مع اقتراب موعد إحياء الذكرى الأولى لتفجيرات بروكسل في 22 مارس (آذار)، جرى الكشف عن بعض المعلومات التي تتعلق بتخطيط وتنفيذ تلك الهجمات، فقبل ساعات من تفجيرات بروكسل في مارس من العام الماضي، أرسل منفذو الهجمات رسالة صوتية عبر الإنترنت إلى زعيمهم في مدينة الرقة السورية، وقالوا فيها إنهم أعدوا مائة كيلوغرام من المواد المتفجرة «تي اي تي بي» وسيتم التنفيذ في المطار ومحطة للمترو.
هذه المعلومات كانت في الحاسوب الذي عثرت عليه الشرطة في صندوق القمامة بعد أيام قليلة من التفجيرات وبالقرب من السكن الذي كان يقيم فيه الأشخاص الثلاثة الذي شاركوا في تفجير المطار وكان السكن في حي شخاربيك ببروكسل.
وقالت صحيفة «ستاندرد» البلجيكية اليومية أمس، إنها استطاعت أن تطلع على تفاصيل محتوى الحاسوب ومنها الرسالة التي بعث بها منفذو التفجيرات إلى الأمير في الرقة وأيضا رسالة تظهر تبني «داعش» للتفجيرات كان قد كتبها نجيم العشراوي ومن معه وأرسلها قرب الساعة العاشرة مساء يوم 21 مارس من العام الماضي ولكن «داعش» أصدر بيانا آخر من الرقة تبنى فيه التفجيرات. وعن تفاصيل البيان الذي كتبه العشراوي ومن معه قالت «ستاندرد» إن البيان جاء فيه «إلى الحكومة البلجيكية: أنتم الآن تحصون عدد القتلى وذلك رغم الملايين التي أنفقتموها لتأمين البلاد بعدد كبير من رجال الأمن ضمن الذين يعملون في ملف هجمات باريس في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015». مختتما بالقول: «إن هذا الهجوم هو نتيجة مباشرة للسياسة الخارجية التي تتبعونها ضد الدول الإسلامية».
يأتي ذلك فيما أفادت وسائل إعلام بلجيكية بأن شخصا يدعى أحمد الخالد قد لعب دورا رئيسا في تصنيع المتفجرات التي استخدمت في الهجمات التي عرفتها باريس في نوفمبر 2015 وأيضا في بروكسل مارس الماضي، وقالت صحيفتا «لادرنيير ايور» و«لاليبر بلجيكا» إن المحققين عثروا على أثر لبصماته في الحزام الناسف الذي فجره إبراهيم عبد السلام في مقهى خلال هجمات باريس، وأيضا في حزام آخر لم ينفجر منسوب إلى صلاح عبد السلام الناجي الوحيد من بين منفذي هجمات العاصمة الفرنسية، والذي اعتقلته السلطات البلجيكية قبل أيام قليلة من تفجيرات بروكسل العام الماضي. وأفادت المصادر نفسها بأن اسمه كريم السويدي الجنسية من أصل سوري، والذي يواجه اتهامات في ملف هجمات بروكسل، كان قد أبلغ رجال التحقيق عن دور وهوية أحمد الخالد الحقيقية.
ويأتي ذلك بعد أن ذكرت صحيفة «لو موند» الفرنسية، استنادا إلى مصادر أمنية، أن التحقيقات الجارية مكنت السلطات من تحديد هوية مهندس المفخخات التي استخدمت في الاعتداءات على باريس وبروكسل، وهو أحمد الخالد. وأوضحت الصحيفة أن أحمد الخالد غادر أوروبا مباشرة فور اعتداءات باريس، وقد يكون وصل إلى سوريا في 16 نوفمبر 2016، أي بعد ثلاثة أيام عن تنفيذ العمليات الإرهابية، مشيرة إلى أنه قد يكون الوحيد أو ضمن أقلية من المتشبه فيهم، الذين لم تتمكن أجهزة الأمن بعد من الوصول إليهم واعتقالهم.
ويحمل أحمد هوية سورية، وهو من مواليد 1 يناير (كانون الثاني) 1992 في حلب، واستخدم أيضا هويات مزورة باسم ياسين نوري من مواليد 18 أغسطس (آب) 1993 في بروكسل، وكذلك باسم محمد نوار محمد الخالد المولود في 21 يوليو (تموز) 1992 في بغداد. وأحمد الخالد هو واحد من العناصر الذين دسهم تنظيم داعش في أمواج اللاجئين في خريف عام 2015، والذين شقوا طرقات البلقان إلى أوروبا، من أجل ارتكاب عمليات إرهابية.
ويعتبر أحمد الخالد هو الشخص الثالث على الأقل الذي يرتبط بشكل أو بآخر بتفجيرات باريس وبروكسل وينحدر من أصل سوري فإلى جانب أحمد وأسامة كريمي كانت بلجيكا طلب الشهر الماضي من تركيا تسليمها شخصا يدعى خالد خطاب (26 عاما)، اعتقلته السلطات الأمنية التركية قبل أسابيع على خلفية ملف ذي صلة بالإرهاب، وقال إيريك فاندير سبت، المتحدث باسم مكتب التحقيقات البلجيكي، إن بروكسل طلبت من انقره تسليمها هذا الشخص ولكن الفرص ضعيفة في إمكانية وصوله إلى بلجيكا خلال فترة قريبة، نظرا لأن السلطات التركية تجري تحقيقا معه على خلفية تورطه في أنشطة إرهابية. ولم يستبعد الإعلام البلجيكي أن الشاب السوري الأصل الذي يحمل الجنسية البلجيكية أيضا، قد اعتقلته السلطات التركية أثناء محاولته الدخول إلى سوريا من جديد، للانضمام إلى صفوف «داعش».
الكشف عن تفاصيل جديدة مرتبطة بتخطيط وتنفيذ هجمات بروكسل
الكشف عن تفاصيل جديدة مرتبطة بتخطيط وتنفيذ هجمات بروكسل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة