شكسبير جاهز لقيادة سفينة ليستر... وفاردي يرد على منتقديه

الفريق نجح أخيراً في تذكر أنه حامل لقب الدوري الإنجليزي وحقق انتصاراً لافتاً على ليفربول

فاردي نجم ليستر (في المنتصف) يسجل هدفه الثاني في مرمى ليفربول (رويترز)  -  شكسبير مدرب ليستر المؤقت يأمل الاستمرار في المنصب (أ.ف.ب)
فاردي نجم ليستر (في المنتصف) يسجل هدفه الثاني في مرمى ليفربول (رويترز) - شكسبير مدرب ليستر المؤقت يأمل الاستمرار في المنصب (أ.ف.ب)
TT

شكسبير جاهز لقيادة سفينة ليستر... وفاردي يرد على منتقديه

فاردي نجم ليستر (في المنتصف) يسجل هدفه الثاني في مرمى ليفربول (رويترز)  -  شكسبير مدرب ليستر المؤقت يأمل الاستمرار في المنصب (أ.ف.ب)
فاردي نجم ليستر (في المنتصف) يسجل هدفه الثاني في مرمى ليفربول (رويترز) - شكسبير مدرب ليستر المؤقت يأمل الاستمرار في المنصب (أ.ف.ب)

أعرب المدرب المؤقت لليستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي لكرة القدم، كريغ شكسبير، عن جهوزيته لتولي منصبه بشكل ثابت، بينما انتقد المهاجم جيمي فاردي «ظلم» الإعلام للنادي المتراجع الأداء، وذلك بعد فوز أول أعقب إقالة مدربه الإيطالي كلاوديو رانييري.
وقاد شكسيبير وفاردي ليستر إلى الفوز 3 - 1 على ليفربول مساء أول من أمس في ختام المرحلة السادسة والعشرين من الدوري، وذلك بعد أيام من إقالة رانييري بعد تسعة أشهر من قيادته ليستر بشكل مفاجئ إلى لقب الدوري للمرة الأولى في تاريخه أمام عمالقة البريميرليغ.
وكان قرار الإقالة المثير للجدل الذي أعلن الخميس الماضي، واتخذه مالكو النادي التايلانديون، أثار عاصفة من الانتقادات.
إلا أن ليستر ظهر وكأنه ولد من جديد، فتقدم بهدفين لفاردي ولاعب الوسط دانيال درينكواتر في الشوط الأول، قبل أن يقضي هدف فاردي الثاني على آمال الضيوف بعد ساعة على انطلاق المباراة.
وعما إذا كان يريد البقاء في منصبه، قال شكسبير بعد المباراة التي أقيمت على ملعب «كينغ باور»: «هل أعتقد بأنني قادر على ذلك؟ نعم. هل يخيفني هذا الأمر؟ كلا».
لكنه أردف: «مالكو النادي هم من يقررون بقائي من عدمه، سيجتهدون وينظرون في الأمر. أعتقد أن الأمور ستأخذ مجراها. سيجلسون وسأحاول إعداد الفريق كما أستطيع لمباراة هال إلا إذا قيل لي خلاف ذلك».
ودفع رانييري، 65 عاما، ثمن تراجع نتائج الفريق وعودته للوقوف على أبواب الهبوط إلى الدرجة الأولى، فأقيل بعد 5 خسارات متتالية في الدوري وسقوطه أمام إشبيلية الإسباني 1 - 2 في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا.
لكن جماهير ليستر لم تنس الإنجاز التاريخي الذي صنعه الإيطالي للفريق المغمور، فحمل مئات منهم رايات تشكره، كما نسقوا إضاءة هواتفهم الجوالة في الدقيقة 65 مع أهازيج باسمه. وارتدى مشجعون آخرون أقنعة تحمل صورة رانييري وكتب بعضهم: «شكرا رانييري لتحقيق حلمنا!».
وعما كان سيفعله رانييري بشأن استعادة ليستر توازنه، أجاب شكسبير: «من خلال معرفتي بكلاوديو كان سيقول: (هذه كرة القدم). قالها لي مساء الخميس وذكرني بهذا الأمر صباح الجمعة».
وتابع: «المستوى الذي شاهدتموه أمام ليفربول، شاهدته ضد مانشستر سيتي (2 - 4 في ديسمبر «كانون الأول»). لقد قمنا بذلك، لكنه لم يكن كافيا».
ويستضيف ليستر الذي ارتقى إلى المركز الخامس عشر بفارق نقطتين عن أول المهددين بالهبوط، هال سيتي وصيف القاع السبت.
وقبل مباراة ليفربول، كان ليستر آخر الأندية في البطولات الخمس الكبرى يعجز عن هز الشباك في عام 2017.
وأصدر ليستر بيانا الخميس الماضي أقال فيه رانييري الذي قاده «إلى النصر الأعظم في تاريخه الممتد على مدى 133 عاما الموسم الماضي بتتويجه بطلا لإنجلترا للمرة الأولى. سجله كأنجح مدرب في صفوف ليستر سيتي لا غبار عليه».
وفك فاردي صيامه عن التسجيل في 8 مباريات بعد تمريرة من مارك البرايتون، ثم أطلق درينكواتر تسديدة جميلة بعيدة المدى هزت شباك البلجيكي سيمون مينيوليه، ليحسم «الذئاب» المباراة منطقيا من شوطها الأول، ويحرموا ليفربول من احتلال المركز الثالث.
وعن التحول في أداء فاردي الذي لم يكن قد سجل أي هدف في الدوري منذ ديسمبر الماضي، أشار اللاعب إلى أن شكسبير طلب منه اللعب بشكل متقدم، وهو ما أتى بثماره واستغل بطء دفاع ليفربول.
من جهته، قال شكسبير الذي يعمل مدربا مساعدا في ليستر منذ 2001: «طالبت فاردي بأن يكون مزعجا للمنافس بالضغط من الأمام وكان مذهلا».
وأضاف: «النقاط الثلاث هي البداية. خضنا مباراة واحدة فقط لكنها البداية. أعتقد أن بوسعي أداء المهمة». وأوضح فاردي: «شعرت بإحباط بسبب عدد الأهداف التي أحرزتها خلال الموسم، لكن أتمنى أن تمنحني هذه الثنائية دفعة لتحقيق مزيد من الأهداف».
وأشار فاردي نجم المباراة، إلى أن فوز ليستر جاء كرد فعل على التقارير الإعلامية السلبية بشأن إقالة رانييري.
وأشارت تقارير إلى أن رانييري فقد ثقة نجوم فريقه على غرار فاردي، إلا أن الأخير نفى كل الشائعات قائلا: «لقد ظلمنا الإعلام كثيرا... لكن كما رأيتم رغب اللاعبون بالرد لقد عملنا بجهد، لكن لم تكن النتائج تأتي بشكل جيد».
أما درينكواتر فقال: «يمكن اعتبار ذلك رد فعل».
وحملت إحدى المشجعات لافتة كتب عليها: «رانييري! لقد خذلك لاعبوك ومالكو النادي!».
وإذا كان رانييري، صاحب الشعبية الكبيرة بين المشجعين، الذي حقق مفاجأة مدوية في عالم كرة القدم عند فوزه باللقب العام الماضي، يشاهد اللقاء في منزله، فمن المتوقع أن يكون قد شعر بالحيرة.
لكن شكسبير علق ما يتردد من حديث عن تمرد لاعبي النادي في وجه رانييري وقال: «إنه كلام غير عادل ولا أساس له».
أما نائب مالك النادي إياوات سريفادانابرابا فرأى أن اللاعبين «دعموا كلاوديو بشراسة»، لكنه تقبل «غضب» مشجعين من قرار النادي إقالته.
وسيتضح في الأسابيع المقبلة إذا ما كان هذا الانتصار يمثل رد فعل من لاعبي ليستر على الانتقادات الموجهة ضدهم بداعي عدم تنفيذ تعليمات رانييري أو ربما الاستفادة من تغيير التعليمات.
في المقابل، قال الألماني يورغن كلوب، مدرب ليفربول، إنه حذر لاعبيه من توقع مباراة «عاطفية» من ليستر، معتبرا ألا عذر لأدائهم السلبي.
وأوضح: «عرفنا كيف سيلعب ليستر، العودة إلى جذورهم. كان في الإمكان أن نلعب أفضل بكثير. أفسحنا لهم المجال بأن يكونوا ليستر العام الماضي. هذه غلطتنا».
ويعيش ليفربول الذي يستقبل آرسنال الرابع السبت المقبل، فترة صعبة، إذ فاز مرتين وخسر 6 مباريات في 2017.
وأوضح كلوب أن كل من في النادي أصبح الآن يلعب من أجل مستقبله مع بقاء 12 مباراة على نهاية الموسم. وقال: «كلنا نلعب من أجل مستقبلنا. وأنا ضمنهم. لا أعتقد أن اللاعبين ليسوا جيدين بالقدر الذي أظنه، لكنهم بحاجة إلى مساعدتي لكي يظهروا ذلك كل أسبوع. قلت ذلك عدة مرات. عندما نخسر... أشعر بالجانب الأكبر من المسؤولية. الأداء السيئ لا يساعد أحدا». وأضاف: «أتمنى أنه باستخدام كلمة (نحن)‬ دائما وليس (‬هم)‬ أظهر أنني مشترك في ذلك أيضا. إنها ليست لحظة مناسبة لإجراء تقييم بهذا الشكل. لكن يجب أن أقول الحقيقة كلما استطعت».
وكان بإمكان ليفربول رفع رصيده إلى 52 بالتساوي مع مانشستر سيتي الثالث الذي تأجلت مباراته مع جاره مانشستر يونايتد المتوج الأحد بطلا لكأس الرابطة على حساب ساوثهامبتون. لكن فريق المدرب الألماني يورغن كلوب عاد بالتالي إلى دوامة النتائج المتواضعة التي لازمته خمس مراحل قبل أن يفوز على توتنهام في المرحلة السابقة 2 - صفر.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».