبيين.
وترجع مزايا الهجرة القديمة الموجهة للكوبيين إلى عام 1995 بعد اعتماد سياسة كانت تسمى «الأقدام المبتلة، والأقدام الجافة»، وهي سياسة لاستقبال المعارضين الكوبيين الراغبين في البقاء داخل الولايات المتحدة هرباً من نظام كاسترو، وتسببت في استقبال أكثر من 25000 لاجئ كل عام زادت إلى 40000 عام 2016 بعد إلغاء هذه السياسة.
الجدير بالذكر أن في عام 2016، كان هناك نحو 2000 كوبي عالقين على الحدود مع بنما ينتظرون استكمال الرحلة شمالاً إلى الولايات المتحدة. وتسبب الوضع في أزمة إنسانية خرجت عن السيطرة بعد أن نفد الطعام وأدوات النظافة الشخصية من كثيرين منهم في معسكرات اللاجئين. وفي النهاية، قامت حكومة كولومبيا بترحيل كثير منهم إلى كوبا. بالطبع، فقد بيّنت تلك الحالات الأهمية الكبيرة لسياسة استقبال الولايات المتحدة للمهاجرين.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب واضحاً عندما قال إنه إن لم تكن هناك تغييرات حقيقية في الوضع السياسي في كوبا، فقد تُقدم الولايات المتحدة مجدداً على تغيير علاقاتها مع تلك الجزيرة، لكن من السابق لأوانه معرفة السبيل النهائي الذي سيسلكه ترمب في تعامله مع كوبا والكوبيين، وخصوصاً بعد أن أنهى أوباما الخلاف القائم مع الجزيرة، الذي استمر أكثر من 5 عقود.
في هذه الأثناء، انتقد الرئيس الكوبي راؤول كاسترو بشدة سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مجالي الهجرة والتجارة ومجالات أخرى، وذلك في إطار مناصرة المكسيك، في الوقت الذي يقوم فيه ترمب بمراجعة الاتفاق الهش مع كوبا.
ووصف كاسترو سياسات ترمب بـ«المغرورة» وخطته لبناء جدار على الحدود مع المكسيك بأنها «غير منطقية».
وقال البيت الأبيض الشهر الماضي إنه في خضم «مراجعة كاملة لكل السياسات الأميركية تجاه كوبا». وقال كاسترو إن «الأجندة الجديدة للحكومة الأميركية تهدد بإطلاق سياسة تجارية متطرفة ستؤثر في قدرة تجارتنا الخارجية على المنافسة وتخرق الاتفاقيات البيئية». كما أضاف كاسترو أنه لا يمكن احتواء الفقر والكوارث والمهاجرين بالجدران، ولكن بالتعاون والتفاهم والسلام.
كوبا لم يرصدها رادار ترمب بعد
هافانا تنتقد السياسات الأميركية في مجالي الهجرة والتجارة
كوبا لم يرصدها رادار ترمب بعد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة