أسعار الشقق التمليك في السعودية تنخفض بنسبة 18 %

عقاريون: فكرة تملك الوحدات ازدادت مع دخول تصاميم جديدة وتعدد الأدوار

أسعار الشقق التمليك في السعودية تنخفض بنسبة 18 %
TT

أسعار الشقق التمليك في السعودية تنخفض بنسبة 18 %

أسعار الشقق التمليك في السعودية تنخفض بنسبة 18 %

في الوقت الذي تراجعت فيه أسعار الشقق التمليك في السعودية بنسبة 18 في المائة، أكد عقاريون لـ«الشرق الأوسط»، أن معدل الطلب ما زال متوسطًا إذا ما قورن بالفروع الأخرى، مثل الأراضي والفيلات، التي تشهد نزولاً هائلاً في مستويات الطلب، عازين ذلك إلى أن سعر الشقق التمليك أكثر ملاءمة لقدرة المشترين.
وذكر مشعل الغامدي، الذي يدير مكتب استشارات عقارية، أن النسبة الكبرى من الراغبين في السكن هم من فئة الشباب، «لذلك، فإن الشقق مناسبة لهم من ناحية تلبية حاجتهم للسكن، لكن الجديد هو أن تصميم الشقق تغير، بحيث أصبحت توفر خيارات أوسع، مثل الدورين، ووجود مداخل خاصة، وهو ما دفع بها لتحقيق نجاحات».
ولفت إلى أن الثقافة السائدة بين المواطنين حتى وقت قريب كانت لا تحبذ السكن فيها، حتى أصبحت الحاجة إليها كبيرة في ظل ارتفاع أسعار الخيارات العقارية الأخرى، مبينًا أن «التصميم الجديد للشقق يوحي بتفنن، وتغير كبير في اختيار المواطنين لهذا النوع من القطاعات العقارية، كما أن أسعارها تعد منخفضة نوعًا ما إذا ما قورنت بالفيلات التي يبلغ أقل سعر لها قرابة الضعف، إضافة إلى تغير ثقافة السكن، وهذا الأهم».
وحول الأسعار الحالية للشقق، أوضح الغامدي أن الأحياء الشمالية لمدينة الرياض تظل الأعلى طلبًا، ويصل سعر الشقة المتوسطة بمساحة 250 مترًا إلى نحو 700 ألف ريال (نحو 187 ألف دولار)، وتنخفض الأسعار قليلاً شرق العاصمة ووسطها الشمالي لتبلغ نحو 500 ألف ريال (نحو 133 ألف دولار). تليها المناطق الجنوبية والغربية من العاصمة التي تصل إلى 400 ألف ریال (نحو 107 آلاف دولار)، مشيرًا إلى أن «هذه الأسعار للشقق الجديدة، وكلما تقدم عمر العقار نقصت القيمة، لكنها لا تقل بأي حال من الأحوال عن 280 ألف ریال (نحو 75 ألف دولار).
وسجّل إجمالي قيمة الصفقات الأسبوعية للسوق العقارية المحلية ارتفاعًا بلغت نسبته 46.2 في المائة، مقارنة بانخفاضه الأسبوع الأسبق بنسبة 40.4 في المائة، لتستقر قيمة صفقات السوق بنهاية الأسبوع الثامن من العام الحالي عند مستوى 4.4 مليار ريال (1.17 مليار دولار)، مقارنة بانخفاضها الأسبق بنسبة 62.1 في المائة، لتستقر قيمة الصفقات التجارية بنهاية الأسبوع عند 1.8 مليار ريال (480 مليون دولار).
في المقابل، تحسنت قيمة صفقات القطاع السكني بعد انخفاضها الأسبوعي الأسبق بنسبة قياسية بلغت 26.6 في المائة، لتسجل ارتفاعا أسبوعيا بلغت نسبته 14.5 في المائة، لتستقر بدورها مع نهاية الأسبوع عند مستوى 2.6 مليار ريال (693 مليون دولار).
إلى ذلك، أكد المستثمر العقاري محمد المقيرن، أن الطلب على الشقق للتمليك «جيد إلى حد كبير قياسًا على باقي العقارات الأخرى؛ إذ لا تزال تشهد نوعًا من الحركة نتيجة انخفاض محدود في القيمة لا يزيد على 18 في المائة في أقل من سنة واحدة، وبالتحديد بعد إقرار رسوم الأراضي البيضاء التي غربلت السوق العقاري بشكل عام، ودفعت بها إلى تحقيق مستويات قياسية في الانخفاض لم تشهدها السوق منذ عقود طويلة».
وتطرق إلى أن المؤشر العقاري يوضح المستويات التي وصلت إليها السوق في قطاعاتها كافة، «إلا أن الطلب على الشقق يعد جيدًا رغم انخفاضه»، لافتًا إلى أن «الإقبال على الشقق كان متواضعًا بالنسبة للمواطنين طيلة عمر العقار السعودي، إلا أنه في السنوات الثلاث الأخيرة بالتحديد اختلفت الأمور، وأضح يحقق مستويات متزايدة».
ولاحظ المقيرن توجهًا من المستثمرين وتكتلات لإنشاء مشروعات عقارية ذات طابع شققي، مما يشير إلى تغيير في توجه السعوديين نحو تملك الشقق التي أصبحت خيارًا مهمًا من خيارات التملك، لافتًا إلى أهمية أن يراقب المسؤولون الحكوميون الأسعار خلال السنوات القليلة المقبلة من أجل ضبطها، وعدم وصولها إلى مستويات مرتفعة يعجز على أثرها المواطن البسيط عن تملك شقة.
وسجّل عدد الصفقات العقارية انخفاضا أسبوعيًا بنسبة 4.3 في المائة، مقارنة بانخفاضه للأسبوع الأسبق بنسبة 5.4 في المائة، ليستقر عند 4875 صفقة عقارية. وانخفض عدد العقارات المبيعة خلال الأسبوع بنسبة 2.9 في المائة، مقارنة بانخفاضه للأسبوع الأسبق بنسبة 6.3 في المائة، ليستقر عند 5109 عقارات مبيعة. وسجلت مساحة الصفقات العقارية خلال الأسبوع انخفاضا بلغت نسبته 32.2 في المائة، مقارنة بانخفاضها للأسبوع الأسبق بنسبة 13.4 في المائة، لتستقر مع نهاية الأسبوع عند 97.4 مليون متر مربع.
وأكد علي التميمي، الرئيس التنفيذي لـ«شركة جبره العقارية»، أن المطورين العقاريين بدأوا يفهمون العقلية الجديدة للراغب في السكن؛ «إذ تجاوزوا مرحلة أن يكون المنزل مجرد مكان للعيش فقط، بل إن بعض هذه الشقق بات يضاهي أكبر المشروعات الترفيهية من حيث التجهيزات التي يحرص بعض المستثمرين على توفيرها، ومنافسة المنازل والفيلات؛ إذ إن بعض الشقق يحتوي على مدخل سيارة أو على مساحة صغيرة للاستجمام».
وأضاف أن «الإقبال على الشقق يوحي بتغيير في عقلية المواطن السعودي الذي لم يكن حتى وقت قريب يفضّل السكن في الشقق، إلا أن الواقع يجبره على ذلك، خصوصًا أن فكرة سكن الشباب في الشقق التمليك أصبحت دارجة بشكل كبير، بخاصة لمن ليست لديه عائلة كبيرة، في ظل العروض التي تقدمها شركات التطوير العقاري والتسابق في خفض القيمة... وهو ما أوجد فرصة ثمينة للراغبين في الشراء بعد انحسار موجة الارتفاع».
وتوقع أن «تشهد السوق انخفاضا أكبر متى بدأ المستثمرون دفع رسوم الأراضي البيضاء، كما ستسهم مشاريع وزارة الإسكان في خفض أسعارها مستقبلاً، في ظل ازدياد العرض، وهو ما سيمكّن شريحة أكبر من التملك» على حد قوله.



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».