الحكم السعودي المُعتدى عليه: أكثر من 5 لاعبين من النهضة تناوبوا على ضربي بقسوة

عمر الشهري أكد لـ «الشرق الأوسط» أنه يفكر في مستقبله التحكيمي... وينتظر تطبيق «الشرع» ضد المعتدين

الحكم السعودي الشهري خلال تعرضه لحادثة الاعتداء من أحد لاعبي فريق النهضة (تصوير: عيسى الدبيسي)  -  الحكم الشاب ملقى على الأرض بعد سقوطه من جراء الضرب المبرح (تصوير: عيسى الدبيسي)
الحكم السعودي الشهري خلال تعرضه لحادثة الاعتداء من أحد لاعبي فريق النهضة (تصوير: عيسى الدبيسي) - الحكم الشاب ملقى على الأرض بعد سقوطه من جراء الضرب المبرح (تصوير: عيسى الدبيسي)
TT

الحكم السعودي المُعتدى عليه: أكثر من 5 لاعبين من النهضة تناوبوا على ضربي بقسوة

الحكم السعودي الشهري خلال تعرضه لحادثة الاعتداء من أحد لاعبي فريق النهضة (تصوير: عيسى الدبيسي)  -  الحكم الشاب ملقى على الأرض بعد سقوطه من جراء الضرب المبرح (تصوير: عيسى الدبيسي)
الحكم السعودي الشهري خلال تعرضه لحادثة الاعتداء من أحد لاعبي فريق النهضة (تصوير: عيسى الدبيسي) - الحكم الشاب ملقى على الأرض بعد سقوطه من جراء الضرب المبرح (تصوير: عيسى الدبيسي)

كشف الحكم السعودي الشاب عمر الشهري «24 عاما» تفاصيل الأحداث التي حصلت بعد نهاية مباراة النهضة والحزم ضمن تصفيات بطولة المملكة المؤهلة للدوري الممتاز لكرة القدم لدرجة الشباب التي تعرض فيها للضرب المبرح من عدد من لاعبي النهضة المستضيف لهذه المباراة بعد خروج فريقهم خاسرا.
وبين الشهري في حوار خاص وحصري لـ«الشرق الأوسط» أن هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها للضرب المتعمد والمبرح في مشواره التحكيمي الذي يمتد لأربع سنوات، نافيا أن يكون قد تعرض قبل شهر للضرب المتعمد أثناء قيادته لمواجهة الأهلي والاتحاد ضمن مباريات الدوري الممتاز، وأن ما حصل له في تلك المباراة كانت ضربة عرضية وليس كما حصل في المباراة الأخيرة.
ووسط هذه الأحداث أصدرت إدارة نادي النهضة أمس بيانا عن الأحداث المؤسفة التي شهدتها مباراة فريق كرة القدم لدرجة الشباب مع الحزم ضمن التصفيات المؤهلة للدوري الممتاز للشباب أعلنت فيه استنكارها لما حدث ورفضها ذلك جملة وتفصيلا، مؤكدة أنها اتخذت قرارا بإيقاف اللاعبين المعتدين 6 أشهر مقبلة وعدم مشاركتهم في أي نشاط رياضي خلال الفترة المذكورة عقابا لهم.
وقدمت إدارة النهضة اعتذارا للحكم السعودي عمر الشهري وللجنة الحكام ولاتحاد الكرة وأعربت عن ثقتها الكاملة في الحكام السعوديين.
تفاصيل كثيرة كشفها الشهري لـ«الشرق الأوسط» فكان الحوار التالي:
* بداية نحمد الله على سلامتك صف لنا ما حصل بعد نهاية مباراة النهضة والحزم حيث تعرضت للضرب المبرح بعد إطلاقك صافرة نهاية المباراة؟
- الذي حصل تحديدا أنه بعد أن أطلقت صافرة النهاية، ووقفت بجانب زملائي فاجأني عدد من اللاعبين بعضهم جاء من الأمام وبعضهم من خلف ظهري وتناوبوا بالاعتداء الجسدي بالضرب علي، وحينما حاولت الهروب منهم طاردوني ومارسوا بحقي أبشع أنواع التصرفات من ضرب وركل، حتى تدخل بعض الموجودين في الملعب، وكذلك من في المدرجات من المشجعين وأبعدوني عنهم، وساعدوني في التوجه لغرفة الحكام.
* هل تعرضت فعلا للإيذاء الجسدي الذي لا تزال آثاره موجودة؟ وهل قمت بتقديم شكوى لشرطة المنطقة الشرقية بعد الحادثة مباشرة ضد اللاعبين المعتدين؟
- نعم لا تزال هناك آثار للضرب على صدري وعدة أجزاء من جسمي، حيث كان الركل والضرب قاسيا من لاعبين يرتدون أحذية قوية، وأعتقد أن عدد المعتدين لا يقل عن 5 لاعبين وهناك إداري ساندهم في الاعتداء.
أما موضوع الشكوى للشرطة، فبكل تأكيد قدمت شكوى لشرطة الدمام قبل العودة إلى عسير، حيث أسكن مع أسرتي، كما دونت الأحداث وأرسلتها للجنة الحكام بالاتحاد السعودي لكرة القدم لتقوم بإرسالها للجنة الانضباط.
* لماذا وافقت على إطلاق صافرة بداية المباراة دون وجود رجال أمن في الملعب؟
- لم أبدأ المباراة إلا بوجود رجال أمن، ولكن الذي أبلغت به من الحكم الرابع أن أحد رجال الأمن قام بإبلاغه أنه يود التحدث مع صديق له على عجل وسيعود لكن انتهت المباراة وللأسف لم أر أحدا حينها.
* ما صحة الأحاديث عن أن هذا الاعتداء هو الثاني لك في فترة لا تزيد عن شهر حيث إن هناك اعتداء حصل لك في مباراة الأهلي والاتحاد لدرجة الشباب كما يتم تداول ذلك على نطاق واسع؟
- غير صحيح، هذا الاعتداء الذي تعرضت له في مباراة النهضة هو الأول، في مباراة الأهلي والاتحاد كانت هناك ضربة عفوية تعرضت لها، حينما حاولت تفريق اللاعبين عن بعضهم في إحدى محاولات الاشتباك بين بعض لاعبي الفريقين، أما ما تعرضت له في مباراة النهضة فقد كان ضربا وركلا متعمدا، وهي المرة الأولى التي أتعرض لهذا الظرف السيئ في مشواري التحكيمي الممتد لأربع سنوات تقريبا.
* بعد هذه الحادثة المؤسفة هل تنوي اعتزال التحكيم أو هل لديك ضغوط من والديك أو أسرتك للقيام بهذه الخطوة؟
- لم أحدد الخطوة التي سأقوم بها، لكن حلمي كان كبيرا بأن أصل لأعلى المستويات في السلك التحكيمي، خصوصا أنني شبه متفرغ للتحكيم كوني خريجا جامعيا من جامعة بيشة في قسم نظم المعلومات، وما زلت عاطلا عن العمل، وهناك أحاديث من قبل الاتحاد الحالي أنه سيكون هناك مجال لاحتراف التحكيم، وقد أكون من المهيئين لذلك، لكن أعود للقول إنني بصراحة لم أحدد خياري إلى الآن.
أما فيما يخص ضغط الوالدين أو الأصدقاء لاعتزال التحكيم فلم يحصل للآن، ولكن هناك نجوم في التحكيم تعرضوا لظروف مشابهة لما حصل لي ولم يتوقفوا، ولا أريد أن أذكر أمثالا، ولكن منهم حكام سعوديون وصلوا للعالمية ويضرب بهم المثل في التألق والبروز في المجال التحكيمي رغم ما تعرضوا له في بداية مسيرتهم.
* أحد لاعبي النهضة قال إنك تحدثت بتعمد هزيمة فريقه بين شوطي المباراة... ما صحة ذلك؟
- أبدا هذا مستحيل... ليس منطقيا أن أقول ذلك في ظل أن هناك مراقبين ومقيمين يتابعون أدائي أثناء المباراة، وليس لائقا أن أفعل ذلك خاصة أن طموحاتي كبيرة في عالم التحكيم، فضلا عن أن مبادئي وأخلاقياتي وديني تمنعني جميعا من قول ذلك.
* ما الذي دعاك لدخول مجال التحكيم أصلا وأنت تدرك أنها من أصعب الهوايات لمحبي كرة القدم؟
- الذي دعاني حبي وشغفي بهذا المجال، كنت أقود مباريات في ملاعب الأحياء في أبها وغيرها من محافظات عسير، ودخلت هذا المجال عن قناعة تامة، ولذا من الصعب أن أتخذ قرارا بشأن مستقبلي فيه وأنا في ساعة غضب أو أيام حرجة أمر بها.
* هل تحدثت معك لجنة الحكام بعد المباراة؟
- نعم تحدث معي رئيس اللجنة مرعي عواجي، وأكد وقوفه الشخصي ووقوف الاتحاد السعودي بالكامل معي في هذه القضية، ونحن في بلد قانون وسأحصل على حقي الشرعي والقانوني ممن اعتدى علي.
* هل هناك معاناة كبيرة في تحكيم مباريات دوري المناطق أو الفئات السنية؟
- بكل تأكيد هناك معاناة كبيرة نواجهها في دوري المناطق ولولا الرغبة الحقيقية من غالبية من في هذا المجال بأن يبدعوا ويحققوا مرادهم لبقيت الساحة السعودية بلا تحكيم جراء المصاعب، ولكن نشكر لجنة الحكام والاتحاد السعودي على وقفتهم معنا ومعي شخصيا كما ذكرت في هذه القضية.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».