قال ملتقى إسلامي دولي في القاهرة، أمس، إن خطر الإرهاب لا يقف على بلد أو دين بعينه، بلا يمتد إلى العالم أجمع، داعياً إلى تضافر جهود جميع المؤسسات على مستوى كل دولة، وتكاملها على المستوى الدولي لتخليص الإنسانية جمعاء من شرور الإرهاب الغاشم، فضلاً عن ترسخ أسس المواطنة المتكافئة من جهة، وفقه التعايش السلمي والعيش الإنساني المشترك من جهة أخرى.
وانطلقت أمس بأحد فنادق القاهرة فعاليات المؤتمر الـ27 للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف المصرية بعنوان «دور القادة وصانعي القرار في نشر ثقافة السلام ومواجهة الإرهاب والتحديات»، برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة أكثر من 30 وزيراً ومفتياً.
بينما قال مصدر مسؤول في الأوقاف إن «الوزارة رفضت توجيه الدعوة لتركيا وإيران بسبب مواقفهما مع مصر»، مضيفاً أنه «شارك في جلسات المؤتمر العلمية نحو 100 مشارك، بين وزراء ومفتين ونواب وزراء وممثلي جاليات وعلماء ومفكرين وقادة من مختلف المجالات، لبحث 5 محاور تتمركز حول سبل التصدي للإرهاب والتطرف الفكري ودور القادة السياسيين والبرلمانيين والإعلاميين والدينيين في نشر السلام بين الشعوب وفى مواجهة الإرهاب، وكذا دور كل من المنظمات الدولية في نشر ثقافة السلام، ودور الأحزاب السياسية في تثقيف الشباب وتوعيتهم لمواجهة التحديات وإصدار وثيقة من القاهرة لنشر السلام ودحر الإرهاب».
من جانبه، قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، في كلمته نيابة عن رئيس الحكومة المصرية شريف إسماعيل، إن «خطر الإرهاب لم يعد قاصراً على منطقة جغرافية أو مناطق بعينها دون الأخرى، بل صار عابراً للحدود والقارات، سواء من خلال تنفيذ العمليات الإجرامية، أو من حيث بث سمومه الفكرية عبر وسائل التواصل الحديثة والعصرية، التي لا تحدها حدود مكانية أو تستوقفها منصات الصواريخ أو مصداتها أو قببها الفولاذية.
وأضاف في كلمته بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر أمس، أن جميع الأديان والأعراف تحترم حق الإنسان في الحياة الكريمة، دون تفرقة على أساس الدين أو اللون أو الجنس أو العرق، وأن الدول التي آمنت بالتنوع وأرست أسس المواطنة المتكافئة في الحقوق والواجبات هي أكثر الدول استقراراً وتقدماً وتحقيقاً للتنمية، لافتاً إلى أن الدول التي وقعت في براثن الصراعات المذهبية أو الطائفية أو العرقية هي أكثر الدول تمزقاً وتشتتاً، مشيراً إلى أن التصدع الذي يحدث في دولة ما يلقي بظلاله على محيطها ومنطقتها، وكثيراً ما يتجاوز هذا المحيط الإقليمي إلى تداعيات دولية، مما يتطلب منا جميعاً العمل لصالح الإنسان والإنسانية واعتماد التواصل الإنساني والحضاري بديلاً للصراع والإقصاء والرفض.
المشاركون في المؤتمر الدولي قالوا إنه «إذا لم تتوحد جهود المجتمع الدولي للتصدي لوباء الإرهاب اللعين... فلن يكف هؤلاء الذين يفسدون في الأرض عن جرائمهم البشعة».
فيما دعا الدكتور شوقي علام مفتي مصر، جميع المؤسسات إلى العمل للتصدي لتلك الأفكار المتشددة، مشيداً بعنوان المؤتمر ومحاوره، نظراً لما يمر به العالم من هجمة شرسة تقوم به مجموعة من المتطرفين، وأصحاب الأفكار المارقة والدعوات الهدامة والفتاوى الشاذة التي لا تصمد أمام المنهج العلمي السليم، مشيراً إلى أننا في حاجة إلى إرساء حياة كريمة تقوم على الرحمة والتسامح، فهذا صلب رسالة الإسلام وغايته السامية، ونشر ثقافة السلام، مؤكداً أنها مسؤولية مشتركة لأجل التقدم والرخاء، مما يقتضي تحمل كل مؤسسة دينية مسؤوليتها في مواجهة التحديات دون تكاسل أو تراخٍ، لإبراز الصورة الحقيقية للإسلام.
من جانبه، قال الشيخ عبد اللطيف دريان مفتي لبنان، ممثلاً عن الوفود المشاركة في المؤتمر، إن «المؤتمرات المتتالية لمواجهة الإرهاب والتشدد وتصحيح مفاهيم الدين، وتعزيز مفهوم المواطنة داخل مجتمعاتنا العربية والإسلامية، تضعنا على الطريق السليم، فأوطاننا في خطر وأدياننا في خطر، والأمر يستدعي أن نخرج جميعاً من إطار النظريات إلى المقررات والتوصيات ووضعها موضع التنفيذ على أرض الواقع، ومجتمعاتنا لم تعد أحادية العيش، فأكثر دول العالم أصبحت مجتمعاتها متعددة ومتنوعة».
وأشار مفتي لبنان إلى أن المسيحيين هم أصدقاء الدعوة الإسلامية، ونحن منفتحون، وهذه رسالة الأزهر وجميع المؤسسات الدينية في مصر منفتحة على الجميع على مختلف التيارات والجماعات، لأن دورنا نُجمع، فديننا دين لكل العالمين ومن أجل ذلك أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نُبلغ عنه ولو آية.
بينما قال الدكتور توفيق السديري نائب وزير الشؤون الإسلامية في المملكة العربية السعودية، إن القادة وصناع القرار في كل مكان بالعالم لهم الدور الأكبر في نشر ثقافة السلام، وترسيخ الوسطية والاعتدال، فأصحاب القيادة الدينية لهم دور كبير في نشر ثقافة السلام وتحقيق السلم الاجتماعي وفي هذا العصر بالأخص، لأن الإرهاب والعنف تلبس بالدين مع الأسف، لذلك كان على المؤسسات الدينية أن يكون لها أثر كبير في تحقيق هذا السلم والسلام الاجتماعي، فالخطاب الديني في العصور المتأخرة تم اختطافه من أصحاب التفسيرات المصلحية والنفعية وأنصاف المتعلمين.
وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية من أوائل الدول التي اكتوت بنار الإرهاب عبر سنين طويلة، وكانت لها تجربة في المملكة لمحاربة الإرهاب والفكر الذي انطلق منه، وجرى إنشاء مراكز لمكافحة الإرهاب.
في السياق ذاته، قال محمود الشريف وكيل مجلس النواب المصري (البرلمان) ونقيب الأشراف في مصر، إن الإرهاب ليست له علاقة بالإسلام، ومن يفعل ذلك يرتكب أكبر الذنوب، ونحتاج إلى نشر ثقافة السلام، فديننا دين السلام والإنسانية كلها تحتاج إلى السلام.
مُلتقى إسلامي بالقاهرة: خطر الإرهاب لا يقف على بلد أو دين
بمُشاركة أكثر من 30 وزيراً ومفتياً... و«الأوقاف» رفضت توجيه الدعوة لإيران
مُلتقى إسلامي بالقاهرة: خطر الإرهاب لا يقف على بلد أو دين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة