تتميز جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك عن جامعات أخرى في المدينة وفي الولاية باسمها وتاريخها، فهي الأقدم.
تأسست الجامعة عام 1754 قبل 22 عاماً من تأسيس الولايات المتحدة. كان اسمها الأول هو: «كينغز كوليدج»، إشارة إلى الملك البريطاني جورج الثاني. ثم أصبحت كلية نيويورك، ثم كلية كولومبيا، ثم جامعة كولومبيا.
يبلغ عدد طلابها اليوم 30 ألف طالب تقريبا. وأسست فروعا خارج الولايات المتحدة. منها في عمّان، بكين، إسطنبول، ونيروبي.
ولأنها أقدم، تفتخر الجامعة بتخريج عدد كبير من المشاهير والشخصيات المهمة: 5 من الآباء المؤسسين، 9 من قضاة المحكمة العليا، 20 مليارديرا، 29 رئيس دولة أو وزارة (3 رؤساء أميركيون)، مائة فائز بجائزة نوبل (تأتي مباشرة بعد جامعة هارفارد هنا).
اليوم، تشتهر كلية الطب فيها، وبها مستشفى جامعي تابع لها، ومستشفى «بريسبيتاريان» في نيويورك التابع لها (شراكة مع كلية الطب في جامعة كورنيل).
بالإضافة إلى هذه الشهرة، زادت شهرة الجامعة بسبب وجود ربما أشهر كلية صحافة في الولايات المتحدة (وربما في العالم)، وأقدم كليات الصحافة في الولايات المتحدة (وربما في العالم): تأسست عام 1912.
أسسها جوزيف بوليتزر (صاحب جائزة بوليتزر السنوية للصحافة). قال في ذلك الوقت: «لا يجب ولا يمكن أن يكون كل كاتب صحافيا. الصحافي هو الذي يجمع الأخبار والتعليقات. والكاتب هو الذي يكتب عن ما جمع الصحافي من أخبار وتعليقات. ليست الصحافة مجرد كتابة، إنها علم».
كان بوليتزر مهاجرا يهوديا من المجر، وهو أبو «يالو جورناليزم» (صحافة الإثارة) في الولايات المتحدة. لهذا، كل عام، عندما تستضيف جامعة كولومبيا مهرجان جوائز بوليتزر، يعلق بعض الناس على «أبو الإثارة» الصحافي الذي صار صاحب أهم جائزة في الصحافة. (ويقولون: إنه مثل أبو المتفجرات، ألفرد نوبل، الذي صار صاحب أهم جائزة في السلام).
في العام الماضي، وضعت مجلة «يو إس نيوز» جامعة كولومبيا في المرتبة الرابعة في قائمة أفضل الجامعات الأميركية (بعد: هارفارد، برنستون، ييل). ومثلها تميل نحو الليبرالية، ففي عام 2003 ردا على نجاح منتدى «دافوس» السنوي في سويسرا، والذي يركز على جمع السياسيين مع رجال الأعمال (وأسسه رجل أعمال)، أسست جامعة كولومبيا منتدى يجمع السياسيين مع طلاب الجامعة. من بين الذين تحدثوا فيه: رؤساء أميركيون سابقون، ورؤساء دول أخرى، مثل: أفغانستان، وروسيا، وغانا، وباكستان، وفنلندا.
بالنسبة للعرب، لا تذكر جامعة كولومبيا، إلا ويذكر البروفسور إدوارد سعيد، الأميركي الفلسطيني الذي كان محاضرا في الجامعة، ومن قادة الأميركيين العرب. كان من الشخصيات المؤثرة في النقد الحضاري والأدب، ونال شهرة واسعة خصوصاً في كتابه «الاستشراق» المنشور سنة 1978، وتوفي سعيد عام 2003 بعدما كان من أبرز أصوات القضية الفلسطينية.
نافذة على مؤسسة تعليمية: جامعة كولومبيا... تميزت بكلية الصحافة وحاضر فيها إدوارد سعيد
نافذة على مؤسسة تعليمية: جامعة كولومبيا... تميزت بكلية الصحافة وحاضر فيها إدوارد سعيد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة