عززت الولايات المتحدة الأميركية قوتها العسكرية في سوريا بـ400 جندي أميركي جديد، وأسلحة جديدة، تطبيقا لخطة طرد «داعش» من معقله في الرقة، في وقت قال فيه تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» المدعوم من واشنطن أمس، إنه أبلغ مسؤولين أميركيين بأنه لا يمكن أن يكون لتركيا دور في الحملة لاستعادة مدينة الرقة من قبضة التنظيم.
ويأتي الإعلان الأميركي بعد نحو شهر على توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمرا تنفيذيا يمنح الجيش مهلة 30 يوما لوضع استراتيجية جديدة «لهزيمة» تنظيم داعش، من بينها رفد القوات الأميركية المقاتلة في سوريا بأسلحة جديدة وعتاد نوعي، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام أميركية الشهر الماضي.
وأعلن التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، أمس، أن وحدة مدفعية تابعة لمشاة البحرية الأميركية نشرت في سوريا في الأيام القليلة الماضية لمساعدة القوات المحلية على هزيمة تنظيم داعش في مدينة الرقة، وأن حملة عزل المدينة مستمرة «بشكل جيد جدا». وقال المتحدث باسم التحالف، الكولونيل جون دوريان، وهو من سلاح الجو الأميركي، إن «القوات الأميركية عززت انتشارها في سوريا بـ400 جندي إضافي، في الإجمال وسيكونون هناك لفترة مؤقتة»، مضيفا أنهم سينضمون إلى 500 جندي أميركي ينتشرون بالفعل في سوريا. لكنه أوضح أن القوات الإضافية لن يكون لها دور في الخطوط الأمامية، وستعمل مع شركاء محليين في سوريا، في إشارة إلى «قوات سوريا الديمقراطية» والتحالف العربي السوري.
و«قوات سوريا الديمقراطية» هي الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في الحرب على تنظيم داعش في سوريا. ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) تعمل القوات مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على تطويق الرقة. وقطعت «قوات سوريا الديمقراطية» هذا الأسبوع الطريق بين الرقة ومعقل التنظيم في محافظة دير الزور، وهو آخر طريق رئيسي خارج من المدينة.
وقال دوريان إن الجهود المبذولة لعزل الرقة «تسير بشكل جيد للغاية»، ويمكن أن تستكمل خلال بضعة أسابيع. وأضاف: «بعد ذلك يمكن اتخاذ قرار دخول» المدينة. وتابع أن القوات الإضافية تهدف إلى «توفير مزيد من المدفعية وتسريع هزيمة تنظيم داعش في الرقة». وأضاف: «كان لدينا بالفعل ما يمكنني وصفه بأنه حملة جوية لا هوادة فيها لتدمير قدرات العدو وقتل مقاتليه في المنطقة. وسنستمر في ذلك ونكثفه بهذه القدرات الجديدة».
وقال المتحدث باسم «قوات سوريا الديمقراطية»، طلال سلو، لـ«الشرق الأوسط»، إن التعزيزات الأميركية «هي ثمار خطة ترمب التي أعلن عنها الشهر الماضي لطرد (داعش)»، موضحا أن القوات الأميركية «عبرت معبر سيمالكا مع العراق فوق نهر دجلة، ودخلت مع العتاد إلى سوريا».
وأشار سلو إلى أن «العتاد الذي شاهدناه هو عبارة عن عربات مدرعة ومسطحة وعربات خاصة تستخدم ضد الألغام، بينما أعلن الأميركيون عن استقدام مدافع جديدة إلى المنطقة»، معتبرا أن هذا الدعم «من شأنه أن يقلب موازين القوى لعزل المدينة بأسرع وقت»، وأضاف: «كنا في السابق نشتكي من نقص الدعم. اليوم تغير الموضوع، وباتت السيطرة على الرقة قريبة».
وتسير الخطة الأميركيين وفق مستويين، الأول يتمثل في السيطرة على الرقة وطرد «داعش» منها، والثاني يتمثل في منع الاحتكاك بين القوات الكردية وقوات «درع الفرات» المدعومة من تركيا في منبج. وقال سلو إن الانتشار الأميركي في منبج «ضخم ويمتد من غرب منبج وصولا إلى الطرف الشمالي المحاذي لمناطق سيطرة (درع الفرات) في جرابلس على نهر الساجور»، في حين تنتشر قوات حرس الحدود التابعة للنظام المدعومة من روسيا جنوب غربي منبج على مسافة 10 كيلومترات.
بدوره، أكد دوريان أن مجموعات الجيش الأميركي ستقوم بمهمة مختلفة عن مهمة مشاة البحرية في عملية نشر للجنود معلن عنها من قبل قرب مدينة منبج «لطمأنة» تركيا المتحالفة مع الولايات المتحدة وشركاء الولايات المتحدة في سوريا، في إشارة إلى «قوات سوريا الديمقراطية».
إزاء ذلك، بات واضحا أن السيطرة على الرقة هي معركة محصورة بالولايات المتحدة وحلفائها السوريين، وسط استبعاد لأي دور محتمل لتركيا.
وقال دوريان إن الدور المحتمل لتركيا «ما زال موضع نقاش على مستوى قيادة الجيش وعلى المستوى الدبلوماسي». وتابع: «نقول دائما أننا منفتحون على دور لتركيا في تحرير الرقة، وسنواصل المشاورات للوصول إلى نتيجة منطقية أيا كانت».
لكن سلو، كان أكثر وضوحاً، إذ قال إن «الطرف التركي هو طرف محتل لا يمكن السماح له باحتلال مزيد من الأراضي السورية». وذكر أن التحالف سلم الرسالة إلى اجتماع مع السيناتور الأميركي جون ماكين ومسؤولين عسكريين في شمال سوريا الشهر الماضي. وأشار أيضا إلى أن القوات ستصل إلى مشارف الرقة في غضون أسابيع بعد أن قطعت آخر طريق رئيسي إلى المدينة هذا الأسبوع. وقال: «متوقعون خلال عدة أسابيع يكون فيه حصار للمدينة».
والى جانب استبعاد تركيا، فإن استبعاد النظام الذي يتجه من ريف حلب الشرقي شرقا باتجاه الريف الجنوبي للرقة، يبدو قائماً، كون «قوات سوريا الديمقراطية» والقوات الأميركية يقاتلون على ثلاث جبهات من الجهات الغربية والشمالية والشرقية للرقة، بينما لم يسجل أي تقدم من الجهة الجنوبية.
وأكد مصدر كردي مطلع لـ«الشرق الأوسط»، أن السيطرة على الرقة هي «معركة أميركية مع شركائها السوريين»، نافيا أن يكون قد حصل أي اتفاق مع روسيا حول تقدم النظام إلى الريف الجنوبي للرقة. وقال: «لم تُطرح هذه الفرضية بتاتا خلال الاجتماعات، ولم يتم التباحث فيها، وربما تكون خاضعة لخطط في مرحلة مقبلة بعد استعادة السيطرة على الرقة، كونها متصلة بالبادية السورية من جهة ريف حماه الشمالي الشرقي، ومعارك حمص وريف حلب الشرقي».
في غضون ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 23 مدنيا بينهم ثمانية أطفال أمس الخميس في غارات يرجح أن طائرات تابعة للتحالف الدولي بقيادة أميركية نفذتها على بلدة المطب في ريف الرقة الشمالي.
واستهدفت الغارات بعد منتصف ليل الأربعاء - الخميس، البلدة الواقعة قرب طريق استراتيجي يربط الرقة (شمال)، معقل تنظيم داعش في سوريا، بمدينة دير الزور (شرق) مركز المحافظة المجاورة الغنية بالنفط.
معركة الرقة حكر على التحالف... وواشنطن تعزز وجودها بـ400 جندي
انضمام وحدة مدفعية تابعة لمشاة البحرية إلى القوات الأميركية في سوريا تمهيداً للسيطرة على المدينة
معركة الرقة حكر على التحالف... وواشنطن تعزز وجودها بـ400 جندي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة