أزمة «أوديبريشت» للإنشاءات البرازيلية تلقي بظلالها على أميركا اللاتينية

أزمة «أوديبريشت» للإنشاءات البرازيلية تلقي بظلالها على أميركا اللاتينية
TT

أزمة «أوديبريشت» للإنشاءات البرازيلية تلقي بظلالها على أميركا اللاتينية

أزمة «أوديبريشت» للإنشاءات البرازيلية تلقي بظلالها على أميركا اللاتينية

لا تزال الفضيحة، التي تورطت فيها شركة البناء البرازيلية العملاقة «أوديبريشت»، تؤثر على حكومات دول أميركا اللاتينية، حيث تورطت شخصيات بارزة في قطاعات الحكومة والصناعة في 12 دولة على الأقل في قضية الفساد المزعومة التي تم خلالها دفع رشى مقابل إبرام عقود مربحة. ولا تزال تتردد أصداء الفضيحة في ظل ظهور مزيد من الاتهامات على السطح.
وتعتقد وزارة العدل الأميركية أن شركة «أوديبريشت» قد دفعت نحو 788 مليون دولار أميركي في إطار عمليات مشبوهة متعلقة بمئات المشروعات في تلك الدول. ففي البرازيل تواجه الشركة اتهاماً بدفع رشى لنحو مائتي سياسي برازيلي على الأقل، وبعضهم من المقربين للرئيس الحالي ميشال تامر.
أما في كولومبيا فقد تم مؤخراً اتهام الحملة الانتخابية لخوان مانويل سانتوس، الرئيس الحالي، بقبول تبرعات خلال عام 2014 قيمتها مليون دولار من الشركة البرازيلية. ودعا سانتوس عبر موقع «تويتر» إلى فتح تحقيق في هذه الاتهامات التي وجهها له حلفاء لخصومه السياسيين. كذلك تورط سياسيون كولومبيون إبّان فترة حكم الرئيس السابق ألبارو أوريبي في فضيحة «أوديبريشت». وألقت هذه الفضيحة بظلالها على دولة أخرى هي بيرو؛ حيث تم اتهام أليخاندرو توليدو، الرئيس السابق للبلاد، الذي تولى المنصب خلال الفترة من 2001 وحتى 2006 بقبول أموال من شركة البناء مقابل منحها عقداً مربحاً. كانت الاتهامات خطيرة إلى حد جعل دولة بيرو المطالبة بتسليم الرئيس السابق المقيم في منزله في الولايات المتحدة الأميركية من أجل الإجابة عن أسئلة المحققين، رغم أنه من المعروف أن الرئيس الحالي بيدرو بابلو كوتشينسكي لم يطلب تحديداً مساعدة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في هذا الأمر خلال اجتماعهما الأخير في البيت الأبيض. ويخضع للتحقيق أيضاً رئيس سابق لبيرو هو أويانتا هومالا، الذي تولى منصب الرئاسة منذ عام 2011 وحتى عام 2016.
أما في الأرجنتين فتحقق السلطات في ثمانية عقود خاصة بشركة «أوديبريشت» بعد اعتراف مسؤولين لدى الشركة، يخضعون لتحقيق في الولايات المتحدة الأميركية، بأن الشركة قد دفعت لمسؤولين في الحكومة أموالا لمساعدتها في الحصول على تسهيلات هناك. ويأمل الرئيس ماوريسيو ماكري، المقبل على انتخابات برلمانية خلال العام الحالي، أن تتضاءل أي فضيحة فساد مما يسمح له بتحسين وضعه في البرلمان. وجاء ذكر فضائح الشركة كذلك في وثائق بنما، حيث تم اتهام الرئيس خوان كارلوس فاريلا، بقبول تبرعات لحملته الانتخابية خلال عام 2014؛ لكنه نفى هذه الاتهامات.
وفي غواتيمالا، تلك الدولة الصغيرة التي تقع في قلب أميركا اللاتينية، تحوم الشبهات حول بعض السياسيين المتورطين كذلك لتسهيل عمل الشركة مقابل مكافآت مالية. وكانت اعترفت الشركة منذ أيام وتزامنا مع توقيع اتفاق السلام الكولومبي أنها دفعت أيضا أموالا للحركات المسلحة مثل حركة «فارك» وذلك لتسهيل عمل الشركة في الأماكن النائية.
أما عن الشركة نفسها فلا تزال تمارس عملها في البرازيل، إلا أن محكمة برازيلية قضت على مارشيلو أوديبريشت، الرئيس التنفيذي السابق لها، بالسجن لمدة تسعة عشر عاماً بسبب دفع رشى قدرت بنحو 30 مليون دولار لمسؤولين في شركة النفط «بتروبراس» التابعة للدولة على مدى عدة سنوات. وهزّت فضيحة «بتروبراس» البرازيل، وأثارت الشكوك في مستقبل هذه الشركة الحكومية الضخمة.
الجدير بالذكر أن شركة «أوديبريشت» أعلنت أنها سوف تواصل التعاون مع جهات التحقيق، وصرحت بأنها وقعت بالفعل على عقود مع هيئات حكومية في البرازيل، والولايات المتحدة، وسويسرا». وقد لا يعلم أحد مدى هذه الفضيحة لكن المؤكد أنها قد تسفر عن رفض الناخبين في أميركا اللاتينية التسامح مع الفساد في عالم السياسة.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».