السلطة تعتقل موالين لدحلان بعد قرارات منع السفر

السلطة تعتقل موالين لدحلان بعد قرارات منع السفر
TT

السلطة تعتقل موالين لدحلان بعد قرارات منع السفر

السلطة تعتقل موالين لدحلان بعد قرارات منع السفر

شنت الأجهزة الأمنية الفلسطينية حملة اعتقالات واسعة بحق موالين للقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، وطال ذلك أيضا إرسال استدعاءات لناشطين معروفين، وأغلبيتهم شاركوا في مؤتمر شبابي في القاهرة دعا إليه دحلان وحضره قبل أيام، في خطوة أخرى جديدة نحو محاولة القضاء على أي قوة للقيادي الأمني السابق الذي حذر بأنه لن يسمح باستمرار هذا الاستهداف.
واعتقلت الأجهزة الأمنية موالين لدحلان من مناطق مختلفة، واقتحمت منازل آخرين، في وقت تقرر فيه منع مسؤولين موالين لدحلان من السفر إلى الخارج، في تضييق آخر للخناق على دحلان وأتباعه. وجاء ذلك بعد أسابيع من منع جمعيات خيرية مدعومة من دحلان لتقديم أي خدمات في الضفة الغربية. وأدان دحلان في بيان ما وصفه «الجرائم النكراء التي أصبحت تمثل منهج حياة وسلوكا يوميا».
وقال دحلان «تأتي هذه الحملة الأمنية المشبوهة في إطار سياسة منظمة لتكميم الأفواه ومصادرة الحق في حرية الرأي والتعبير، والسعي لإحداث حالة ردع أمنية». وأضاف: «إننا نحذر بقوة ولن نسمح لهذا المسلسل المخزي من استهداف المناضلين وتوجيه التهم الباطلة لهم بالاستمرار، كما نطالب السلطة في رام الله بالإفراج الفوري عن المناضلين الذين تم اختطافهم ووقف الملاحقة الأمنية للآخرين، لم يعد مفهوما هذا الإصرار المشبوه في السعي إلى إحداث فتنة داخلية بين أبناء حركة فتح والأجهزة الأمنية بكل ما فيها من شرفاء يتم دفعهم بأوامر عليا للصدام مع إخوانهم وزملائهم من المناضلين».
وأكد دحلان أنه لن يرفع الراية البيضاء. وطالت الاعتقالات والاستدعاءات نحو 30 من المحسوبين على حركة فتح وصنفوا على أنهم موالون لدحلان. وتشير حملة الاعتقالات الجديدة إلى إصرار عباس على غلق كل الأبواب أمام المصالحة مع دحلان. وكان عباس رفض ضغوطا عربية محددة بسبب دحلان نفسه، وبدأ بترتيب البيت الفلسطيني الداخلي بعيدا عن دحلان وأنصاره، في محاولة للإجابة على سؤال حول من يخلفه في رئاسة فتح والسلطة.
وعين عباس القيادي في الحركة محمود العالول نائبا له في فتح بانتظار إجراء انتخابات لمنظمة التحرير والتي قد تأتي بنائب له في رئاسة السلطة.
ودحلان واحد من الأسماء التي يرددها البعض كخليفة لعباس، وهو احتمال ينفيه بشدة المسؤولون الفلسطينيون المقربون من عباس باعتبار أنه سيبقى خارج الحركة. وبدأت الخلافات الطاحنة بين عباس ودحلان، عندما كان الأخير عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح، إذ ظهرت الخلافات للعلن في نهاية عام 2010، بسبب هجوم شنه دحلان على الرئيس عباس وعائلته وشكوك لدى القيادة الفلسطينية حول «تآمره» على الحكم.
وفي يونيو (حزيران) من عام 2011، قررت مركزية فتح، فصل دحلان من عضويتها بعد ساعات من مغادرته رام الله، إثر محاصرة الأمن لمنزله واعتقال مرافقين له. وبعد مناكفات عدة على فترات متباعدة، ومحاولات فاشلة للصلح بين عباس ودحلان، تدخلت دول عربية لإعادة دحلان ضمن خطة شاملة، لكن عباس رفض بشدة، وأغلق كل الأبواب أمام عودته. ويتم التعامل في رام الله مع دحلان أو أي من أتباعه كمطلوبين للأمن.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.