القوات العراقية تعد لاقتحام أحياء جديدة في أيمن الموصل

تفجير 5 سيارات مفخخة ومقتل 10 انتحاريين

القوات العراقية تعد لاقتحام أحياء جديدة في أيمن الموصل
TT

القوات العراقية تعد لاقتحام أحياء جديدة في أيمن الموصل

القوات العراقية تعد لاقتحام أحياء جديدة في أيمن الموصل

واصلت القوات العراقية أمس، استعداداتها لاقتحام عدد جديد من الأحياء في الجانب الأيمن من مدينة الموصل التي مع استعادتها ستبسط القوات الأمنية سيطرتها على المدينة القديمة مركز مدينة الموصل. بينما استغل التنظيم الأجواء الممطرة خلال الأيام الماضية لتكثيف هجماته الانتحارية ضد المدنيين والقوات الأمنية في مداخل الأحياء المحاصرة من قبل القوات العراقية.
وقال قائد قوات الشرطة الاتحادية، الفريق رائد شاكر جودت لـ«الشرق الأوسط»: «تصدت قطعاتنا أمس لهجوم شنه مسلحو (داعش) بالعجلات المفخخة والانتحاريين على خطوطنا الأمامية في مشارف الدواسة». وبيّن جودت أن الشرطة الاتحادية دمرت القوة المهاجمة بالكامل، وقتلت 10 انتحاريين وفجرت 5 عجلات مفخخة وجرافة تابعة للتنظيم، وأضاف أن التنظيم «يستخدم أساليب المباغتة والإغارة بالمفخخات والانتحاريين وقواتنا تمتلك المضادات اللازمة لردع وتدمير عوائق العدو».
وتسعى القوات العراقية إلى إبعاد المعارك عن الجسر الرابع (أول الجسور الخمسة من الناحية الجنوبية التي تربط الأيمن بالأيسر ودمره التنظيم لإعاقة تقدم القوات العراقية من الجانب الأيسر) الذي حررته الأسبوع الماضي، كي يتسنى لها إعادة تفعيله للحصول على الإمدادات والمقاتلين من الجانب الأيسر الذي حُرر في نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي بعد معارك دامت نحو 4 أشهر بين القوات الأمنية العراقية ومسلحي التنظيم.
في غضون ذلك، واصلت طائرات التحالف الدولي استهداف مسلحي التنظيم في الجانب الأيمن، وذكر بيان لخلية الإعلام الحربية العراقية أن طائرات التحالف الدولي دمرت الليلة قبل الماضية موقع «جند الخلافة» التابع في حي النجار. وأضاف البيان أن «غارات التحالف الدولي استهدفت مقر جند الخلافة بناء على معلومات دقيقة لمديرية الاستخبارات العسكرية، وأسفرت الغارات عن مقتل مسؤول الجند و6 من الأمراء العسكريين جميعهم من جنسيات عربية، وهم كل من الإرهابيين، أبو عبد الرحمن الأنصاري مسؤول جند الخلافة، وأبو خالد، وصباح العنزي، وأبو عزام وأبو حجاب، وأبو صياح، وأبو طيبة».
وأوضحت خلية الإعلام الحربي أنه بناء على معلومات مديرية الاستخبارات العسكرية، وجّه طيران التحالف الدولي ضربة جوية أخرى في الموصل أسفرت عن تدمير عجلة وقتل من كان بداخلها، مؤكدة مقتل مسؤول التفخيخ أبو حمزة المغربي وسائقه الخاص أبو ضياء المهاجر على طريق العريبي - الإصلاح الزراعي في الجانب الأيمن من الموصل.
من جهته، قال مسؤول إعلام مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في محافظة نينوى، غياث سورجي لـ«الشرق الأوسط» الأيام الماضية لم تشهد أي هجوم للقوات العراقية في الجانب الأيمن من الموصل بسبب سوء الأحوال الجوية والأمطار، لكن القوات الأمنية اتخذت استعداداتها لبدء الهجوم لاستهداف أحياء ومناطق جديدة في أيمن الموصل كانت قد حاصرتها خلال الأيام الماضية، لكن القصف التمهيدي واستهداف مواقع ومقرات (داعش) كان مستمراً»، متوقعاً أن تنطلق عمليات التحرير خلال الساعات المقبلة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».