ساوثهامبتون يستمد الثقة من التاريخ... ومورينيو يريد تدشين عهده باللقب الأول

ملعب ويمبلي يشهد اليوم نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة... وكل الاحتمالات واردة

مانشستر يونايتد يتطلع لحصد أول كأس  من ثلاث كؤوس ينافس عليها («الشرق الأوسط») - كلود بويل يبحث عن أول نجاحاته مع ساوثهامبتون (رويترز) - ساوثهامبتون يسعى للفوز بأول كأس منذ عام  1976  (رويترز) - مورينيو يتطلع لأول ألقابه مع يونايتد (رويترز)
مانشستر يونايتد يتطلع لحصد أول كأس من ثلاث كؤوس ينافس عليها («الشرق الأوسط») - كلود بويل يبحث عن أول نجاحاته مع ساوثهامبتون (رويترز) - ساوثهامبتون يسعى للفوز بأول كأس منذ عام 1976 (رويترز) - مورينيو يتطلع لأول ألقابه مع يونايتد (رويترز)
TT

ساوثهامبتون يستمد الثقة من التاريخ... ومورينيو يريد تدشين عهده باللقب الأول

مانشستر يونايتد يتطلع لحصد أول كأس  من ثلاث كؤوس ينافس عليها («الشرق الأوسط») - كلود بويل يبحث عن أول نجاحاته مع ساوثهامبتون (رويترز) - ساوثهامبتون يسعى للفوز بأول كأس منذ عام  1976  (رويترز) - مورينيو يتطلع لأول ألقابه مع يونايتد (رويترز)
مانشستر يونايتد يتطلع لحصد أول كأس من ثلاث كؤوس ينافس عليها («الشرق الأوسط») - كلود بويل يبحث عن أول نجاحاته مع ساوثهامبتون (رويترز) - ساوثهامبتون يسعى للفوز بأول كأس منذ عام 1976 (رويترز) - مورينيو يتطلع لأول ألقابه مع يونايتد (رويترز)

رغم أن التاريخ لا يشكل معيارا حقيقيا للتوقعات في المباريات الحاسمة لبطولات الكأس، لا يجد ساوثهامبتون بديلا عن اكتساب الثقة من سجلات التاريخ، في ظل الترشيحات التي تصب لصالح مانشستر يونايتد عندما يلتقي الفريقان اليوم في نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة اليوم على ملعب ويمبلي. وكانت آخر مواجهة جمعت بين ساوثهامبتون ومانشستر يونايتد، في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي لموسم 1975 - 1976. وفاز ساوثهامبتون حينذاك 1 - صفر ليتوج باللقب.
يريد المدرب جوزيه مورينيو تدشين عهده في صفوف مانشستر يونايتد من خلال قيادته الفريق إلى إحراز باكورة ألقابه معه. وإذا ما أخذنا في عين الاعتبار النجاحات التي حققها المدرب الفذ على مدى 17 عاما في مجال التدريب، فإن إحراز لقب كأس الرابطة سيكون تفصيلا صغيرا في السجل المرموق لمورينيو الذي أحرز دوري أبطال أوروبا مرتين وبطولة الدوري المحلي في إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال. لكن هذا التفصيل يبقى هاما، لأن إحراز اللقب سيثبت أن مانشستر يونايتد بقيادة مورينيو هو على الطريق الصحيح لاستعادة مكانته محليا ولاحقا أوروبيا بعد أن خسر بعضا من هيبته بعد رحيل المدرب الأسطورة السير أليكس فيرغسون.
كما يريد مورينيو إسكات منتقديه الذين اعتبروا أنه خسر فلسفة الفوز التي طالما تميز بها خلال مسيرته التدريبية خصوصا بعد إقالته من تدريب تشيلسي الموسم الماضي. وتسلم مورينيو منصبه مدربا جديدا لمانشستر يونايتد رسميا في يوليو (تموز) الماضي ونجح في تدعيم الفريق بلاعبين من الطراز العالمي من أمثال النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش والفرنسي بول بوغبا المنتقل إلى صفوفه مقابل صفقة قياسية.
وبدأ مانشستر يونايتد الموسم بشكل جيد بتحقيقه ثلاثة انتصارات متتالية في الدوري المحلي قبل أن يتراجع مستواه بعض الشيء ويحقق فوزين فقط في 11 مباراة بين أكتوبر (تشرين الأول) ونهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، بينها خسارة قاسية أمام تشيلسي صفر – 4، بيد أن مورينيو عرف بخبرته كيفية وضع مانشستر على السكة الصحيحة، حيث لم يخسر الفريق محليا منذ سقوطه أمام تشيلسي في 21 أكتوبر الماضي، ولا يزال موجودا في مسابقات الكؤوس الثلاث التي يخوضها وهي كأس الرابطة التي يخوض اليوم مباراتها النهائية، وكأس إنجلترا حيث بلغ دور الثمانية (يواجه تشيلسي في 13 الشهر المقبل)، ودور الستة عشر من مسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) حيث أوقعته القرعة مع روستوف الروسي.
وإذا نجح مانشستر يونايتد في إحراز لقب كأس الرابطة، فإن مورينيو سيصبح أول مدرب في تاريخ النادي يحرز لقبا في موسمه الأول مع مانشستر يونايتد، وقال ردا على ذلك «أعتقد أن الفوز باللقب هو أهم بالنسبة إلى النادي أكثر مني شخصيا. حققت الكثير من الأشياء الجيدة في مسيرتي ولن أتأثر بتفصيل صغير كهذا». وأضاف: «أعتقد أن الفوز سيكون هاما جدا لأفراد الفريق وأنصاره الذي يستمتعون بالعروض الذي يقدمها الفريق».
وأحرز مانشستر يونايتد لقب هذه المسابقة أربع مرات آخرها عام 2010، أما ساوثهامبتون الذي أحرز آخر لقب له في إحدى مسابقات الكؤوس عام 1976 ضد مانشستر يونايتد بالذات فيريد تكرار هذا الإنجاز، ويقول مدربه الفرنسي كلود بويل وهو الآخر يشرف على الفريق في موسمه الأول «الأجواء المحيطة بالفريق رائعة لكن من المهم جدا بالنسبة إلينا أن نحافظ على تركيزنا خلال المباراة». وقال فريزر فورستر حارس مرمى ساوثهامبتون، في تصريحات لموقع النادي «بالنظر إلى مشوارنا نحو النهائي، نجد أننا تغلبنا على آرسنال وليفربول، لقد فزنا أمام أسماء كبيرة، ولا مبرر للاعتقاد أننا لسنا قادرين على تكرار ذلك عندما نواجه مانشستر يونايتد».
وأضاف: «نكن احتراما كبيرا لمانشستر يونايتد، فلديهم بالطبع مدير فني من الطراز العالمي، وكذلك لاعبون في كل المراكز، ولكن لا داعي للخوف. يفترض خوض المباراة وتقديم كل ما لدينا على أمل الفوز». واستعرض ساوثهامبتون بالفعل ثقته في المواجهات الكبيرة على حساب يونايتد، حيث حقق انتصارين خلال آخر ثلاث مباريات خاضها على ملعب «أولد ترافورد»، معقل مانشستر يونايتد. وقال فورستر قبل مباراة اليوم المقررة على ملعب «ويمبلي»، إن خوض نهائي جديد في الكأس يعد إنجازا هائلا لفريقه. وقال فورستر، الذي توج مع سلتيك بلقبين في بطولة كأس اسكوتلندا لكنه يخوض النهائي الأول له في إنجلترا: «هذا يعني كل العالم بالنسبة لي». وأضاف الحارس «أفكر منذ انضمامي للفريق في مدى طموح مالكه ورئيسه، ومدى الرغبة في مواصلة التقدم إلى الأمام.. لقد قطع النادي مشوارا طويلا خلال فترة قصيرة، والنجاح يعد مكافأة لكل لاعب شارك في هذا المشوار».
وسيغيب عن مانشستر يونايتد لاعب وسطه الأرميني هنريك مخيتاريان الذي تعرض للإصابة خلال مباراة فريقه ضد سانت إتيان الخميس في الدوري الأوروبي، ويحوم الشك حول مشاركة المخضرم مايكل كاريك. ويستطيع مانشستر التعويل على قوة ضاربة في الهجوم مؤلفة من إبراهيموفيتش الذي سجل 24 هدفا في 36 مباراة في مختلف المسابقات هذا الموسم، وعلى الشابين الفرنسي أنطوني مارسيال وماركوس أشفورد بالإضافة إلى صانع الألعاب خوان ماتا.
وبغض النظر عن قرارات مورينيو بشأن التشكيلة لمباراة اليوم، يمتلك مانشستر يونايتد خبرة كبيرة ترجح كفته في مثل المباراة المرتقبة، وقد توج في الصيف الماضي ببطولة كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع ذلك، أكد أنطونيو فالنسيا، مدافع مانشستر، أن الفريق يجب أن يتفادى أي تهاون في مباراة اليوم، حيث يتوقع أن تشكل تحديا شرسا. وقال فالنسيا، في تصريحات لموقع نادي مانشستر: «يجب أن نتناسى حقيقة أننا حققنا الفوز هناك ثلاث أو أربع أو خمس مرات.. يجب أن ننحي ذلك جانبا الآن. فنحن سنخوض مباراة نهائية أخرى ربما تحمل قصة مختلفة تماما. لن نتحمل ولو خطأ واحدا، فهي مباراة نهائي، وليس مسموحا بها افتقاد التركيز ولو لدقيقة واحدة». ويتطلع مانشستر يونايتد إلى الفوز بلقب الكأس، أملا في أن ينعش طموح الفريق من جديد في العودة لدائرة الصراع على الدوري الممتاز خلال المراحل الأخيرة. وقال فالنسيا: «إنه أمر مهم للغاية بالنسبة لنا، يتبقى نحو 15 مرحلة في الدوري الإنجليزي، وأي شيء لا يزال واردا.. ما دامت فرصتنا قائمة من الناحية الحسابية، يجب أن نواصل المحاولات، على أمل انتزاع اللقب».
في المقابل، أبلى المهاجم الإيطالي مانولو غابياديني بلاء حسنا منذ انتقاله في موسم الانتقالات الشتوية إلى صفوف ساوثهامبتون قادما من نابولي مقابل 17 مليون جنيه بتسجيله ثلاثة أهداف. وأشاد به مدربه بويل بقوله «يتمتع مانولو بصفات فنية عالية، وهو يمنح حلولا كثيرة لزملائه من خلال خلق المساحات وراء خط الدفاع المنافس».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».