أعلن الجيش الوطني الليبي، أنه أحبط أمس هجوما مفاجئا شنته ميليشيات مسلحة لاستعادة السيطرة على منطقة الهلال النفطي، كما خاض معارك معها قرب موانئ نفطية رئيسية، بينما شن فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني، هجوما على المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، وعقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، بعدما اتهمهما برفض الوساطة المصرية، وإضاعة فرصة سياسية تخدم الشعب الليبي.
وفي إشارة إلى اتصالات حفتر الواسعة مع دول عدة، قال السراج، إن اتصالات بعض الدول مع كيانات خارج حكومة الوفاق تعرقل التسوية السياسية في ليبيا، معتبرا في مقابلة مع قناة «آر تي» الروسية، أن مباحثاته في موسكو كانت صريحة، وأنه أبدى استعداده للتعاون مع شركات روسية على أوسع نطاق، وأوضح أن حكومته طلبت رسميا المساعدة من حلف شمال الأطلنطي (الناتو) في مكافحة الإرهاب.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان أصدرته أمس، إن المحادثات التي جرت بين السراج ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تركزت على كيفية دفع جهود توحيد ليبيا، موضحة أن موسكو مستعدة للوساطة والتعاون مع كل الأطراف في الدولة الغنية بالنفط، و«استعدادها للعمل عن كثب مع كل الأطراف في ليبيا بهدف التوصل لحلول مقبولة للجميع، بهدف وضع أسس لتنمية مستقرة في ليبيا كدولة موحدة وذات سيادة ومستقلة».
وقالت الوزارة، إن لافروف والسراج ناقشا التقدم في حوار المصالحة الذي ترعاه الأمم المتحدة، فيما شدد الجانب الروسي «على الحاجة إلى حوار ليبي داخلي شامل يهدف إلى إقامة أجهزة سلطة موحدة تشمل تقوية الجيش»، موضحا أن الشرطة قادرة على الحفاظ على الأمن وحكم القانون والنظام والتصدي لخطر الإرهاب على نحو فعال».
وينظر إلى زيارة السراج على أنها تأتي في إطار جهود التغلب على الأزمة في البلاد بين حكومة السراج وحفتر، وفي هذا السياق نقل بيان من مكتب السراج عنه قوله إن «روسيا قادرة على لعب هذا الدور الإيجابي بفضل علاقاتها مع مختلف الأطراف الليبية»، مشيرا إلى أن الوفد السياسي الليبي رافقه مسؤولون يمثلون المؤسسة الوطنية للنفط ووزارة الدفاع والمشتريات العسكرية.
إلى ذلك، أبلغ العقيد أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي، الذي يقوده المشير خليفة حفتر «الشرق الأوسط»، أن قوات الجيش أحبطت أمس هجوما شنه تنظيم القاعدة على منطقة الهلال النفطي، لافتا النظر إلى أن المعارك كانت مستمرة حتى مساء أمس بالتوقيت المحلى الليبي.
وقال المسماري عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن قوات الجيش تصدت لهجوم «القاعدة» الإرهابي، مدعوما بقوة المعارضة التشادية على منطقة الهلال النفطي، فيما قال متحدثون باسم سلاح الجو وباسم حرس المنشآت النفطية، إن سلاح الجو التابع للجيش نفذ أمس ضربات جوية جنوبي بلدة النوفلية الساحلية ضد كتائب بنغازي.
من جهتها، أعلنت غرفة عمليات الجيش الوطني خروج «الكتيبة 21 مشاة» من أجدابيا إلى رأس لانوف لدعم قوات الجيش، مؤكدة أنه تم دحر ميليشيات «سرايا الدفاع بنغازي» الإرهابية من منطقة النوفلية، التي تقع على بعد 75 كيلومترا إلى الغرب من ميناء رأس لانوف.
وفى محاولة لخلط الأوراق زعمت قيادات في سرايا الدفاع أن الهدف من الهجوم المفاجئ إعادة المهجرين إلى بنغازي، ونفت أن تكون العملية العسكرية بهدف السيطرة على منطقة الهلال النفطي.
ونقلت قناة «النبأ» التلفزيونية، المحسوبة على جماعة الإخوان، عن قياديين في سرايا الدفاع مطالبتهم للمؤسسة الوطنية للنفط والمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج بالحياد وإبعاد قوات الليبيين عن الصراع السياسي. وبثت صفحات مؤيدة لميلشيات سرايا الدفاع عن بنغازي صورا فوتوغرافية، قالت إنها للطائرة العسكرية التي غنمها مقاتلوها من مطار رأس لانوف بعد فرار ميليشيات حفتر، حيث ظهر العميد مصطفى الشركسي، أحد قادة السرايا، كما ظهر أسامة الجضران، عميد بلدية اجدابيا السابق وشقيق إبراهيم الجضران، الآمر السابق لحرس المنشآت النفطية الذي خسر آخر مواجهة عسكرية قبل بضعة شهور ضد قوات الجيش، التي أنهت سيطرته على منطقة الهلال النفطي.
وقال بيان لـ«سرايا الدفاع بنغازي» إنها سيطرت بالاشتراك مع قوات درع الجنوب وبعض قوات حرس منشآت النفطية على بن جواد السدرة رأس لانوف. لكن مصادر في الجيش الليبي قالت في المقابل لـ«الشرق الأوسط» إن المعارك ما زالت مستمرة. وتنتج ليبيا مؤخرا نحو 700 ألف برميل، يوميا، أي أكثر من ضعف إنتاجها في وقت سابق من العام الماضي، لكنها ما زالت أقل بكثير من الكمية التي كانت تنتجها قبل عام 2011 التي بلغت 1.6 مليون برميل يوميا.
وتحث المؤسسة الوطنية للنفط الشركات الأجنبية على العودة إلى ليبيا والاستثمار في قطاع الغاز والنفط في إطار مساعيها لزيادة الإنتاج إلى 1.2 مليون برميل يوميا في وقت لاحق من هذا العام.
من جهة أخرى، أعلن عبد الله الثني، رئيس الحكومة الانتقالية الموالية للبرلمان في شرق ليبيا، وقف المهدي حسن اللباد، نائبه لشؤون الأمن عن العمل وإحالته للتحقيق بشأن تورطه في صفقة مالية بقيمة 28 مليون يورو لمصلحة شركة لبنانية، على الرغم من عدم وجود أي عقد مبرم بين الدولة الليبية والشركة، إضافة إلى كونه غير مختص بذلك، ولم يكلف بهذا الصدد.
وقال الثني في قرار أصدره أمس، إن نائبه اللباد أنكر موافقته على هذه الصفقة، وهو ما اعتبره الثني مخالفاً للحقيقة.
في غضون ذلك، أعلنت إدارة مطار طبرق بأقصى الشرق الليبي استئناف حركة الملاحة الجوية في المطار، بعد أن فض محتجون على تأخر مرتباتهم اعتصامهم، مشيرة إلى تدخل رئيس البرلمان عقيلة صالح لإنهاء الاعتصام.
من جهة أخرى، أعلن جهاز خفر السواحل الإيطالي عن تنسيق عمليات إنقاذ نحو 970 مهاجرا قبالة السواحل الليبية؛ ما يؤكد استمرار توافد المهاجرين بكثافة عبر هذه المنطقة. وأفاد الجهاز بأن المهاجرين الذين أنقذوا أول من أمس كانوا في أربعة زوارق مطاطية ومركبين خشبيين. فيما تحدثت الأمم المتحدة عن مقتل أو فقدان أكثر من 440 شخصا خلال الشهرين الماضيين في رحلات الإبحار من ليبيا إلى أوروبا.
الجيش الليبي يصد هجوم {سرايا بنغازي} على منطقة الهلال النفطي
السراج يتهم حفتر بإضاعة فرصة للسلام
الجيش الليبي يصد هجوم {سرايا بنغازي} على منطقة الهلال النفطي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة