عودة 8100 أسرة نازحة إلى سرت الليبية

«سرايا بنغازي» قالت إنها لن تكون فتيلاً لإشعال حرب أهلية

مقاتل من القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني يرفع العلم الليبي بعد تحرير آخر أحياء سرت من قبضة «داعش» (رويترز)
مقاتل من القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني يرفع العلم الليبي بعد تحرير آخر أحياء سرت من قبضة «داعش» (رويترز)
TT

عودة 8100 أسرة نازحة إلى سرت الليبية

مقاتل من القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني يرفع العلم الليبي بعد تحرير آخر أحياء سرت من قبضة «داعش» (رويترز)
مقاتل من القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني يرفع العلم الليبي بعد تحرير آخر أحياء سرت من قبضة «داعش» (رويترز)

عادت 8100 عائلة كانت نازحة عادت إلى مدينة سرت في وسط ليبيا عقب سيطرة قوات البنيان المرصوص على المدينة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حسبما أفاد مسؤول محلي ليبي اليوم (الأحد).
وقال عضو لجنة إرجاع السكان إلى مدينة سرت عبد العزيز الشقماني في تصريحات إعلامية إن عودة العائلات النازحة جرى على ست مراحل، حيث تم تنفيذ خمسة منها الشهر الماضي والمرحلة الأخيرة انطلقت في السادس من مارس (آذار) الحالي.
يشار إلى أن عملية البنيان المرصوص انطلقت في مايو (أيار) الماضي لتحرير مدينة سرت من قبضة تنظيم داعش المتطرف، الذي سيطر عليها منذ قرابة سنتين ونصف.
وأعلنت غرفة عمليات البنيان المرصوص في السادس من ديسمبر الماضي سيطرتها بالكامل على مدينة سرت بعد معارك كر وفر استمرت أكثر من ستة أشهر، سقط فيها من قوات البينان المرصوص 713 قتيلاً، وأكثر من 3210 جريحا.
وشكل مجلس رئاسة حكومة الوفاق الوطني في مايو الماضي غرفة عمليات مؤقتة لمحاربة التنظيم المتطرف في المنطقة الواقعة بين مدينتي سرت ومصراتة غرب البلاد.
من جهة أخرى، أكدت «سرايا الدفاع عن بنغازي» في ليبيا أنها لا تنتمي إلى أي توجه حزبي أو سياسي أو جهوي وأن هدفها إرجاع العائلات المهجّرة من مدينة بنغازي إلى بيوتها.
وقالت السرايا، في بيان اليوم الأحد، إنها «لن تكون فتيلاً لإشعال حرب أهلية أو جهوية في مدينة بنغازي وإنها ستنحاز إلى الحلول الاجتماعية والسياسية».
وأكد البيان على «عزم السرايا على محاربة الإرهاب عسكرياً وفكرياً وعدم السماح بأن تكون مدينة بنغازي ملاذاً له».
وشدد البيان على أن السرايا لن تسمح بعمليات التشفي والانتقام داخل مدينة بنغازي، متعهدة بالوقوف ضد من يدعو إلى تلك الأعمال.
وأكد البيان على أن أفراد سرايا الدفاع عن بنغازي من أبناء إقليم برقة مشددين على وحدة ليبيا، مشيرين إلى أنهم لن يتدخلوا في فرض النظام الإداري أو الإقليمي الداخلي.
وكانت «سرايا الدفاع عن بنغازي» قد سيطرت على راس لانوف والسدرة بالهلال النفطي، في الثالث من مارس الحالي بعد هجوم شنته على قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
وتشهد ليبيا اضطرابات وانفلاتاً أمنياً منذ الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011، إضافة إلى تنازع ثلاث حكومات على إدارتها؛ وهي حكومة الإنقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته، والحكومة المؤقتة، المنبثقة عن مجلس النواب، وحكومة الوفاق الوطني التابعة للمجلس الرئاسي المدعومة من الأمم المتحدة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».