قال رئيس مؤسسة الشهيد الإيرانية محمد علي شهيدي، أمس، إن عدد قتلى القوات الإيرانية تحت تسمية «مدافعي الأضرحة» بلغ 2100 قتيل، وذلك في أحدث إحصائية رسمية يذكرها مسؤول إيراني، خلال ست سنوات من التدخل العسكري بسوريا، بعدما رفض المجلس الأعلى الإيراني، أول من أمس، تقارير عن نيات لمنح الجنسية الإيرانية لذوي قتلى الميليشيات التابعة لإيران.
ولم يقدم شهيدي تفاصيل عن جنسية القتلى، وإذا ما كانت الإحصائية تنحصر في القتلى الإيرانيين، أو تضم الميليشيات المتعددة الجنسيات التي تلقَّت تدريبًا في الأراضي الإيرانية، قبل التوجه إلى ميادين المعركة. كما لم يُعرَف بعد عدد القوات الإيرانية الوافدة إلى سوريا والعراق، لكن الإعلان الحرس الثوري شبه اليومي، خصوصًا خلال العام الماضي، أثار شكوكاً حول المواقف الرسمية التي أعلنتها طهران.
وكان شهيدي يتحدث، أمس، في مؤتمر نظمته مؤسسة «الشهيد» الإيراني في طهران، وفق ما ذكرته وكالات أنباء محلية. وتُعدّ هذه أعلى إحصائية يعلنها مصدر مسؤول وسط غموض كبير يسود عدد القوات الإيرانية الوافدة إلى سوريا والعراق، ضمن ما تطلق عليها طهران، «قوات الدفاع عن الأضرحة»، وهي تسمية تحمل دلالات طائفية، رغم تأكيد رسمي إيراني أن القوات تشارك في سوريا بطلب رسمي من دمشق وبغداد، فإن قادة الحرس الثوري خلال السنوات الستّ الماضية ذكروا جملة من القضايا، من ضمنها الدفاع عن الحدود العقائدية للنظام، وتجلي الثورة الإيرانية، والتمهيد لحكومة المهدي المنتظر، فضلاً عن الدفاع عن المصالح القومية الإيرانية، عبر حرب تخوضها بالوكالة.
وأقامت قوات الحرس خلال السنوات الماضية عدداً كبيراً من المهرجانات لتكريم قتلاها بسوريا في مختلف المناطق الإيرانية.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قال في حوار نشرته وكالة «إيسنا» أول من أمس إن القرار حول سوريا يتخذ في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، خلال رده على سؤال، إذا ما كانت الخارجية الإيرانية تملك الصلاحيات لاتخاذ قرارات في المفاوضات الحالية بين فصائل المعارضة والنظام السورية.
وكانت آخر إحصائية وردت على لسان شهيدي حول عدد القتلى الإيرانيين تعود إلى نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، حيث ذكر أن عدد قتلى القوات التي تقاتل تحت لواء إيران في سوريا بلغ ألف قتيل.
تزامن ذلك مع تصريحات مستشار خامنئي العسكري، اللواء رحيم صفوي الذي قال إن عدد قتلى «حزب الله» في سوريا بلغ الآلاف، وإن عدد قتلاه يفوق الإيرانيين هناك، وأشار خلال خطابه في ذكرى همداني خلال نوفمبر إلى أن القوات التي تحارب تحت لواء الحرس الثوري الإيراني، قوامها 20 ألفاً من المقاتلين.
في الشهر ذاته كذلك أعلن قائد الأركان المسلحة محمد باقري جاهزية إيران لإرسال مئات آلاف من عناصر قوات الباسيج إلى سوريا، إن سمح المرشد الإيراني علي خامنئي بذلك.
ويسود غموض كبير عدد القوات الإيرانية في سوريا، كما تنشر طهران إحصائيات رسمية حول عدد القتلى والجرحى من الوافدين عبر الحرس الثوري الإيراني إلى المعركة السورية. كما أن السلطات الإيرانية لم تكشف بعد عن نفقات الحرب التي لحقت بها جراء إرسالها قوات إلى العراق وسوريا تحت لواء «المدافعين عن الأضرحة».
