تحدث قيادي في «درع الفرات» عن «أوامر روسية - تركية - أميركية بتجنب الاشتباك بين قوات المعارضة وقوات النظام في منطقة ريف حلب الشرقي»، بعد مواجهات بين قوات النظام وقوات «درع الفرات» في بلدة تادف، جنوب مدينة الباب، إثر سيطرة قوات النظام عليها. وفي وقت قال فيه مسؤول عسكري في قوات «درع الفرات» إن تقدم قوات النظام، ووصول مناطق سيطرتها إلى مناطق سيطرة القوات الكردية في بلدة منبج، سيعني تشكيل قوس، وقطع الطريق على قوات «درع الفرات»، الموجودة في الباب، ومنعها من التقدم شرقاً.
وانحسرت الاشتباكات في تادف بعد انسحاب قوات النظام إلى جنوب البلدة، وانسحاب «درع الفرات» إلى شمالها، إذ أكدت مصادر قيادية في «درع الفرات» تحول بلدة تادف إلى «خط نار» يفصل الطرفين، مع سيطرة النظام على القسم الأكبر منها.
وأشار أبو حاتم شام، وهو أحد القياديين في «درع الفرات»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أوامر روسية - تركية - أميركية بتجنب الاشتباك بين المعارضة والنظام بريف حلب الشرقي، لافتاً إلى أن ما يحصل حالياً هو «ترسيم للحدود في المنطقة». وأضاف: «أما المواجهات التي شهدتها تادف، فطبيعية، خصوصاً أن البلدة (المحاذية لمدينة الباب من الجهة الجنوبية، التي يفصلها عنها أوتوستراد حلب - الرقة الدولي) باتت عبارة عن خط نار».
وأفاد بيان للجيش السوري الحر، ليل الأحد، بأن قواته اشتبكت مع «ميليشيا النظام بالقرب من بلدة تادف، جنوب مدينة الباب، في ريف حلب الشرقي، مما أدّى لمقتل 22 عنصراً للنظام». ونقلت وكالة «رويترز»، عن مسؤول معارض في «الحر»، أن قوات المعارضة «فتحت النار، رداً على محاولة قوات الحكومة التقدم في منطقة قرب مدينة الباب». من جهته، قال مصدر من قوات النظام إن المعارضين استهدفوا «قواتنا بتادف برميات المدفعية، وبالأسلحة الرشاشة».
ونقلت وكالة «آرا نيوز»، عن خالد أبو ماهر، أحد قياديي فرقة «الحمزة» التي تقاتل ضمن غرفة عمليات «درع الفرات»، قوله إنّه «ومع استمرار الاشتباكات العنيفة، وصلت تعزيزات عسكرية، هي عبارة عن عدد من الدبابات التابعة للجيش التركي، وتمركزت عند القرى الثلاث، تحسباً لأي هجوم قد تشنه قوات النظام والميليشيات الموالية لها، ولكن الاشتباكات انتهت بانسحاب مقاتلينا إلى الأطراف الشمالية لبلدة تادف، مقابل انسحاب عناصر النظام إلى أطراف البلدة جنوباً، حيث أصبحت منطقة فاصلة».
ووقع الاشتباك بعدما باتت قوات «درع الفرات»، المدعومة من أنقرة، مقيدة عن التقدم شرق مدينة الباب، في ريف حلب الشرقي، شمال سوريا. وباتت قوات النظام وحلفاؤها، يوم أمس، على مسافة 4 كيلومترات تفصلها عن وصل مناطق سيطرتهم بمناطق سيطرة القوات الكردية ومجلس منبج العسكري، جنوب غربي منبج، مما يعني انتهاء ترسيم الحدود في المنطقة بإشراف روسي، بانتظار قرار أميركي يُحدد الطرف المخول بتحرير مدينة الرقة، المعقل الرئيسي لتنظيم داعش.
وأفادت عدة مصادر بإنهاء النظام، يوم أمس، عملية تمشيط قرى انسحب منها تنظيم داعش، تقع إلى الغرب من المنطقة الواصلة بين قريتي جب السلطان وأبو منديل، مما جعله قريبًا من قوات مجلس منبج العسكري والقوات الكردية.
وقال مصطفى سيجري، رئيس المكتب السياسي لـ«لواء المعتصم»، وهو جزء من غرفة عمليات «درع الفرات»، لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات النظام اعترضت، ليل الأحد، تقدم قواتنا باتجاه تادف، فحصل اشتباك كبير بيننا أدّى لسقوط عدد كبير من القتلى في صفوف قواتهم»، لافتاً إلى أن «الهدوء يسود الجبهة هناك، علماً بأن المعارك ستتجدد برأينا لا محالة». وإذ وصف سيجري الواقع العسكري الميداني الحالي في ريف حلب الشرقي بـ«المعقد إلى درجة كبيرة»، أشار إلى أن تقدم قوات النظام، ووصل مناطق سيطرتها بمناطق سيطرة القوات الكردية، سيعني تشكيل قوس، وقطع الطريق على قوات «درع الفرات» الموجودة في الباب من التقدم شرقاً. وقال: «هذا يعني مواجهة حتمية مع النظام أو الأكراد، في حال اتخذنا قرار التوجه إلى الرقة، علماً بأن خطتنا واضحة، وتلحظ تحرير تادف ومنبج وتل رفعت ومنغ، إلا أنه لا قرار نهائي حتى الساعة بالتحرك».
ولفت، أمس، ما نقلته «آرا نيوز» عما قالت إنّها مصادر خاصة من المعارضة المسلحة، عن قيام «الآليات التركية بتجريف جبل الشيخ عقيل، غرب مدينة الباب، حيث تقوم التركسات بإنشاء أساسات لإنشاء قاعدة عسكرية تركية على جبل الشيخ عقيل، عند الأطراف الغربية لمدينة الباب»، وهو ما رفضت مصادر قيادية في «درع الفرات»، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، التعليق عليه، لافتة إلى أنّه «جزء من أمور ميدانية داخلية لا يمكن الحديث عنها».
بدوره، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قوات النظام تمكنت من توسيع نطاق سيطرتها لمناطق خسرتها قبل عدة سنوات، وذلك بعد 42 يوماً على العملية العسكرية التي بدأتها في الريف الشمالي الشرقي والشرقي لحلب، موضحاً أن تنظيم داعش سحب يوم أمس عناصره من 23 قرية تقع إلى الغرب من المنطقة الواصلة بين قريتي جب السلطان وأبو منديل، مما سرّع عملية ترسيم النظام للحدود مع القوات التركية والفصائل العاملة في «درع الفرات».
واعتبر محمد سرميني، مدير مركز «جسور» للدراسات، أن ما يحصل في منطقة ريف حلب الشرقي أصدق تعبير عن كيفية تحول التحرك العسكري لأي من الأطراف المتقاتلة في سوريا لانعكاس مباشر للواقع السياسي الإقليمي - الدولي، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن ترسيم الحدود الحاصل اليوم في المنطقة قد يتغير فجأة بقرار سياسي.
تادف خط نار يفصل «الحر» عن النظام... وسعي لتطويق المعارضة في الباب
أوامر روسية ـ تركية ـ أميركية بتجنب الاشتباك بين الطرفين في ريف حلب الشرقي
تادف خط نار يفصل «الحر» عن النظام... وسعي لتطويق المعارضة في الباب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة