أنقرة: ننتظر موقفاً حاسماً من واشنطن بشأن انسحاب القوات الكردية من منبج

أنقرة: ننتظر موقفاً حاسماً من واشنطن بشأن انسحاب القوات الكردية من منبج
TT

أنقرة: ننتظر موقفاً حاسماً من واشنطن بشأن انسحاب القوات الكردية من منبج

أنقرة: ننتظر موقفاً حاسماً من واشنطن بشأن انسحاب القوات الكردية من منبج

تزامناً مع تسليم الميليشيات الكردية بعض القرى التي تسيطر عليها في محيط مدينة منبج، بمحافظة حلب السورية، إلى النظام السوري، أعلنت أنقرة أنها تنتظر موقفاً حاسماً من واشنطن بشأن تعهداتها بانسحاب هذه الميليشيات من مواقعها في منبج إلى شرق نهر الفرات.
وطالب وزير الدفاع التركي فكري إيشيك واشنطن بالالتزام بتعهداتها بانسحاب عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي وميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية من مناطق غرب نهر الفرات، بشمال سوريا، إلى شرقه، وأردف أن بلاده تنتظر تنفيذ هذا التعهد في أقرب وقت، وبشكل قاطع.
إيشيك جدد التأكيد على أن أولوية تركيا، بعد تطهير مدينة الباب، شمال شرقي مدينة حلب، من إرهابيي «داعش»، ستكون مدينة منبج.
ولفت إلى أن تنظيم داعش والميليشيات الكردية سلموا بعض المناطق للنظام السوري، معتبراً أن هذا الأمر يؤكد صحة وجهة النظر التركية بوجود تنسيق مشترك بين «داعش» والاتحاد الديمقراطي (الكردي) والنظام السوري. وجاءت هذه التطورات في حين أعلن الجنرال سيرغي رودوسكوي، مدير قسم العمليات في رئاسة هيئة الأركان العامة للجيش الروسي، أمس، أن مسلحي الاتحاد الديمقراطي الكردي سلموا بالفعل مواقعهم في منبج وأطرافها للنظام السوري، وأن النظام في دمشق «سيبدأ بتطبيق سلطته على مدينة منبج وما حولها، اعتباراً من 3 من مارس (آذار) الحالي (أمس الجمعة)».
جدير بالذكر أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، كانا قد أعلنا أول من أمس أن القوات التركية ستقصف مواقع «وحدات حماية الشعب» الكردية في منبج، ما لم تنسحب إلى شرق الفرات، في حين ظهر إصرار من واشنطن على مواصلة الاعتماد على الميليشيا الكردية التي تشكل العمود الفقري لميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية» في عملية تحرير الرقة، معقل داعش الرئيسي في سوريا، على الرغم من رفض أنقرة الصريح لهذا الأمر.
في هذه الأثناء، أكدت أنقرة استمرار المفاوضات مع واشنطن في هذا الشأن، كما ألمحت إلى إمكانية التعاون مع موسكو في العمليات ضد «داعش» في سوريا.
وفي السياق نفسه، استبعد فؤاد عليكو، عضو المجلس الوطني الكردي المعارض، أن تسمح واشنطن للميليشيات الكردية (ذات المنحى الفيدرالي) بالسيطرة على مدينة الرقة، الواقعة شمال وسط سوريا، معرباً عن اعتقاده أن مهمة مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري ستنحصر في حصار المدينة. هذا، وتواصل ميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية»، المدعومة أميركياً، عملية تحت اسم «غضب الفرات»، منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بهدف عزل الرقة.
وخلال الأيام القليلة الماضية، تدخلت قوات النظام، وقطعت الطريق بين مدينة الباب، التي كانت قد حررتها قوات من الجيش السوري الحر المدعومة من تركيا في إطار عملية «درع الفرات»، والرقة.
وهو ما اعتبر عرقلة متعمدة لتركيا عن تحقيق هدفها في الانطلاق بعملية «درع الفرات» إلى منبج والرقة. وتوقع عليكو، في تصريحات لوكالة أنباء الأناضول التركية، أمس (الجمعة)، أن «القوة الضاربة التي ستدخل الرقة ستكون من العرب، بينما ستبقى العناصر الكردية على أطراف الرقة». وكشف، في الوقت نفسه، عن مساع أميركية للتقريب بين المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.
وشدد عليكو على أن هذه المساعي لن تنجح ما لم تُدخَل قوات «البيشمركة السورية» (الجناح العسكري للمجلس الكردي) إلى سوريا، وهو ما اعتبره شرطاً أساسياً. وفي الوقت ذاته، هو السبب في فشل محاولات التقريب السابقة، بعد رفض الاتحاد الديمقراطي بحث هذا الملف.
وقال عليكو إن وفداً من المجلس الوطني الكردي يزور الولايات المتحدة حالياً، للمرة الأولى بشكل رسمي. وستتضمن زيارته لقاءات رسمية مع أعضاء بالكونغرس ومسؤولين بالخارجية الأميركية، تهدف لوضع الأميركيين بصورة واضحة حول المجلس الوطني، من حيث مكوّناته وعلاقاته بالمعارضة والدول الإقليمية ومطالبه.
وأوضح القيادي الكردي السوري المعارض أنه قبل عام كانت هناك لجنة مشكلة من وزير الخارجية الفرنسي السابق برنار كوشنير والسفير الأميركي السابق لدى كرواتيا بيتر كالبريس، تهدف إلى تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي «لكنها لم تفض إلى أي نتيجة، إذ أصر المجلس الوطني الكردي على عدم مناقشة المواضيع السياسية، وإنما التركيز حول دخول (البيشمركة) إلى سوريا، وذلك خوفاً من تكرار الفشل السابق بعدما طرح المجلس 3 اتفاقات نسفها الاتحاد الديمقراطي الإرهابي بسبب عدم امتلاك المجلس قوة عسكرية على الأرض».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.