منافسة بين 80 حزباً في الانتخابات العراقية

المفوضية تفتتح مكتباً لها في ساحل الموصل الأيمن قريباً

منافسة بين 80 حزباً في الانتخابات العراقية
TT

منافسة بين 80 حزباً في الانتخابات العراقية

منافسة بين 80 حزباً في الانتخابات العراقية

خلافا لتوقعات كثيرين بشأن انحسار عدد الأحزاب والكيانات مع مرور الوقت واستقرار الأوضاع السياسية والابتعاد عن لحظة الإطاحة بحكم الرئيس الراحل صدام حسين عام 2003، تشير أرقام الأحزاب المسجلة التي تعلنها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات إلى زيادة كبيرة في عددها، مخالفة بذلك أغلب التوقعات.
حيث بلغ إجمالي الأحزاب المعتمدة رسميا في أوراق المفوضية والتي تنتظر إكمال تسجيلها نحو 80 حزبا، ويتوقع وصول الرقم إلى أكثر من ذلك. ويقول عضو مجلس المفوضين مقداد الشريفي، إن المفوضية ماضية في «متابعة الإجراءات الجديدة التي اعتمدتها مفوضية الانتخابات في تسجيل الأحزاب استنادا إلى قانون الأحزاب». وكشف الشريفي لـ«الشرق الأوسط» عن إعطاء مفوضية الانتخابات 12 حزبا إجازة تأسيس إلى جانب أكثر من 60 حزبا سياسيا قيد الإجراءات الشكلية والقانونية لإصدار إجازات التأسيس المتطابقة مع شروط قانون الأحزاب، مؤكدا أن «الانتخابات العامة تجرى في موعدها الدستوري مطلع العام المقبل، وهذا قرار يحدده رئيس الجمهورية». وكان مجلس الوزراء حدد تاريخ 16 سبتمبر (أيلول) المقبل موعدا لإجراء الانتخابات المحلية، فيما تجرى الانتخابات العامة مطلع عام 2018.
وبشأن المحافظات التي تشهد عدم استقرار وأعمالا حربية، ذكر الشريفي، أن قرار إجراء الانتخابات في المناطق الساخنة «تحدده اللجنة الأمنية العليا التي شكلها القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي ومفوضية الانتخابات عضوا فيها، وتعطي اللجنة تقييمها للوضع الأمني والمفوضية تتخذ قرار إجراء الانتخابات»، كاشفا عن أن «المفوضية العليا للانتخابات ستفتح قريبا مكتبا لها في الساحل الأيمن لمدينة الموصل». وعلق الشريفي على المطالبات الصدرية بشأن تغيير قانون ومجلس المفوضين قائلا: «بغض النظر عن الجهة التي تدعو لتغيير المفوضية وأعضائها، هناك أطر قانونية تتبع لإجراء التغيير وستلتزم بها».
في غضون ذلك، أعلن النائب عن كتلة الأحرار محمد هوري أمس، أن مجلس النواب حدد يوم 16 من الشهر الجاري موعدا لاستجواب مفوضية الانتخابات. إلى ذلك، تستمر عملية الإعلان عن تشكيل أحزاب سياسية تماشيا مع قانون الانتخابات المقر، وبعد أن أعلنت حركة الوفاق بزعامة نائب الرئيس إياد علاوي عن تحولها إلى حزب سياسي مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي، عقدت شخصيات سياسية أغلبها من محافظة صلاح الدين مؤتمرا صحافيا أول من أمس، أعلنت فيها تأسيس حزب «اتحاد القوى الوطنية».
وبرغم تشديد قانون الأحزاب على عدم جواز «تأسيس الحزب أو التنظيم السياسي على أساس العنصرية أو الإرهاب أو التكفير أو التعصب الطائفي أو العرقي أو القومي»، إلا أن أغلب الأحزاب الموجودة، سواء العربية أو الكردية تستند في عضوية أفرادها على أسس قومية أو طائفية أو دينية. ويقول بيان حزب «اتحاد القوى الوطنية»، الذي قرأه النائب محمد الحلبوسي: «لقد قرر أبناؤكم أن يترجموا جهدهم السياسي والخدمي إلى عمل مشروع سياسي عروبي». ويخاطب البيان من وصفهم بـ«أهلنا وأعمامنا وعشائرنا» بأن الحزب سيمثل «صوتهم الهادر للمطالبة بحقوقهم الدستورية».
وبرغم مخاطبته لجميع العراقيين، فإن الحزب الجديد ومن منطلق انحدار أعضاءه من محافظات صلاح الدين وكركوك والأنبار يشدد في بيانه على العمل من أجل «العمل على إعادة الحياة للمناطق التي عانت من الإهمال والإرهاب». وأكد بيان الحزب أنه يتأسس من «منطلق وطني خالص بعيدا عن النفس الطائفي والديني ليستوعب جميع العراقيين بكل مكوناتهم وشرائحهم وتوجهاتهم، وفق أسس قانونية ووطنية، لأجل بناء دولة المواطنة المدنية، وتعيد العراق لمكانته المرموقة بين دول العراق، ولهويته العربية الأصيلة التي تحترم التنوع».
من جانبه، اعتبر النائب عن محافظة صلاح الدين شعلان الكريم أثناء المؤتمر الصحافي الذي عقده حزب «اتحاد القوى الوطنية»، أن الحزب عبارة عن «مشروع سياسي انبثق من رحم المناطق التي عانت من الإرهاب والتدخلات الخارجية». ويلاحظ من خلال لغة البيان وما أدلى به مجموعة من المتحدثين، أن تشكيل الحزب يأتي في موازاة توجهات سياسية أخرى تسعى للتعاون والتنسيق مع دول الإقليم والعالم المختلفة، حيث يشدد شعلان الكريم على «الرفض القاطع لفرض الإرادة الخارجية على أبناء الشعب العراقي ورفض مشاريع التقسيم»، وذلك ما يؤكده عضو الحزب الآخر النائب والوزير السابق عن محافظة كركوك محمد تميم، إذ قال أثناء المؤتمر: «هذا الحزب مشروع سياسي وطني كبير ينطلق نحو تشكيل جبهة عراقية عريضة تؤمن بالحل العراقي ولا علاقة لها بأي مشروع خارجي». يشار إلى أن مجلس النواب العراقي صوت على قانون الأحزاب في 27 أغسطس (آب) 2015، واشترط ألا يقل أعضاء الحزب عن ألفي شخص، و500 شخص لأحزاب الأقليات، وصادقت عليه رئاسة الجمهورية وتم العمل به من قبل مفوضية الانتخابات المستقلة.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.