رغم أن التاريخ لا يشكل معيارا حقيقيا للتوقعات في المباريات الحاسمة لبطولات الكأس، لا يجد ساوثهامبتون بديلا عن اكتساب الثقة من سجلات التاريخ، في ظل الترشيحات التي تصب لصالح مانشستر يونايتد عندما يلتقي الفريقان اليوم في نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة اليوم على ملعب ويمبلي. وكانت آخر مواجهة جمعت بين ساوثهامبتون ومانشستر يونايتد، في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي لموسم 1975 - 1976. وفاز ساوثهامبتون حينذاك 1 - صفر ليتوج باللقب.
يريد المدرب جوزيه مورينيو تدشين عهده في صفوف مانشستر يونايتد من خلال قيادته الفريق إلى إحراز باكورة ألقابه معه. وإذا ما أخذنا في عين الاعتبار النجاحات التي حققها المدرب الفذ على مدى 17 عاما في مجال التدريب، فإن إحراز لقب كأس الرابطة سيكون تفصيلا صغيرا في السجل المرموق لمورينيو الذي أحرز دوري أبطال أوروبا مرتين وبطولة الدوري المحلي في إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال. لكن هذا التفصيل يبقى هاما، لأن إحراز اللقب سيثبت أن مانشستر يونايتد بقيادة مورينيو هو على الطريق الصحيح لاستعادة مكانته محليا ولاحقا أوروبيا بعد أن خسر بعضا من هيبته بعد رحيل المدرب الأسطورة السير أليكس فيرغسون.
كما يريد مورينيو إسكات منتقديه الذين اعتبروا أنه خسر فلسفة الفوز التي طالما تميز بها خلال مسيرته التدريبية خصوصا بعد إقالته من تدريب تشيلسي الموسم الماضي. وتسلم مورينيو منصبه مدربا جديدا لمانشستر يونايتد رسميا في يوليو (تموز) الماضي ونجح في تدعيم الفريق بلاعبين من الطراز العالمي من أمثال النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش والفرنسي بول بوغبا المنتقل إلى صفوفه مقابل صفقة قياسية.
وبدأ مانشستر يونايتد الموسم بشكل جيد بتحقيقه ثلاثة انتصارات متتالية في الدوري المحلي قبل أن يتراجع مستواه بعض الشيء ويحقق فوزين فقط في 11 مباراة بين أكتوبر (تشرين الأول) ونهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، بينها خسارة قاسية أمام تشيلسي صفر – 4، بيد أن مورينيو عرف بخبرته كيفية وضع مانشستر على السكة الصحيحة، حيث لم يخسر الفريق محليا منذ سقوطه أمام تشيلسي في 21 أكتوبر الماضي، ولا يزال موجودا في مسابقات الكؤوس الثلاث التي يخوضها وهي كأس الرابطة التي يخوض اليوم مباراتها النهائية، وكأس إنجلترا حيث بلغ دور الثمانية (يواجه تشيلسي في 13 الشهر المقبل)، ودور الستة عشر من مسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) حيث أوقعته القرعة مع روستوف الروسي.
وإذا نجح مانشستر يونايتد في إحراز لقب كأس الرابطة، فإن مورينيو سيصبح أول مدرب في تاريخ النادي يحرز لقبا في موسمه الأول مع مانشستر يونايتد، وقال ردا على ذلك «أعتقد أن الفوز باللقب هو أهم بالنسبة إلى النادي أكثر مني شخصيا. حققت الكثير من الأشياء الجيدة في مسيرتي ولن أتأثر بتفصيل صغير كهذا». وأضاف: «أعتقد أن الفوز سيكون هاما جدا لأفراد الفريق وأنصاره الذي يستمتعون بالعروض الذي يقدمها الفريق».
وأحرز مانشستر يونايتد لقب هذه المسابقة أربع مرات آخرها عام 2010، أما ساوثهامبتون الذي أحرز آخر لقب له في إحدى مسابقات الكؤوس عام 1976 ضد مانشستر يونايتد بالذات فيريد تكرار هذا الإنجاز، ويقول مدربه الفرنسي كلود بويل وهو الآخر يشرف على الفريق في موسمه الأول «الأجواء المحيطة بالفريق رائعة لكن من المهم جدا بالنسبة إلينا أن نحافظ على تركيزنا خلال المباراة». وقال فريزر فورستر حارس مرمى ساوثهامبتون، في تصريحات لموقع النادي «بالنظر إلى مشوارنا نحو النهائي، نجد أننا تغلبنا على آرسنال وليفربول، لقد فزنا أمام أسماء كبيرة، ولا مبرر للاعتقاد أننا لسنا قادرين على تكرار ذلك عندما نواجه مانشستر يونايتد».
وأضاف: «نكن احتراما كبيرا لمانشستر يونايتد، فلديهم بالطبع مدير فني من الطراز العالمي، وكذلك لاعبون في كل المراكز، ولكن لا داعي للخوف. يفترض خوض المباراة وتقديم كل ما لدينا على أمل الفوز». واستعرض ساوثهامبتون بالفعل ثقته في المواجهات الكبيرة على حساب يونايتد، حيث حقق انتصارين خلال آخر ثلاث مباريات خاضها على ملعب «أولد ترافورد»، معقل مانشستر يونايتد. وقال فورستر قبل مباراة اليوم المقررة على ملعب «ويمبلي»، إن خوض نهائي جديد في الكأس يعد إنجازا هائلا لفريقه. وقال فورستر، الذي توج مع سلتيك بلقبين في بطولة كأس اسكوتلندا لكنه يخوض النهائي الأول له في إنجلترا: «هذا يعني كل العالم بالنسبة لي». وأضاف الحارس «أفكر منذ انضمامي للفريق في مدى طموح مالكه ورئيسه، ومدى الرغبة في مواصلة التقدم إلى الأمام.. لقد قطع النادي مشوارا طويلا خلال فترة قصيرة، والنجاح يعد مكافأة لكل لاعب شارك في هذا المشوار».
وسيغيب عن مانشستر يونايتد لاعب وسطه الأرميني هنريك مخيتاريان الذي تعرض للإصابة خلال مباراة فريقه ضد سانت إتيان الخميس في الدوري الأوروبي، ويحوم الشك حول مشاركة المخضرم مايكل كاريك. ويستطيع مانشستر التعويل على قوة ضاربة في الهجوم مؤلفة من إبراهيموفيتش الذي سجل 24 هدفا في 36 مباراة في مختلف المسابقات هذا الموسم، وعلى الشابين الفرنسي أنطوني مارسيال وماركوس أشفورد بالإضافة إلى صانع الألعاب خوان ماتا.
وبغض النظر عن قرارات مورينيو بشأن التشكيلة لمباراة اليوم، يمتلك مانشستر يونايتد خبرة كبيرة ترجح كفته في مثل المباراة المرتقبة، وقد توج في الصيف الماضي ببطولة كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع ذلك، أكد أنطونيو فالنسيا، مدافع مانشستر، أن الفريق يجب أن يتفادى أي تهاون في مباراة اليوم، حيث يتوقع أن تشكل تحديا شرسا. وقال فالنسيا، في تصريحات لموقع نادي مانشستر: «يجب أن نتناسى حقيقة أننا حققنا الفوز هناك ثلاث أو أربع أو خمس مرات.. يجب أن ننحي ذلك جانبا الآن. فنحن سنخوض مباراة نهائية أخرى ربما تحمل قصة مختلفة تماما. لن نتحمل ولو خطأ واحدا، فهي مباراة نهائي، وليس مسموحا بها افتقاد التركيز ولو لدقيقة واحدة». ويتطلع مانشستر يونايتد إلى الفوز بلقب الكأس، أملا في أن ينعش طموح الفريق من جديد في العودة لدائرة الصراع على الدوري الممتاز خلال المراحل الأخيرة. وقال فالنسيا: «إنه أمر مهم للغاية بالنسبة لنا، يتبقى نحو 15 مرحلة في الدوري الإنجليزي، وأي شيء لا يزال واردا.. ما دامت فرصتنا قائمة من الناحية الحسابية، يجب أن نواصل المحاولات، على أمل انتزاع اللقب».
في المقابل، أبلى المهاجم الإيطالي مانولو غابياديني بلاء حسنا منذ انتقاله في موسم الانتقالات الشتوية إلى صفوف ساوثهامبتون قادما من نابولي مقابل 17 مليون جنيه بتسجيله ثلاثة أهداف. وأشاد به مدربه بويل بقوله «يتمتع مانولو بصفات فنية عالية، وهو يمنح حلولا كثيرة لزملائه من خلال خلق المساحات وراء خط الدفاع المنافس».
ساوثهامبتون يستمد الثقة من التاريخ... ومورينيو يريد تدشين عهده باللقب الأول
ملعب ويمبلي يشهد اليوم نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة... وكل الاحتمالات واردة
ساوثهامبتون يستمد الثقة من التاريخ... ومورينيو يريد تدشين عهده باللقب الأول
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة