أنقرة تترك مصير قائد مقاتلة سورية غامضاً

العثور عليه حياً بعد قفزه منها أثناء سقوطها

قائد الطيارة الحربية التابعة للنظام السوري في صورة التقطت له عند العثور عليه فجر أمس في ولاية هاتاي التركية إثر وقوع طائرته قبلها بساعات
قائد الطيارة الحربية التابعة للنظام السوري في صورة التقطت له عند العثور عليه فجر أمس في ولاية هاتاي التركية إثر وقوع طائرته قبلها بساعات
TT

أنقرة تترك مصير قائد مقاتلة سورية غامضاً

قائد الطيارة الحربية التابعة للنظام السوري في صورة التقطت له عند العثور عليه فجر أمس في ولاية هاتاي التركية إثر وقوع طائرته قبلها بساعات
قائد الطيارة الحربية التابعة للنظام السوري في صورة التقطت له عند العثور عليه فجر أمس في ولاية هاتاي التركية إثر وقوع طائرته قبلها بساعات

أعلنت الحكومة التركية أنها لم تقرر بعد ماذا ستفعل مع الطيار السوري الذي سقطت طائرته الحربية في ضواحي محافظة هطاي، جنوب البلاد. وقال نائب رئيس الوزراء التركي نور الدين جانيكلي إن بلاده لم تقرر بعد ما إن كانت سوف تعيد الطيار إلى النظام السوري، وإنه لا يزال يعالج، وإن القرار سيتخذ في وقت لاحق، حينما تتضح جميع التفاصيل.
وعثرت السلطات التركية، فجر أمس، على قائد المقاتلة التابعة للنظام السوري الذي قفز منها قبيل تحطمها في ريف محافظة هطاي، جنوب البلاد، مساء أول من أمس (السبت).
وقالت مصادر أمنية إن فرق الشرطة والدرك التركية أجرت عمليات بحث عن الطيار، استناداً إلى شهود عيان قالوا إنه قفز بالمظلة قبيل تحطم المقاتلة، وتم نقله إلى مبنى قيادة الدرك في بلدة ألتن جوز. وعقب إجراء الإسعافات الأولية، جرى نقل الطيار إلى مستشفى هطاي الحكومي للقيام بالإجراءات العلاجية اللازمة. وأكدت المصادر أن الطائرة لم يكن على متنها أي شخص آخر غير قائدها فقط.
وعثر على الطيار على بعد نحو 40 كيلومتراً من حطام طائرته، واصطحبه فريق الإنقاذ أولاً لمركز الشرطة ثم للمستشفى، ولم تصدر السلطات التركية أي معلومات حول الطيار أو حالته الصحية.
ونقل التلفزيون السوري، السبت، عن مصدر في جيش النظام قوله إن القوات الجوية فقدت الاتصال بمقاتلة من طراز «ميج - 21»، أثناء مهمة على مقربة من الحدود التركية، من دون إعطاء تفاصيل. ولم يتضح سبب تحطم الطائرة، وما إذا كان جراء تعرضها لهجوم أو لعطل فني.
وقبل ذلك، قال أحمد كارا علي، المتحدث باسم فصيل «أحرار الشام»، إن مقاتلة للنظام كانت تحلق على ارتفاع منخفض عندما استهدفناها بمضاد طيران من عيار 23 ميليمتر، بريف إدلب. وأضاف لوكالة أنباء الأناضول التركية أن المقاتلة تعرضت لعطل فني إثر إصابتها، وشوهدت وهي تبدأ بالسقوط.
وكانت فرق البحث التابعة لقوات الدرك التركية قد بدأت البحث عن الطيار، بعد العثور على مظلته في منطقة أيوان ديراسي، التابعة لحي فاتيكلي في بلدة ألتن أوزو القريبة من الحدود السورية. وبعد 9 ساعات من البحث المتواصل في المنطقة، تمكنت الفرق التركية من العثور على الطيار منهكاً على بعد نحو 500 متر عن موقع مظلته.
من جانبه، وفيما يتسق مع رواية المتحدث باسم «أحرار الشام»، قال الطيار محمد صوفان (56 عاماً) للسلطات التركية، في بيان أولي، إن طائرته أسقطت وهي في طريقها لمهاجمة مناطق ريفية قرب إدلب، بشمال سوريا، مشيراً إلى أنه أقلع من اللاذقية.
وقال فريق طبي إنه ليس في حالة حرجة، على الرغم من إصابته بكسور في العمود الفقري والساقين والوجه.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.