{حماس} تحيل عشرات المتشددين إلى محاكم عسكرية

بعضهم هرب وقاتل مع «داعش سيناء» وآخرون مضربون عن الطعام

برج مراقبة مصري على الحدود مع قطاع غزة تقابله خيام بيضاء تغطي مداخل أنفاق نصبت في الجانب الفلسطيني (إ.ب.أ)
برج مراقبة مصري على الحدود مع قطاع غزة تقابله خيام بيضاء تغطي مداخل أنفاق نصبت في الجانب الفلسطيني (إ.ب.أ)
TT

{حماس} تحيل عشرات المتشددين إلى محاكم عسكرية

برج مراقبة مصري على الحدود مع قطاع غزة تقابله خيام بيضاء تغطي مداخل أنفاق نصبت في الجانب الفلسطيني (إ.ب.أ)
برج مراقبة مصري على الحدود مع قطاع غزة تقابله خيام بيضاء تغطي مداخل أنفاق نصبت في الجانب الفلسطيني (إ.ب.أ)

قالت مصادر فلسطينية مطلعة في قطاع غزة لـ«الشرق الأوسط»، إن الأجهزة الأمنية التابعة لحماس، حولت العشرات من معارضيها المحسوبين على تنظيمات متشددة، إلى محاكم عسكرية، في سابقة هي الأولى من نوعها، على الرغم من أنهم مدنيون ولا يعملون في أي أجهزة أمنية فلسطينية، سواء في رام الله أو غزة.
وبحسب المصادر، فإن العشرات من المعتقلين، الذين يبلغ عددهم أكثر من 550 شخصا، ومتهمون بمناصرة تنظيم داعش، نقلوا، في الأيام الأخيرة، إلى محاكم عسكرية مستعجلة، بتهم إطلاق صواريخ على إسرائيل أو تصنيعها.
واشتكى أهالي معتقلين، من أن المحاكمات كانت شكلية، لضمان استمرار اعتقالهم تحت بند قانوني يتيح أن يكون لجهاز الأمن الداخلي لحماس، القرار الأخير في الإفراج عنهم من عدمه.
وقالت المصادر إن الاتهامات ضد غالبية المعتقلين، شملت قضايا سابقة كانوا اعتقلوا بسببها، منذ شهور طويلة، ما يشير إلى محاولات حماس إبقاء المعتقلين لديها لفترة أطول.
وتعتقل حماس المئات من أنصار «داعش»، أو الذين يستلهمون فكرها، منذ شهور طويلة، بعد حملة قوية استهدفتهم ضمن خلافات متصاعدة بين الطرفين.
وذكرت المصادر أن أمن حماس ما يزال يلاحق عددا من المطلوبين، من بينهم نور عيسى، أحد قادة جماعة «أحفاد الصحابة»، التي وقفت خلف عمليات إطلاق الصواريخ من القطاع أخيرا.
وقالت نغم عيسى، شقيقة نور، عبر حسابها على «فيسبوك»، إن أمن حماس اعتقل والدها وشقيقها، للضغط على شقيقها المطارد لتسليم نفسه، خاصة بعد ظهوره في فيديو يتحدث عن حملة الاعتقالات، ويتهم حماس بالكفر والردة.
بدأت حملة حماس على المتشددين، بعد اتفاق مع مصر على تضييق الخناق عليهم، ومنعهم من التسلل إلى سيناء، أو التعاون مع جماعات فيها.
وقالت المصادر إن عددا كبيرا من هؤلاء المعتقلين، بدأوا إضرابا عن الطعام منذ أيام، في محاولة للضغط على الحركة، ورد الأمن بشبح بعضهم وضربهم. وإضافة إلى الإضراب، لجأت التنظيمات المتشددة في غزة، إلى الضغط على حماس عبر إطلاق صواريخ على إسرائيل. وقد أطلق مسلحون الأسبوع الماضي، صاروخا تجاه النقب الغربي، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى الرد بشكل عنيف، موجها عشرات الضربات الجوية ضد مواقع وأهداف لحركة حماس، التي تقدر خسائرها بمئات آلاف الدولارات، وانهيار عدد من الأنفاق التابعة لها، على إثر تلك الغارات، وهو ما ردت عليه القسام بتهديد إسرائيل أنها ستدخل في مواجهة.
وأراد المتشددون وضع حماس تحت مقصلة المواجهة مع إسرائيل، إثر حملة الاعتقالات المكثفة التي تشنها الحركة في صفوفهم، والتي بفعلها نجحت في تخفيف عمليات إطلاق الصواريخ التي كانت تطلق من قبل.
وحاول المسلحون إطلاق صاروخين مجددا، أول من أمس، تجاه منطقة النقب الغربي جنوب إسرائيل، لكن العملية لم تنجح.
وتتهم جماعات متشددة في قطاع غزة حماس، باعتقال عناصرها لإرضاء مصر، وطالبت بإطلاق سراحهم جميعا. وقالت المصادر إنه جرى خلال الحملة الأخيرة، اعتقال عناصر من حركة حماس نفسها، يناصرون تنظيم داعش، بتهم تسهيل مهام عناصر من التنظيم للخروج من قطاع غزة باتجاه سيناء.
ونجح ناشطون في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في الأشهر الأخيرة، والعام الماضي، في الخروج من قطاع غزة والانضمام إلى تنظيم داعش والقتال في صفوفه ضد الجيش المصري، حيث أظهرت صور ظهرت فيما بعد مقتل عدد منهم خلال القتال في سيناء.
والحرب بين حماس والمتشددين ليست جديدة. وتشن حماس منذ عام 2007 بعد سيطرتها على قطاع غزة، حملات ضدهم، بدأتها بحادثة مسجد ابن تيمية عام 2009، حين قتلت الكثير منهم، على رأسهم الشيخ عبد اللطيف موسى، الذي أعلن عن تشكيل إمارة إسلامية لم تدم سوى ساعات.
وكانت حادثة مسجد ابن تيمية الشرارة الأكبر للمواجهة بين المتشددين وحركة حماس، حيث اشتدت بعد بروز تنظيم داعش وسيطرته في سوريا والعراق، ما زاد من مناصريه في غزة، حتى في صفوف عناصر حماس الذين يواجهون الاعتقالات، خاصة بعد التفاهمات الأمنية بين مصر وحماس.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.