ويرعى الحرس الثوري الإيراني ميليشيات متعددة الجنسيات من أفغانستان وباكستان والعراق، وأطلقت إيران على وجود قواتها عدة أوصاف، من ضمنها تسمية «المستشارين العسكريين»، وهي ما وردت على لسان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وكبار المسؤولين الإيرانيين.
أول من أمس، اعتبر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ما تناقلته وسائل إعلام عن منح الجنسية لأقارب القتلى الأجانب ضمن صفوف القوات «المدافعة عن الأضرحة» بـ«غير الدقيق»، وقالت إنها لا تؤكد صحة تلك التقارير وفقاً لوكالة «إيسنا» الإيرانية. جاء ذلك ردًا على ما أعلنه مدير مؤسسة الشهيد في محافظة خراسان عابدين عابدي مقدم الذي أعلن في تصريح لوكالة «تنسيم» عن منح الجنسية الإيرانية لذوي القتلى الأجانب.
وكان البرلمان الإيراني أقرّ قانوناً، العام الماضي، يسمح للحكومة بمنح الجنسية الإيرانية لذوي القتلى الأجانب ممن قُتِلوا خلال مهام خارجية للقوات الإيرانية خلال حرب الخليج الأولى.
وكان حسين همداني أبرز قتلى الحرس الثوري حتى الآن في سوريا أول من أطلق وصف تسمية «مدافعي الأضرحة» على قوات الحرس الثوري في سوريا.
ويرفض الحرس الثوري أن يكون أرسل وحدات قتالية كاملة إلى سوريا، ويذكر أن عناصره «الاستشارية» من بين المتطوعين من قوات الباسيج والمتقاعدين في الحرس الثوري، وعلى خلاف ذلك أعلنت إيران خلال الفترة الماضية، مقتل كثير من عناصر القوات الخاصة في الحرس الثوري الإيراني، فضلاً عن قوات النخبة في الجيش.
وفي أغسطس (آب) الماضي، كشف رئيس منظمة «الشهيد» الإيرانية عن «ضم 400 أسرة من القتلى الإيرانيين والأفغان الذين قضوا في سوريا». وقال المسؤول الإيراني، آنذاك، إن العدد يشمل القتلى الذين تقدم «فيلق القدس» بطلب من أجل دعم أسرهم. وفي خلال تلك التصريحات كشف أن «فيلق القدس» بصدد تقديم لوائح أخرى من القتلى حتى تدخل لوائح المؤسسة المكلفة بدعم القتلى الذين يطلق عليهم النظام الإيراني صفة «الشهيد».
وخلال تلك التصريحات قال المسؤول الإيراني، إن مؤسسته تقدم الدعم المادي لأسر مائتين من قتلى فيلق «فاطميون».
وذكرت تقارير دولية استندت على شهادات من مقاتلي قوات «الفاطميون» أن إيران دربت أكثر من عشرين ألفاً من الشيعة الأفغان للانخراط في الميليشيات، وتتهم التقارير باستغلال إيران للوضع المادي للأفغان المقيمين في إيران البالغ عددهم ثلاثة ملايين، كما اتهم عدد من الفارين من ميليشيا «فاطميون» إلى دول أوروبية الحرس الثوري الإيراني بالتخلي عن وعوده، بمنحهم الإقامة الدائمة ووعود مادية أخرى.
كما ذكرت تقارير غير مؤكدة أن إيران دربت أكثر من ألفي باكستاني يقاتلون ضمن ميليشيا «زينبيون».
2100 قتيل في صفوف قوات إيران وميليشياتها في سوريا والعراق
المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ينفي منح الجنسية للقتلى الأجانب
2100 قتيل في صفوف قوات إيران وميليشياتها في سوريا والعراق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة